يستضيف صالون نظر، الذى تنظمه دار صفصافة للنشر، ندوة حول الشعر والرقابة لدى الكاتبات، بعنوان "كيف تهرب النساء من الرقابة بكتابة الشعر؟، تتحدث فيها الشاعرة سارة عابدين، وذلك يوم السبت، 27 أغسطس الجارى، فى تمام الساعة السابعة مساء، فى مقر الصالون بميدان لاظوغلي
يذكر أن سارة عابدين شاعرة وفنانة تشكيلية مصرية، صدر لها بالإضافة لديوان "المرأة التي نظرت في المرآة حتى اختفت / 2019" أربعة دواوين هي: "على حافتين"، و"ابتلع الوقت"، و"وبيننا حديقة"، و"ديوان الأمومة" والأخير نصوص وشهادات مجمعة لشاعرات عربيات. حصلت سارة عام 2014 على جائزة الشارقة لأدب الأطفال عن مجموعتها القصصية "أسرار القمر".
فى كتاب "وبيننا حديقة" قدمت الشاعرتان سارة عابدين، ومروة أبو ضيف، مجموعة من الرسائل المتبادلة بينهما، والتى استغرقت فترة كتابها ما يقرب من أربع أشهر، أربعة أشهر ظلت الشاعرتان تتبادلا الرسائل بينهما، ففى البداية بدأت سارة عابدين بكتابة رسالة إلى الله، ولم تكن هذه الرسالة محض مشروع كتاب، فقط قررت أن تكتب رسالة إلى الله حينما كانت تعيش فترة حملها فى ابنتها "فيروز"، وحينما نشرت سارة عابدين رسالتها، وقرأتها مروة أبو ضيف، فنتج عنها تماس دفعها لأن تكتب هى أيضًا رسالة لترد عليها.
فى هذه الفترة كانت سارة عابدين ومروة أبو ضيف تمران بظروف تكاد أن تكون متشابهة، فيما يخص علاقتهما بأطفالهما، وبما يتعلق بإحساس الأمومة لديهما، على الرغم من أن كل منهما تعيشان فى قارة مختلفة، إلا أن مشاعرهما كانت قريبة جدًا، كما قالت سارة عابدين لـ"اليوم السابع": "كنا بنعيط سوى".
تنوعت الرسائل بين سارة عابدين ومروة أبو ضيف، فمن الحديث عن مشاعر الأمومة، إلى كشف الغطاء عن مشاعر الهزيمة والضعف، التى تتسبب فيها الأمومة، تحدثتا بلا خوف على صورتهما، جعلتا مشاعرهما عارية أمام الجميع بكل وضوح، ومع كل رسالة تكتب وتنشر يزداد اهتمام القارئات وتحديدًا الأمهات منهن بمتابعة وانتظار جديد الرسائل بين سارة ومروة، ومن هنا جاءت فكرة جمع هذه الرسائل فى كتاب، قام بتصميم غلافه أيضًا الشاعرة سارة عابدين.
إلى سارة/ أُحاولُ أن أُخاطبَكِ بهُويَّةٍ مُحدَّدةٍ/ يقولون: امرأةٌ فى منتصف العمر أمٌّ لطفلينِ/ أرانى فتاةً ضئيلةً بظَهْرٍ محنى فى شوارع العاصمة/ وجهٌ غريبٌ فى كلِّ الأماكن/ تصوَّرى أنِّنى مَرَّةً لم أعرفْنى فى الصورة الفوتوغرافية؟!/ على العموم؛ لا يعنينى الأمرُ كثيرًا/ الأهمُّ أن نعقد اتفاقًا مع الزمن/ ولكنْ-ياعزيزتي-أى الخيارات أجمل الذكريات أم الحاضر؟ إِلَامَ أُوجِّهُ عقرب الساعات؟/ الطفلة أم الأم؟/ اليوم، فُوجئتُ بأنِّى لا أحملُ أى أمنياتٍ/ وإنْ كان الأمر بيدى/ أظنُّ أنِّى لن أختار شيئًا على الإطلاق/ رُبَّما تقمَّصْتُ شجرةً/ أو بُحيرةً جليديةً تشيخُ فى وجه الزمن.
إلى مروة/ هل تذكرينَ عندما تمنِّيتِ أن تكونى شجرةً أو بُحيرةً تشيخ فى وجه الزمن؟/ حتَّى لو كنتِ شجرةً ستجدينَ بعض العصافير الصَّغيرة التى تنقرُ أوراقَكِ؛ لِتُعيدَ إليكِ ألم الحياة. لو كنتِ بُحيرةً، ستعلقُ الهوام فى تجاعيدِكِ؛ لِتلتهم وجهَكِ الشائخَ.
لا مفرَّ مِن الانغماس فى الألم يا مروة. فى الصَّباح، لم أجد النَّوم أسفل السَّرير. بحثتُ عنه بين الكواكب والأقمار فى صفحات كتاب العلوم، لكنَّ الظَّلام كان يغمر الفضاء، ولم أستطعْ أن أجد الوسائد بين الأجرام السماوية. الصَّغيراتُ كُنَّ يتجاذبننى فيما بينهنَّ؛ لِتظفرَ كُلٌّ منهنُّ بالنوم داخلى، وأنا لم أكنْ أرغب إِلَّا فى أن أجد سحابةً مناسبةً، أقذفُ رأسى عليها، حتَّى لا يثقل أكثر على رقبتى المنهكة.