انطلقت فعاليات الأسبوع الثقافى الرابع من مسجد فاطمة الزهراء بمدينة نصر بالقاهرة فى إطار الدور التثقيفى الذى تقوم به وزارة الأوقاف، تحت عنوان: "من آيات الله فى الكون وفى خلق الإنسان"، حاضر فيها الدكتور حسام موافى أستاذ أمراض الباطنة بكلية الطب القاهرة والشيخ محمود الأبيدى إمام المسجد، وقدم لها فوزى عبدالمقصود المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيها القارئ الشيخ حسن عوض الدشناوى قارئًا، والمبتهل الشيخ محمد على جابين مبتهلا، وبحضور الدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والشيخ عبد الباسط عمارة مدير إدارة شرق مدينة نصر، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفى كلمته قدم الدكتور حسام موافى أستاذ أمراض الباطنة بكلية الطب القاهرة التهنئة لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة على تجديد الثقة، كما قدم الشكر لوزارة الأوقاف على هذه الندوات التثقيفية التى تسهم فى بناء الوعى وتعمل على نشر صحيح الدين، موضحًا أن العلم لا يفصل عن الدين، لأن الدين يدعو إلى التعلم، وفى ربط الدين بالعلم أهمية كبيرة فى حياتنا، مشيرًا إلى أن إعمال العقل والتفكر فى الكون عبادة أكد عليها القرآن الكريم.
وفى حديثه عن قدرة الله (عز وجل) فى جسم الإنسان أكد أن الجسم الطبيعى لا يستطيع تخزين المياه، وأن فى الجسم أربعة أعضاء تتنبه عند وصول الماء وهى القلب والكبد والكلى والمخ، وأن خروج الماء من الجسم يكون عن طريق الإخراج والعرق والنفس، وأن تخزين الماء فى الجسم دون إخراج مرض، ومن رحمة الله تعالى أن بين ذلك فى القرآن الكريم قبل دراسة ذلك فى العلم الحديث قال تعالى : “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ”، وقال تعالى : “فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ”، مؤكدًا أن وظائف كل عضو بجسم الإنسان دليل واضح على القدرة الإلهية.
وفى كلمته أكد الشيخ محمود الأبيدى أن شباب الدعوة فى وزارة الأوقاف يقفون خلف وزيرها الهمام معالي/ أ.د محمد مختار جمعة فى معركة بناء الوعى ومحاربة الفكر المتطرف، فالمساجد تشهد الآن نشاطا ملحوظا فى نشر الفكر الوسطى المستنير فى شتى الميادين ولكل الأعمار فهى تعمل على الانتقال من الاستنارة الفردية إلى الاستنارة الجماعية، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف تعمل على بناء العقول المستنيرة وتأخذ بيد شباب الوطن فى هذه المرحلة الفارقة ليكونوا أداة للبناء والتعمير، مشيراً أن أول ما نزل من القرآن كان قوله تعالى : ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ ”، وهو أمر صريح بطلب العلم، يقول (عز وجل) : ” الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ”، فالسياق العقلى يقول بتقديم الخلق على العلم، ولكن السياق القرآنى قدم تعليم القرآن على خلق الإنسان، ليؤكد أن العلم أولًا قبل كل شيء، وقد علمنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) أن العالم وارث النبوة، والعلم المقصود هنا هو العلم النافع الذى نعمر به الكون، مبينًا أن وزارة الأوقاف فى هذه المرحلة تهتم ببناء الوعى عند الأئمة والدعاة حتى يستطيعوا مواكبة العصر ومتطلباته.
كما بيّن أن على الإنسان أن يتعلم قبل أن يتكلم، فلا يتكلم حتى يصل إلى مرحلة الفهم، يقول النبى (صلى الله عليه وسلم): ” مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِى الدِّينِ”، كما أن العلم يصنع الأمل، وبالعلم تنهض الأمم، ولكى نصل إلى ذلك علينا بالحرص والاجتهاد.
مبينًا أن من آيات الله الكونية السماوات ذات الجمال والكمال حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "أَفَلَمْ يَنظُرُوا إلى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ"، والمتأمل فى خلق الأرض وما فيها من آيات يدرك تمام قدرته سبحانه وحكمته، حيث جعلها سبحانه قرارا لا تميل ولا تضطرب، ومهدها لخلقه، وسلك لهم فيها سبلا، وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها، وجعلها ذلولا ليمشى الناس فى مناكبها ويأكلوا من رزقه وإليه النشور، يقول الحق سبحانه وتعالى: "هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"، ويقول أيضًا: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ أن الَّذِى أَحْيَاهَا لَمُحْيِى الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".