أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، أن القمة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا "تيكاد 8" التي استضافتها بلاده أبرزت أن تونس دولة تقوم على المؤسسات وقادرة على احتضان كافة المؤتمرات واللقاءات الدولية.
جاء ذلك في كلمة للرئيس التونسي، خلال مؤتمر صحفي اليوم الأحد، في قاعة قرطاج بالعاصمة تونس عقب انتهاء فعاليات اليوم الثاني والأخير للقمة.
وقال سعيد، إن "بعض الشعوب الإفريقية تعيش وضعًا لاإنساني لأسباب داخلية تتعلق بغياب دور الدولة أحيانًا والمؤسسات والديمقراطية وسيادة القانون، ولكن هناك أسبابا خارجية تتمثل في أن الدول الإفريقية لم تمارس حقها كاملا في تقرير المصير بعد استقلالها بناء على اختيارات شعوبها، ويمكن التوصل لحلول تتعلق بإفريقيا والإنسانية جمعاء بالتشارك مع أصدقاء القارة".
وأضاف: "لابد من سيادة القانون في الداخل، ولكن لابد أيضا من سيادة القانون على صعيد دولي يقوم على ميثاق الأمم المتحدة والعدل والقبول بالتعايش"، مؤكدا أن الحلول لا يمكن أن تكون ظرفية بل قائمة على مقاربة شاملة للأوضاع التي يعيشها العالم اليوم والتي تطورت خاصة في السنتين الماضيتين اللتين عشناها جميعا في ظل جائحة كورونا التي أبرزت التفاوت غير المقبول في المرافق العمومية الضرورية المتصلة بحقوق الإنسان ومن بينها الحق في الصحة والتربية والضمان الاجتماعي والسلم والتوزيع العادل للثروات في الداخل وعلى المستوى العالمي".
وتساءل الرئيس التونسي: "القروض التي تم إبرامها على مدى عقود ألا يمكن رسملة هذه القروض لتكون ثروة من جديد؟، فهذه الدول تبقى رهينة عقود يمكن أن تؤدي بعض المقاصد ولكن تثقل كاهل الدول والشعوب".
وأكد سعيد على ضرورة العمل على استرجاع الأموال المنهوبة التي بلغت مليارات المليارات ولم يسترجع منها إلا قليل، قائلا: "أموالنا وثرواتنا وإمكانياتنا في الخارج".
وأضاف أنه "كان هناك حلم بعد الاستقلال لبناء منظمة الوحدة الإفريقية والاتحاد الإفريقي، نريد اتحادا فعليا وشراكة كاملة مع اليابان والدول الأخرى التي تتقاسم معنا هذه التطلعات المشروعة نحو مستقبل أفضل".
وأكد أن القارة الإفريقية عانت الكثير ولازالت تعاني وتراكمت أعمال العنف فيها خلال الفترة الأخيرة، قائلا: "للأسف انفجرت الأوضاع في ليبيا مرة أخرى وهي قضية ليبية ليبية ولا يمكن أن يكون الحل إلا من خلال الليبيين أنفسهم بدون أي تدخل خارجي".
وتطرق سعيد إلى قضية الهجرة، مؤكدا أنه "في الماضي الذين كانوا يستقرون في الخارج وكانت أوضاعهم المادية مُيسرة، عادوا إلى بلدانهم في إفريقيا لبناء الوطن، ولكن اليوم نشاهد هجرة معاكسة "موسم الهجرة إلى الشمال" لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق طموحاتهم في تنمية دولهم"، وتساءل: "أفضل الكفاءات والاختصاصات يتوجهون إلى الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، إذا "من يقرض من؟"
وأكد الرئيس التونسي، ضرورة العمل على تحقيق شراكة مع أصدقاء إفريقيا نحو مستقبل أفضل للإنسانية كلها التي دخلت مرحلة جديدة من التاريخ، قائلا: "العالم يعيش اليوم أوضاعا مستجدة كالعنف والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والدولية التي لم تعد متلائمة مع تطور البشرية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة