قالت صحيفة الجارديان البريطانية إنه تم الإعلان عن الجفاف فى مناطق شاسعة من إنجلترا بعد اجتماع عقده مجموعة من الخبراء.
وأدت ظروف الجفاف المستمر لفترة طويلة مع وجود أمطار غزيرة طوال الصيف فى بعض مناطق البلاد إلى قيام المجموعة الوطنية للجفاف إلى الإعلان عن الجفاف رسميا، وحددت وكالة البيئة وجود جفاف فى ثمانية من مناطقها الأربعة عشر وهى ديفون وكورنوال وسولنت وثاوق داونز وكنت وجنوب لندن وهيرتز وشمال لندن وشرق أنجليا وتيمز ولينكولنشاير ونورثامبتونشاير وشرق ميدلاندز.
وأظهرت الوثائق التى أطلعت عليها صحيفة الجارديان أن وكالة البيئة تتوقع انتقال منطقتين آخرتين إلى الجفاف فى وقت لاحق فى أغسطس، وهما يوركشاير وويست ميدلاندز.. وكانت مجموعة الجفاف الوطنية قد اجتمعت فى وقت سابق هذا الصيف لمناقشة نقص الأمطار وقررت وضع البلاد فى وضع المناخ الجاف المطول، وهى المرحلة الأولى من أربع مراحل طارئة للمناخ الجاف، وخطوة واحدة قبل الجفاف. والآن، فإن البلاد تستعد لتلك المرحلة الثانية.
وهذا يعنى أنه قد يتم تقنين المياه فى جميع أنحاء بريطانيا، مع وضع حواجز أقل لشركات المياه التى ترغب فى منع العملاء من استخدام خراطيم المياه وغسل السيارات بمياه الصنبور. كما يمكن اتخاذ إجراءات اكثر صرامة فى هذه المرحلة، بما فى ذلك حظر استخدام المرشات فى تنظيف المبانى والمركبات والنوافذ.
وعُرض على المشاركون فى الاجتماع إحصائيات مروعة عن الأمن الغذائى لإنجلترا. فمن المتوقع أن يفشل نصف محصول البطاطس حيث لا يمكن ريه، وحتى المحاصيل التى عادة ما تتحمل الجفاف مثل الذرة قد تفشل أيضا.
ويوم الأربعاء الماضى، التقى وزير البيئة ستيف دابل مع الرؤساء التنفيذيين لشركات المياه لمناقشة الخطط المطبق لحماية إمدادات المياه العامة فى حالة الجفاف.
وقال دابل إن الشركات طمأنته بانه إمدادات المياه مرنة، وأن البلاد مستعدة بشكل غير مسبوق لأى فترة من فترات الطقس الجاف.. إلا أنه قال أنه من المهم أن يدير الرأى العام استخدام للمياه على نحو مستدام.
وبدأت العديد من شركات المياه تطبق حظرا على خراطيم المياه، منها شركة بروكاشتر التى تبدأ حظر الخراطي اعتبارا من 26 أغسطس، بينما قالت شركة ثيمز ووتر أن حظر استخدام خراطيم المياه وشيك.
ويعد الجفاف فى إنجلتزا أحد مظاهر الأزمة التى تشهدها القارة الأوروبية، حيث قالت وكالة أسوشيتدبرس إن الجفاف فى أوروبا تتسبب فى تجفيف الأنهار وقتل الأسماك وفساد المحاصيل.
وذكرت الوكالة فى تقرير لها، أن ما يقرب من نصف أوروبا يعانى من جفاف غير مسبوق، بدءا من الخزانات الجافة والمتشققة فى أسبانيا إلى تدنى مستويات المياه فى الشرايين الرئيسية مثل أنهار الدانوب والراين. ويسبب هذا ضررا لاقتصاديات المزارعه ويفرض قيودا على المياه ويسبب حرائق الغابات ويهدد الأنواع المائية.
ولم يكن هناك أمطار غزيرة لما يقرب من شهرين فى غرب ووسط وجنوب أوروبا . ومن المتوقع أن يستمر الجفاف لفترة يقول الخبراء إنه قد يكون أسوأ جفاف منذ 500 عام.
ويفاقم تغير المناخ من الأوضاع حيث يؤدى ارتفاع درجات الحرارة إلى تسريع التبخر وتأخذ النباتات المتعطشة مزيدا من الرطوبة وتقليل تساقط الثلوج فى الشتاء مما يحد من إمدادات المياه العذبة المتاحة للرى فى الصيف.
وحذر مركز البحوث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية هذا الأسبوع من أن ظروف الجفاف ستزداد سوءا، ومن المحتمل أن تؤثر على 47% من القارة.
وقال أندريا تورتى الباحث فى المرصد الأوروبى للجفاف، إن الجفاف فى عام 2018 كان شديدا لدرجة أنه لم تكن هناك أحداث مماثلة على مدار الـ500 عاما الماضية، لكن هذا العام أسوأ حقا على حد اعتقاده.