افتتحت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية منتدى حوار الثقافات، تحت عنوان "التسامح ومواجهة العنف: من المبدأ إلى التطبيق"، بحضور الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية بمشاركة نخبة من قادة فكر المجتمع المصرى، من مختلف المجالات؛ علماء الدين الإسلامى والمسيحى، وعدد من القيادات الإعلامية وعلى رأسهم الكاتب الصحفى أكرم القصاص رئيس مجلس إدارة وتحرير اليوم السابع والإعلامى نشأت الديهى والكاتب الصحفى عماد حسين رئيس تحرير الشروق وعضو مجلس الشيوخ والكاتب الصحفى ومحمود مسلم رئيس مجلس إدارة الوطن ورئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ، وأعضاء مجلس الشيوخ والنواب وأعضاء من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وممثلين عن المجتمع المدنى.
جانب من المؤتمر
ناقش المؤتمر فى جلساته عددًا من القضايا الهامة حول التسامح ومواجهة العنف، وقيمة التسامح كمنهج حياتى، والجوانب الاجتماعية والثقافية للعنف، وآليات نشر ثقافة التسامح ومواجهة العنف، ودور الإعلام فى تشكيل الوعى الاجتماعى، ودور الثقافة فى بناء الشخصية، وأهمية الشباب وبناء الوعى.
وقال القس الدكتور أندرية زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية، إن وزارة الأوقاف المصرية، تقوم بدور غير مسبوق فى قضية التسامح الدينى والعيش المشترك والمواطنة، وتعزيز السلم المجتمعى ومواجهة التشدد والتطرف، فى إطار منظومة عمل قوية يرعاها الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف.
وأضاف أندرية زكى، أن حادث كنيسة أبى سيفين أبرز مفهوم التسامح والعيش المشترك، فقد انطلق الجميع لإنقاذ الضحايا، مؤكدًا أن النموذج المصرى فى العيش المشترك يستحق الدراسة.
أكرم القصاص رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة اليوم السابع
وقال القس الدكتور أندرية زكى، رئيس الطائفة الانجيلية، إن النصوص الدينية سمحة بطبيعتها، لكن المشكلة فى التأويل والتفسير على نحو يخالف ما جاء به النص، مؤكدًا أن اللغة والتاريخ والجغرافيا والحضارة يجب أن تتم دراستها إلى جانب النص، وكيف أثرت فى فهمه وتفسيره، وهذا يجب أن نفهمه جيداً، حتى نصل إلى فهم غير منقوص لتلك النصوص.
وأوضح القس أندريه زكى، أنه يجب ربط قيمة التسامح فى الأديان مع قيم المجتمع الحديث، فالتطبيق داخل المجتمع يحتاج إلى إفشاء التسامح، وقبول الاختلاف، وأهمية الحوار، الذى يعتبر بوابة أساسية لقيام الأمم، خاصة أن الحوار أحد أهم مبادئ التسامح.
وتابع رئيس الطائفة الإنجيلية: يجب إضافة مناهج تخص التسامح فى المدارس والجامعات، ويصبح جزء مهم من مكون الفرد فى المجتمع، مؤكدًا أن أمن المجتمعات وسلامتها وقدرتها على تجاوز اى ظروف يجب أن تنطلق من مبدأ التسامح.
رؤساء تحرير الصحف خلال المؤتمر
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الانجيلية صار معلما ثقافيا مميزا ومنبرا هاما للحوار فى الوقت الراهن، موضحا أن النخبة المشاركة فى المنتدى على درجة عالية من الوطنية وحب مصر، ويجتمعون دائماً من أجل رفع راية الوطن.
وأوضح الدكتور مختار جمعة، أن قضية المواطنة على درجة كبيرة جداً من الأهمية، وتحتاج إلى العمل على الأرض والتحرك للتطبيق على الأرض بعيداً عن الدراسة والتنظير، وهذا ما يتم خلال هذه المرحلة بدعم مختلف أجهزة الدولة.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن عبارة " اللهم احفظ مصر وسائر بلاد العالمين"، تم التأكيد على الأئمة لاستخدامها بدلا من كلمة بلاد المسلمين فقط، لما تتعارض هذه العبارة مع فكرة الإنسانية والحوار، مؤكدًا أنه سيتم عمل دورات لجميع الأئمة على مستوى الجمهورية لتطوير الخطبة، وتجاوز المقدمات القديمة المحفوظة والخواتيم المحفوظة ليتم التجديد بصورة تنعكس بشكل أفضل على المجتمع.
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن صحيح النقل لا يتصادم مع صحيح العقل، لكن العقل هنا هو الواعى الرشيد، الصافى غير المختطف، مؤكدًا أن العقول المقصودة غير الموجهة، مؤكدًا أن الجماعات المتشددة أهملت العقل تماماً ولا تعى الا منطقها فقط.
وأوضح الدكتور مختار جمعة، أن الحفاظ على الوطن مقصد من مقاصد الأديان، ولا يمكن الحفاظ على النفس والعرض والمال دون وطن مستقر، وأن الشهادة فى سبيل الوطن أعلى مراتب الشهادة.
الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف
وأشار وزير الأوقاف إلى أن التسامح مطلوب فى كل مكان، الوطن، العمل، المنزل، بين الزوجين، بين الآباء والأبناء، بين الجيران، لافتا إلى أن التسامح فى كل قضية أمر فى غاية الأهمية، وكل الأديان أكدت عليه.
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن تقليل التاجر أرباحه من السلع والخدمات فى الأزمات صدقة يؤجر عليها، من باب التضامن والتعاون من أجل إعانة الناس وقضاء حوائجهم، داعياً إلى أهمية التكاتف والاصطفاف المجتمعى فى مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية.
وأوضح وزير الأوقاف، أن التسامح منهج حياة، وهو السلاح الأول فى مواجهة كل الظواهر السلبية وحوادث العنف الفردية التى نراها ونسمع بها، مؤكدًا أن الجميع فى سفينة واحدة، ويجب أن نحافظ عليها حتى تستكمل مسيرتها.
قال الدكتور محمد مختار جمعة، أن خطبة الجمعة فى الوقت الراهن، تتم بناء على معايير علمية، وكل من يتجاوز أو يتفوه بلفظ غير منضبط على المنابر يحاسب فوراً، دون إبطاء، موضحا أن الدولة ترعى جيداً الخطاب الدينى، وهو الآن فى مرحلة ناضجة جداً، وتؤتى ثمارها، سواء على مستوى المساجد أو الكنائس.