سلط المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الضوء على اللقاء الأخوي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك الأردن، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، ومصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي، ويرافقه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، الذى عقد فى مدينة العلمين.
وأكد الباحث إبراهيم عمر أن التعاون العربى المشترك هو عنوان الدبلوماسية الرئاسية المصرية خلال عام 2022، فى إطار توجه الرئيس عبد الفتاح السيسى لتعزيز الصف العربى وتقارب الرؤى العربية التى تشرذمت فى سنوات فوضى الربيع العربي، والتى خلقت حالة من الحرب الإقليمية الكبرى فى الشرق الأوسط، وذلك عبر استضافة مصر لقمم عربية مصغرة أو الإعداد لقمم مماثلة فى الدول العربية، وفى هذا الإطار تستضيف مدينة العلمين الجديدة خلال الساعات المقبلة لقاء عربيا يضم قادة مصر والعراق والإمارات والأردن والبحرين.
وأوضح الباحث أن لقاء العلمين الجديدة يعد الأكبر خلال العام الجاري، وهو أول لقاء تستضيفه المدينة الجديدة التى شيدت بالكامل فى عهد الرئيس السيسي، وتحولت عمليًا إلى المقر الصيفى للحكومة المصرية فى طقس يعود إلى ما قبل إعلان النظام الجمهورى المصري، حيث عادة ما كانت تنتقل الحكومة المصرية بكامل أعمالها إلى الإسكندرية فى فصل الصيف خلال سنوات النصف الأول من القرن العشرين، وكانت العلمين الجديدة قد شهدت أداء القسم الدستورى للوزراء الجدد فى التعديل الوزارى الأخير، وذلك للمرة الاولى منذ عقود بعد أن كان أداء الوزراء الجدد لليمين القانونى حكرًا على قصر الاتحادية.
ذكر الباحث، أن مدينة العقبة الأردنية شهدت قمة عربية مصغرة فى مارس 2022، ضمت إلى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك الأردنى عبد الله الثانى بن الحسين كلًا من ولى عهد أبو ظبى –آنذاك– الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمى إضافة إلى الأمير تركى بن محمد آل سعود مستشار عاهل المملكة العربية السعودية. وكذلك شهدت شرم الشيخ قمة مهمة فى يونيو 2022 بين الرئيس السيسى وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والعاهل الأردنى عبد الله الثاني.
ولفت الباحث إلى أن لقاء العلمين الجديدة الخماسية تضم محورين، المحور السياسى والمحور الاقتصادي؛ ففى سياق المحور السياسى يتم تتويج رؤية الرئيس السيسى بدمج المحاور العربية التى تأسست تباعًا فى محاولة لملء الفراغ الذى نجم عن التطورات السياسية التى ضربت المنطقة العربية، ففى لقاء العلمين الجديدة نرى محور "الرباعى العربي" ممثلًا فى مصر والإمارات والبحرين حاضرًا، إضافة إلى مشروع الشرق الجديد بين مصر والعراق والأردن، وأخيرًا مشروع التكامل الاقتصادى بين مصر والإمارات والأردن.
وأضاف أن مشروع التكامل الاقتصادى بين الدول العربية الثلاث يعد نقطة انطلاق المغزى الاقتصادى من قمة العلمين الخماسية، حيث اتفقت مصر والإمارات والأردن على "الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة" بين البلدان الثلاثة، على أن يتم ضم دول أخرى فى المنطقة مستقبلًا.
ولفت الباحث إلى أن الدول الثلاث تسعى إلى تحويل الشراكة إلى منتدى إقليمى اقتصادي، يباشر أعمالًا إقليمية فى مجالات الزراعة والغذاء والأسمدة، إضافة إلى المنسوجات والمعادن والبتروكيماويات والقطاع العقاري، وتعد هذه الزيارة هى الأولى للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر منذ توليه رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة فى مايو 2022.