يضم متحف آثار الغردقة عدة قطع أثرية ترجع للعصور المختلفة، من بين تلك القطع الأثرية تمثال "هرقل"، الذى عثر عليه شمال الدلتا بمحافظة كفر الشيخ - كوم الطويل.
ويرجع تاريخ التمثال للعصر الروماني، وتحديدا في العقود الأخيرة من القرن الثاني الميلادي، وصنع التمثال من مادة الرخام.
ويوضح التمثال براعة الفنان في إبراز قمة الفن والجمال من خلاله، حيث صور هذا التمثال مفقود الرأس للبطل الأسطوري الأكثر شهرة في التاريخ القديم "هرقل أو هيراكليس" طرازًا مشهورًا من تماثيل هرقل يعرف باسم "هرقل المسترخي".
ويظهر البطل وهو يستريح بعد الانتهاء من إنجازاته وأعماله البطولية، وقد صوره الفنان بقمة الدقة في التفاصيل كعادة النحت في تلك الفترة، حيث يظهر هرقل وهو يميل على هراوته المغطاة بجلد أسد نيميا الأسطوري، حيث كان جلد هذا الأسد منيعاً ضد السهام والأسلحة كما تروي الأساطير إلا أن هرقل قد صرعه بيديه العاريتين.
وكانت الذراع اليمني للتمثال موضوعة خلف الظهر، ولكن للأسف أن هذا الجزء من التمثال مفقود أيضاً، إلا أن هناك نسخاً أخرى توضح أن وضع الذراع اليمنى يكون خلف ظهره ممسكاً بيده التفاحات الذهبية الثلاث من حديقة هيسبيريدس، وهكذا تبين أن السبب وراء تعب هرقل هو إكماله للعمل البطولي الحادي عشر.
نحت التمثال الأصلي بواسطة (ليسيبوس) نحات الإسكندر الأكبر، وعثر على العديد من النماذج التي تشبه هذا التمثال في الحمامات الرومانية العامة، فربما يجسد موضوع التمثال دعوة لمستخدمي الحمام للاسترخاء مثل هذا البطل هرقل بعد أيامهم المتعبة والصعبة.
التمثال داخل متحف الغردقة
تمثال هرقل
تمثال هرقل بمتحف الغردقة