بحلول ربيع عام 1938 كان بإمكان الجميع في دائرة سيجموند فرويد رؤية النهاية تقترب ففي مارس من نفس العام كان النازيون قد ضموا النمسا وعرّضوا مؤسس التحليل النفسي المعروف لهم باسم "العلم اليهودي الزائف" لخطر هائل وفى ذلك الحين كان فرويد يبلغ من العمر 82 عامًا، كما كان مصابا بمرض عضال.
قبل خمس سنوات، عندما أشعل النازيون النار في كتبه في ألمانيا، صرح بنشوة: "ما هو التقدم الذي نحققه. في العصور الوسطى كانوا سيحرقونني. في الوقت الحاضر يكتفون بحرق كتبي".
لكن لماذا كان فرويد مقتنعًا جدًا بأنه لا داعي للقلق؟ كان الجانب الأكبر من هذه الحقيقة مبنيا على أنه قضى حياته مدعيًا أنه لا يمارس السياسة، لذلك تشبث الرجل العجوز بفيينا، المدينة التي عاش فيها باستثناء السنوات الثلاث الأولى من حياته، مقتنعًا بأن النجاة ستتحقق في النهاية.
يروي كتاب إنقاذ فرويد للكاتب الأمريكى أندرو ناجروسكى كيف تم تنظيم "فرقة إنقاذ" لإجلاء فرويد من الخطر قبل فوات الأوان، وقد تضمنت فرقة الإنقاذ كل من ابنة فرويد المخلصة آنا، وكاتب سيرته الذاتية الأول إرنست جونز وماري بونابرت أميرة كل من اليونان والدنمارك وماكس شور، الطبيب الشخصي لفرويد فقد تمكن هذا الفريق المتفاني معًا من الحصول على إذن لفرويد وعائلته الممتدة للسفر عبر قطار الشرق السريع إلى باريس ومن هناك إلى لندن.
ناسبت بريطانيا فرويد فلقد زارها عندما كان شابًا وأكد أنه سيكون سعيدًا بالعيش هناك بشكل دائم على الرغم من "المطر والضباب"، ربما كانت أمريكا رهانًا أكثر أمانًا.
في 28 يوليو 1938 اشترت عائلة سيجموند فرويد منزلاً في بريطانيا برهن قدره 4000 جنيه إسترليني من بنك باركليز، بحلول هذا الوقت، كان فرويد مريضًا جدًا بحيث لم يتمكن من العمل، بعد أكثر من عام بقليل مات.
أندرو ناجورسكي اعتمد على زيادة جرعة الإثارة بملاحظات مرعبة حقًا منها ذكر أنه قبل وقت قصير من الاندفاع من أجل الحرية، تم استجواب اثنين من أطفال فرويد، آنا ومارتن، من قبل الجستابو، علاوة على ذلك، بقيت أربع من شقيقات فرويد المسنات في النمسا؛ ثلاثة لقين حتفهن في تريبلينكا، بينما ماتت الرابعة جوعا.
يذكر أن مؤلف الكتاب أندرو ناجورسكي، كاتب صحفي أمريكى، حائز على العديد من الجوائز يشغل حاليا منصب نائب رئيس ومدير العلاقات العامة بمعهد إيست وست كما شغل سابقا منصب كبير المحررين بالقسم الدولي بمجلة نيوزويك الأمريكية الأسبوعية علاوة على عملة كمراسل في مناطق عدة من العالم، وإضافة لعمله الصحفي قام بتأليف العديد من الكتب الواقعية والخيالية.
أما سيجموند فرويد الذى تدور حوله الأحدث الواردة في الكتاب فهو عالم التحليل النفسى الأشهر ومؤسس مدرسة التحليل النفسى التى تقوم فكرة على مواجهة الأمراض النفسية من خلال تحليل ذكريات المريض وأفكاره لمعالجة ما أسماه العصاب المؤثر على المرضى النفسيين.