"الجفاف" كابوس يحاصر أوروبا.. 80 مليار دولار خسائر اقتصادية للموجة حتى 2023.. 30% ارتفاع بتكاليف الشحن.. 63% من أراضى الاتحاد الأوروبى تعانى.. 1600 طن أقصى حمولة قادرة على العبور فى نهر دانوب

الخميس، 25 أغسطس 2022 03:08 م
"الجفاف" كابوس يحاصر أوروبا.. 80 مليار دولار خسائر اقتصادية للموجة حتى 2023.. 30% ارتفاع بتكاليف الشحن.. 63% من أراضى الاتحاد الأوروبى تعانى.. 1600 طن أقصى حمولة قادرة على العبور فى نهر دانوب نهر دانوب
أعدت الملف - فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انحسار الأنهار يقود أوروبا لأسوأ موجة «شح مياه» منذ 500 عام.. انخفاض الإنتاج الزراعى للثلث فى إيطاليا بسبب نهر «بو».. تراجع المياه الصالحة للشرب والزراعة يهدد ألمانيا وفرنسا وإسبانيا.. تعثر فى حركة البضائع.. 80 مليار دولار خسائر اقتصادية

 

1600 طن أقصى حمولة قادرة على العبور فى نهر دانوب بسبب انحسار المياه
 

عقد منفرط من الأزمات ومخاوف من اتساع دائرة الخطر تشهده القارة الأوروبية، لا لتداعيات الحرب الدائرة فى أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضى، أو للآثار الاقتصادية المتراكمة منذ تراجع معدلات الإنتاج بعد الظهور الأول لجائحة كورونا، وإنما بسبب التغييرات المناخية التى توالت آثارها وتصاعدت مخاطرها، لتجتاز حاجز حرائق الغابات والطقس المتطرف صعودا وهبوطا فى درجات الحرارة، وتدق جرس إنذار مدويا طالت أصداؤه دول القارة أجمع بعدما بدأ شبح الجفاف يحاصر أنهار أوروبا وسط تحذيرات متتالية من تراجع حاد فى وفرة المياه الصالحة للشرب والزراعة خلال سنوات قليلة مقبلة.
 
تدفقات الأنهار التى بدأت تنحسر أمام زحف موجات الجفاف دفعت خبراء مرصد الجفاف الأوروبى للتحذير من العواقب، مؤكدين بحسب صحيفة «لابوث دى جاليسيا» الإسبانية أن 63% من أراضى الاتحاد الأوروبى تعانى من الأزمة فى الوقت الحالي، وهى رقعة مرشحة للاتساع حتى عام 2023، وتنذر بخسائر اقتصادية قدرها 80 مليار دولار، حيث أن انخفاض منسوب المياه فى الانهار سيؤدى بطبيعة الحال إلى العديد من الكوارث منها الخاصة بالرى والزراعة ومنها الخاصة بالسياحة مع تراجع الرياضات المائية.
 
ولا تقتصر أهمية الأنهار على كونها مورد للمياه، وإنما تعد ممرا تجاريا لا يمكن الاستغناء عنه خاصة فى ظل المشكلات الفنية المصاحبة لقطاع الطيران بخلاف الإضرابات وامتناع مقدمى الخدمات اللوجستية فى الخطوط الجوية الأوروبية المختلفة عن العمل لأسباب عدة، فبحسب هيئة الإحصاءات الأوروبية يوروستات، فإن قطاع النقل النهرى يساهم بحوالى 80 مليار دولار فى اقتصاد منطقة اليورو، وهو ما سيتعرض للخطر حال استمرار الجفاف لأكثر مما يتوقعه الخبراء، حسبما نقلت صحيفة «الجورنال» الإيطالية.
 
وقدّرت بروكسل فى عام 2021 أن الأضرار المرتبطة بالجفاف قد تكلف الاتحاد الأوروبى قرابة 9 مليارات يورو سنويًا، وسترتفع إلى 40 مليون يورو سنويا، إذا وصلت درجات الحرارة العالمية إلى 3 درجات مئوية، وأشارت إلى أنه بسبب الجفاف ارتفعت أسعار الشحن فى أوروبا بحوالى 30%، وهو ما ينذر بارتفاع فى أسعار المواد الغذائية.


أسباب علمية 

 

 
يستند خبراء المناخ والبيئة فى القارة الأوروبية إلى أسباب عدة وراء الجفاف، بمقدمتها ارتفاع درجات حرارة الأرض بنسبة درجة واحدة، إضافة إلى تراجع التساقطات الثلجية خلال فصل الشتاء، مما أدى لتراجع حجم المياه التى تندفع عادة من الجبال، كما ارتفع منسوب استهلاك النباتات للماء لأنها تعانى من الجفاف وتراجع خصوبة الأرض.
 
لكن دراسة أخرى نشرت فى موقع «نيتشر» «Nature» تقول إن درجات الحرارة المرتفعة فى أوروبا وما يصاحبها من جفاف سببه التغيرات فى التيارات الهوائية التى تدفع الهواء الساخن من شمال أفريقيا نحو أوروبا.
 
كما أن الوضع قد يزداد سوءا بسبب ما يبدو أنه تراجع أوروبى عن هدف تقليص انبعاثات الغاز بنسبة 55% بحلول عام 2030، ذلك أن أزمة الطاقة تدفع الحكومات الأوروبية إلى العودة للأساليب القديمة، بما فيها الاعتماد على الفحم والوقود الأحفورى.
 

أنهار على وشك الاختفاء

يعتبر نهر الراين من أكبر الانهار فى أوروبا، وشهد انخفاضا كبيرا فى منسوب المياه لدرجة أن السفن اضطرت إلى تقليل حمولتها، والتى كانت عادةً تمتد لأكثر من مترين تحت سطح الماء والآن هناك 40 سم فقط متاحة للحركة.
 
ويعتبر نهر الراين إحدى ركائز الاقتصاد فى ألمانيا وهولندا وسويسرا وجفافه يعنى إنهاء حركة نقل البضائع، حيث ذكرت إدارة الممرات المائية والشحن الفيدرالية الألمانية، أن مناسيب المياه فى الممر المائى الرئيسى منخفضة لمستوى غير عادى فى هذه المرحلة من العام، ويُرجح أنها ستشهد انخفاضا آخر خلال الأسابيع المقبلة.
 
ويتجه نهر «الراين» لأن يصبح غير سالك بشكل فعلى، عند نقطة عبور رئيسية فى ألمانيا، حيث تؤدى المياه الضحلة، على طول النهر إلى تقييد شحنات منتجات الطاقة والسلع الصناعية الأخرى.
 
ومن المقرر أن يصبح غير قابل للملاحة، مما يعيق أحمال الديزل والفحم، كما يعانى نهر الدانوب كذلك من انسداد بسبب نقص المياه، مما يعرض تجارة الحبوب للخطر.
 
كما سيؤثر انخفاض مستوى نهر الراين فى الإنتاج من محطتين رئيستين لتوليد الكهرباء تعملان بالفحم بألمانيا خلال الشهر المقبل سبتمبر 2022، وأعلنت شركة الصناعات الكيميائية الألمانية «بى إيه إس إف»، أنها لا تستبعد خفض الإنتاج إذا تأثّرت الخدمات اللوجستية بانخفاض مستوى المياه.
وتواجه محطة «شتاودينجر5»- الواقعة شرق فرانكفورت 510 ميجاوات، وتواجه شركة التى تقوم بتشغيلها- صعوبة فى إنتاج الكهرباء حتى 7 سبتمبر وذلك بسبب نقص كميات الفحم المنقولة، كما قد يؤدى الجفاف إلى تشغيل غير منتظم لمحطة كهرباء داتيلن، التى تبلغ قدرتها 1100 ميجاوات.
وتمثل المحطتان معا نحو 4.2% من إجمالى قدرة الكهرباء التى تعمل بالفحم فى ألمانيا، وتسببت ظروف مماثلة فى انخفاض إنتاج محطات الكهرباء، وتكبُّد مصانع المواد الكيميائية خسائر كبيرة فى عام 2018.
 
تعرض نهر أودر لجفاف وانخفاض واضح منسوب المياه أدى الى ظهور مادة غير معروفة شديدة السمية، ولكنها شبيهة بالزئبق، والتى أدت إلى نفوق عدد كبير من الأسماك، وفقا لصحيفة لا بوث دى جاليسيا الإسبانية.
 
وأكدت وزارة البيئة فى ولاية براندنبورج الألمانية، أن تحليل مياه النهر الذى تم إجراؤه الأسبوع الماضى أظهر أدلة على وجود «مواد كيماوية مجهولة، على الأرجح لها تأثيرات سامة على الفقاريات»، مضيفة أنه لا يزال من غير الواضح كيف دخلت المادة إلى الماء، ولكن تم اكتشافها بعد حدوث جفاف للنهر وانخفاض منسوب المياه بشكل ملحوظ.
 
وقال رئيس السلطة الوطنية لإدارة المياه فى بولندا لمحطة بولسات نيوز المحلية، إن وجود مادة شبيهة بالزئبق فى المياه لم يتم تأكيده بعد.
وقال الخبير روب كولينز، فى مؤسسة «ريفرز ترست»، أن «بعد فترة طويلة من الطقس الجاف، جفت منابع نهر التايمز، وأصبح التيار الضعيف الآن بالكاد مرئيا على بعد أكثر من خمسة أميال من المصب».
 
وانسحب نهر التايمز أكثر من 8 كم من مصبه فى منطقة كيمبل شرق بريطانيا، مع جفاف أجزاء من النهر الشهير، فى أعقاب موجة حر شديدة أثرت على المنطقة الشهر الماضى يوليو.
 
كما تم تعرض نهر مينيو فى لوجو بمنطقة جاليسيا الإسبانية ،لتدفق منخفض جدا عن الطبيعى 340 متر مكعب / ثانية، وأيضا تعرض نهر تاجوس، بالبرتغال، لجفاف شديد حيث أصبح يمكن العبور سيرًا على الأقدام فى بعض المناطق فى النهر.
وفى بلجراد، فى صربيا، ظهر هيكل عظمى لسمكة ميتة يقع فى الأرض المتصدعة لبحيرة جافة بالقرب من بلدة كونوبليا، على بعد 150 كيلومترًا.
 
 

خفض إنتاج الأرز فى إيطاليا 

كما هو الحال فى انهار أوروبا، تعرض نهر بو الإيطالى الأكبر فى البلاد للجفاف حيث تراجعت مياهه إلى مستوى منخفض للغاية، وتخشى السلطات أنه سيكون هناك نقص خطير فى مياه الشرب والرى فى شمال إيطاليا، ما لم تكن هناك أمطار قريبا، حسبما قالت صحيفة «الجورنال» الإيطالية.
ويمتد نهر بو 652 كيلومترًا «405 ميلا» عبر شمال إيطاليا، من تورين إلى البندقية، وتهدد ندرة المياه إمدادات مياه الشرب فى المناطق المكتظة بالسكان، كما تهدد الجزء الذى ينتج معظم المحاصيل الزراعية فى البلاد بسبب نقص مياه الرى.
 
وتسبب الجفاف فى نهر بو، أطول نهر فى إيطاليا، فى خسائر بمليارات اليورو للمزارعين الذين يعتمدون عليه عادة لرى الحقول وحقول الأرز.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيطاليا لم تشهد أمطارا لمدة 110 أيام وتساقطت الثلوج بنسبة 70%، كما أن خزانات المياه الجوفية شبه فارغة.
ولهذه العوامل تسبب أسوأ جفاف منذ 70 عامًا، وفقًا لهيئة حوض نهر بو،وقال ميتشيو بيرسيلى، أحد الخبراء فى إيطاليا ورئيس الهيئة المسؤولة عن النهر أنه «كان يمر فيه 300 متر مكعب «80.000 جالون» من المياه فى نهر بو فى الثانية»، مشيرا إلى أنه فى يونيو، كانت هناك بعض الأمطار المتفرقة، لكن الأرض لم تمتص المياه ولم تصل إلى نهر البو وخزانات المياه الجوفية.
 
حتى جاردا، وهى واحدة من أكبر البحيرات فى إيطاليا، تغير شكلها بعد أن انخفض منسوب المياه لديها، وقال ماريو تريكانى، صاحب منتجع صحى على بحيرة جاردا، إنه أمر محزن بعض الشىء، لأنه قبل أن تسمع ضجيج الأمواج المتكسرة هنا، لم يعد بإمكانك الآن سماع أى شىء وهو ما سيؤثر سلبا على السياحة حيث إن السياحة يفضلون زيارة البحيرة ولكن فى الوقت الحالى انخفاض منسوب البحيرة سيؤدى إلى عدم وجود سياحة فى المنطقة، وهو ما سيؤثر سلبا على الاقتصاد.
 
 

تداعيات فى فرنسا

 

تواصل فرنسا تسجيل أرقام قياسية على صعيد الجفاف، مما أدى إلى تضاؤل كميات المياه الجارية فى الأنهار الكبيرة لديها مثل لوار ودوردون، واختفت المياه كليا فى بعض المناطق مثل البحيرات الإقليمية والخزانات.
 
وقالت صحيفة «ميديو ريد» إن فرنسا، التى كان يضرب المثل بها فى وفرة المياه، صار أغلب مواطنيها يخضعون لنوع من القيود على استخدام المياه، ففى بعض المناطق تم تقنين مياه الصنابير وقطعها تماما مع نفاد الإمدادات.
 
أما نهرا رون وجارون فى فرنسا فجفافهما يؤدى إلى أزمة فى تبريد مفاعلات فرنسا النووية، فنهرى رون وجارون هما المسئولان عن تبريد مفاعلات فرنسا النووية بشكل فعال، وهو ما يؤدى إلى نقص فى الإنتاج من المحطات النووية، وفقا لصحيفة «إيه بى سى» الإسبانية.
أثرت موجة الجفاف أيضا على إنتاج الجبن الفرنسى، حيث أوقفت باريس إنتاج جبنة «الساليرز» التى يعود عمرها إلى 2000 سنة، فى منطقة أوفيرنى الوسطى بسبب نقص الأعشاب.
 
وجبن «الساليرز» هو جبن بقرى شبه صلب غير مبستر، يتم تصنيعه فى فرنسا فى منطقة تحمل نفس الاسم، وظل إنتاجه مستمراً منذ 2000 عام، وهو أيضاً يحمل ختم AOP الفرنسى والذى يعنى أن المنتج فريد ويخضع للمنطقة الجغرافية التى تشتهر بصناعته.
ويُعد توقف إنتاج الجبن الشهير ضحية من ضحايا الجفاف الصيفى فى فرنسا، فإحدى أهم القواعد الصارمة لإنتاجه هو أن الأبقار يجب أن تتغذى على 75 % على الأقل من عشب المراعى الجبلية، لكن درجات الحرارة الحارقة تسببت فى تيبس وجفاف العشب، وهو ما أدى إلى يأس معظم المزارعين البالغ عددهم 76 مزارعاً وهم الذين يذهب حليبهم إلى إنتاج الساليرز.
 

إعاقة حركة الحبوب

 

وبالطبع هناك نهر الدانوب، كما يبدو الوضع فى الأنهار السياحية الرئيسية الأخرى فى أوروبا مثيرًا للشفقة، ففى نهر دانوب يتم عمليات التجريف الطارئة حاليًا فى الجزء السفلى من النهر، الذى يمر فى صربيا ورومانيا وبلغاريا.
 
وقالت صحيفة «لا تيرثيرا» الإسبانية إن الجفاف يدمر التجارة التى تعبر من نهر دانوب خاصة الحبوب، حيث إنه المسؤول عن حركة التجارة عبر مساحة 1800 ميل بين وسط أوروبا والبحر الأسود، وأصبح يمكن لسفينة يبلغ وزنها المتوسط 1600 طن الآن فقط الإبحار فى النهر بدون شحن، وفقًا لمكتب السياحة المجرى، حتى الآن، تم الحفاظ على حالة القوارب السياحية، إلا أن بعض الشركات قامت بإنهاء الرحلات النهرية فى بودابست حيث يقع النهر على بعد حوالى 24 مترا شمال العاصمة.
 
وقالت المرشدة السياحية جوليا كرافيانسكى: «كان لدى مسافرون لم تتمكن سفينتهم من الوصول إلى بودابست، وكان عليهم الصعود إلى سفينتهم فى كومارنو، على بعد حوالى ساعة فى سلوفاكيا».
 
وتنقل الأنهار والقنوات فى القارة أكثر من طن واحد من المواد الخام والبضائع سنويًا لكل مقيم فى الاتحاد الأوروبى وتساهم بنحو 80 مليار دولار فى اقتصاد المنطقة كطريق للنقل.
 

بحيرة لا بونيلا فى إسبانيا

 
كما تعانى إسبانيا من موجة جفاف شديدة تهدد محصول الزيتون والأفوكادو، ويشكو عدد من المزارعين من نقص المياه لدى الحقول التى تقلصت إلى الحد الأدنى قبل أسابيع بسبب نقص الأمطار، والتى أدت إلى موت مئات أشجار الافوكادو، حسبما قالت صحيفة «20 مينوتوس» الإسبانية.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن بحيرة «لا بانويلا» تعتبر أهم خزان فى مقاطعة مالقة فى جنوب إسبانيا، ولكن بعد شهور من عدم هطول الأمطار وبعد موجة حرارة قياسية، أصبحت البحيرة التى يبلغ ستة كيلومترات وعمقها 100 متر، تحتوى على 12 % فقط من كمية المياه المعتادة.
 
ووصف المزارعين الإسبان الوضع بـ«المأساوى»، ويرون أن كمية المياه المسموح لهم بنقلها من الخزان إلى حقولهم تقلصت إلى الحد الأدنى قبل أسابيع، مع عواقب وخيمة طالت المنطقة الزراعية، خاصة وأنه بالقرب من البحيرة يوجد أكبر بستان أفوكادو فى أوروبا، وهى فاكهة تتطلب الكثير من الماء لتنمو.
وأوضحت الصحيفة أن أشجار الأفوكادو أصبحت تموت بسبب الجفاف، وتناثرت فى الحقول بالفاكهة الذابلة، لإنقاذ ما فى وسعهم من المحصول، ولذلك فإن المزارعين أصبحوا يلجأون إلى إجراءات جذرية، والتى منها قطع أشجار الأفوكادو، حيث توضح جمعية المزارعين المحليين أنه «من الأفضل التضحية ببعض الأشجار حتى يحصل الآخرون على ما يكفى من الماء».
 
وأوضحت الصحيفة أنه تم قطع 1500 شجرة من أصل 6000 شجرة أفوكادو، ويقول المزارع إن العديد من المزارعين يواجهون الخراب لأنهم لم يعودوا قادرين على العيش على مزارعهم.
 
ويعانى القطاع الزراعى بأكمله من أسوأ موجة جفاف سجلت فى إسبانيا منذ سنوات، وفقًا لجمعية المزارعين فإنه يتم تجفيف الزيتون، وكذلك البرتقال واليوسفى والليمون على ساحل فالنسيا، وفى مزارع الكروم فى شمال إسبانيا، حيث يحاول مزارعو النبيذ إنقاذ محصولهم من خلال تقديم الحصاد.
فى الوقت الحالى، لا يوجد أمل فى أن يتغير الوضع المناخي، حيث يتوقع خبراء وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية أن يستمر الجفاف حتى أكتوبر على الأقل، وربما لفترة أطول.
 
وعد وزير الزراعة، لويس بلاناس، بالملايين من المساعدات حتى يتمكن المزارعون من إعداد حقولهم لمستقبل مع الجفاف المنتظم، يقول بلاناس: «علينا استخدام المياه بشكل أفضل».
 

أجندة 2030

 
 
 
 
تأتى أزمة الجفاف فى أوروبا فى الوقت التى كان الاتحاد الأوروبى يستعد لمكافحة تغير المناخ فى عام 2030 وهو ما يجعل حل الأزمة أكثر صعوبة.
فى خطط الانتقال الخضراء الخاصة بأوروبا، تستهدف المفوضية الأوروبية زيادة بنسبة 25٪ فى الممرات المائية الداخلية والشحن البحرى القصير لتلبية أهداف جدول الأعمال المحددة لعام 2030.
 
مع الأخذ فى الاعتبار السياق الدراماتيكى الحالى، يمكن لأوروبا أن تفوت تحديات التعافى البيئى والاقتصادى فى السنوات المقبلة من خلال إجبارها على استغلال المصادر الأحفورية مثل الفحم، والتى تهدف إلى التخلى عنها بسبب تأثيرها البيئى الكبير والتى تعد جزءًا من مورد سابق. من ناحية أخرى، فى مواجهة هذا الواقع، من الصعب السير فى اتجاه المصادر المتجددة، كما أشارت المفوضية الأوروبية.
 
 
p
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة