تمر اليوم الذكرى الـ 223 على مغادرة نابليون بونابرت مصر من الإسكندرية عائدًا إلى فرنسا، محاولة لإنقاذ بلاده من محاولات أوروبا للسيطرة عليها، حيث كات حكومة الإدارة في واقع الأمر قد أرسلت إلى بونابرت تطلب منه الرجوع إلى فرنسا لصد أي هجوم أو غزو محتمل للبلاد، لكنه لم يعلم بذلك نظرًا لعدم وصول الرسالة إليه بسبب ضعف وسائل النقل والمواصلات في ذلك الزمن.
وكان نابليون أثناء وجوده في مصر على اطلاع بالشؤون والأوضاع الأوروبية طيلة فترة وجوده في مصر، وذلك عن طريق مطالعته للصحف والبرقيات الفرنسية التي كانت تصله بشكل متقطع. فاكتشف أن الدول الأوروبية تألبت على فرنسا، فهزمتها في حرب الائتلاف الثانية واستردت منها ما كان قد كسبته. وبتاريخ 24 أغسطس سنة 1799، اغتنم بونابرت فرصة الانسحاب المؤقت للسفن البريطانية من على سواحل فرنسا وأبحر مسرعًا إليها، رغم عدم تلقيه أية أوامر من باريس بالعود.
وبحسب كتاب "نابليون بونابرت فى مصر" للكاتب أحمد حافظ عوض، فإن سفر نابليون كان أشبه بالقصص الخيالية وأساطير الأولين منه للحقائق، نظرا لأن السفن الإنجليزية كانت تقف له بالمرصاد، تنتظره على السواحل المصرية للفتك به أو القبض عليه.
وبحسب ما نقله الكتاب عن "كونت دهر فيجو" فى مذكراته، فإن نابليون ومن معه غادروا ضواحى الإسكندرية ليلا بحيث لم يعلم بهم أحد، ولما نزلوا من نقطة على الشاطئ، تركوا الخيول التى كانوا يركبونها فعادت إلى حامية بالإسكندرية، حتى ذعرت الحامية وارتفعت أصوات الأبواق، وهب الحرس ظنا منهم أن هناك حملة فاجأتهم على غرة.
ووفقا لما ذكره "بوريين" كاتم أسرار فى نابليون ورفيقه فى الرحلة، فأن المغادرة كانت ليلا على متن سفينتى "لاموبرون" و"لاكاريير" وكان عدد المرافقين للجنرال الفرنسى يتراوح ما بين 400 و500 شخص، وكانت الليلة حالكة الظلام، بحيث كانوا يتلمسون الوصول إلى السفن تحت أضواء النجوم.
وأمر نابليون قواد السفنية بأن يسيروا بمحاذاة الشواطئ الأفريقية إلى أن يصل إلى جنوب جزيرة سردينيا، فكان يرى أنه إذا هاجمه الإنجليز وهو بمحاذاة الشاطئ الأفريقى، يستطيع أن يشق طريقه داخل تونس ووهران بحرية.
ويوضح الكتاب أن مغادرة نابليون كانت سرا حتى على كليبر نائبه وقائد الحملة الفرنسية من بعده، حتى أن خبر مغادرة الجنرال الفرنسى أدهش الفرنسيين المتواجدين بالقاهرة، والمصريين.