تمر اليوم ذكرى حملة صليبية تسمى "حملة الفقراء" سبقت ما نعرفه فى عالمنا الإسلامى من حملات، كانت سببًا أن عاش العالم الإسلامى معاناة كبرى استمرت أكثر من قرنين متتاليين، وكانت هذه الحملة فى 15 اغسطس 1096.
دفعت معاناة أوروبا لسنوات منذ مطلع القرن الحادي عشر من الجفاف والطاعون، الآلاف للهروب من واقعهم المرير، أما الدافع الأكثر إثارة فكان انتشار خرافة "نهاية العالم" في العام 1096 الذي تعرضت فيه القارة العجوز إلى انهمار للنيازك وخسوف للقمر واقتراب مذنب من الأرض، وغيرها من الظواهر الفلكية التي كان يعتقد أنها علامات على اقتراب فناء البشرية، كل هذا كان سبباً وراء شعبية غزو أراضي المشرق، لتصل إلى ما يشبه "الهجرة الجماعية" إذ وصل عدد الراغبين في الالتحاق بالحملة الصليبية الأولى أكثر من 100 ألف كان أغلبهم من المزارعين والنساء والأطفال وغير المتمرسين.
وخطط البابا أوربانوس الثانى انطلاق الحملة فى 15 أغسطس 1096 لكن قبل ذلك بشهور قامت جيوش من الفقراء والعبيد والفرسان المعدمين وبشكل غير متوقع أو غير مخطط بتنظيم حملة إلى الأرض المقدسة وانطلقوا إلى القدس بمفردهم وكان العبيد ابتلوا بالجفاف والمجاعة والطاعون لسنوات قبل 1096 ويبدو أن بعضهم رأى فى الحملة الصليبية مهربا من واقعهم المرير.
انطلقت حملة الفقراء قبل موعد الحملة العسكرية بعدة أشهر بعدما نجح بطرس الناسك بتجميع جيش من آلاف الجهلة حوله للاتجاه إلى "الأراضي المقدسة"، ولم يكن لدى أفراد هذا الجيش فكرة إلى أين يذهبون، واعتقدوا أن كل مدينة سيطروا عليها في طريقهم هي "القدس"
وبعد وصول مجموعة بطرس الناسك إلى المجر التي لم يرحب الناس هناك باستضافتهم، وبدأت المناوشات بينهم وبين أهالي القلعة، وأدى خلاف على سعر زوج من الأحذية في السوق إلى أعمال شغب واسعة، تحولت إلى هجوم كامل على المدينة قتل خلالها 4000 هنجاري، واستكملوا بعدها المسير إلى "حامية نيش" وفي أغسطس 1096 التقت مجموعة "والتر المعدم" قوات بطرس وانضمت إليهم مجموعة من الإيطاليين، ونشب خلاف بين قادة الحملات الثلاث وتفرقت جنودهم، في الوقت الذي نجحت الدولة السلجوقية في نصب كمائن متعددة لهم خسروا خلالها آلاف الأرواح.