تسبب ارتفاع أسعار البن ونقص الإنتاج والمعروض من القهوة على المستوى العالمى فى حالة من الغضب والقلق لدى عشاق القهوة الذين اعتادوا على تناولها، ولكن لن يكون ارتفاع الأسعار بسبب حرب أوكرانيا هو السبب الوحيد الذى أدى إلى هذه الأزمة، إلا أن تغير المناخ أيضا أصبح سبب آخر يهدد إنتاج البن فى العالم.
وتهدد أزمة المناخ جزءًا كبيرًا من محاصيل البن خلال السنوات القادمة، خاصة فى أمريكا اللاتينية، ووفقا لدراسات مختلفة التى كانت آخرها التى نشرها معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ فى ألمانيا، والتى قالت إنه يمكن تقليل المناطق الأكثر ملاءمة لزراعة البن بنسبة تزيد عن 50٪ على مستوى العالم فى الثلاثين عامًا القادمة.
وقالت صحيفة "نيوترال" الإسبانية فى تقرير لها على موقعها الإلكترونى، أن الدراسات الأخيرة التى تمت والتى منها أيضا التابعة لمؤسسات مثل بنك التنمية للبلدان الأمريكية، وضعت الملايين من منتجى البن فى جميع أنحاء العالم فى حالة تأهب.
وقال إنريكى سالفو تييرا، خبير فى أزمة تغير المناخ فى جامعة مالقة، "تلك النباتات ليست قادرة على العيش فى أى مكان، فهى بحاجة إلى بيئة بيئية مثالية للغاية"، مضيفا "فى اللحظة التى تنبه فيها أزمة المناخ ظروف درجات الحرارة، تبدأ هذه النباتات فى المعاناة بشكل كبير".
وفى أوروبا، تعانى القارة العجوز من ارتفاع أسعار الغاز بسبب حرب أوكرانيا التى أدت إلى نقص عالمى فى الأسمدة، وهو ما يجعل هناك مخاوف ومتنامية من ارتفاع آخر فى أسعار المواد الغذائية، بالإضافة إلى تضاعف سعر الأسمدة الاصطناعية المصنوعة من النيتروجين أو الفوسفور أو البوتاس، والذى ارتفعت أسعارها بالفعل ثلاث مرات بين نهاية العام الماضى والجارى، حسبما قالت صحيفة "20 مينوتوس " الإسبانية فى تقرير لها.
وأشارت صحيفة "الموندو" الإسبانية، إلى أن أوروبا شهدت أيضا ارتفاع فى أسعار البن، وقال تاجر مقيم فى لندن، فضل عدم ذكر اسمه، إنه بما أن سعر البن مقتبس بالدولار، فإن ضعف اليورو والين قد يضر بالاستهلاك فى أوروبا واليابان، كما تشعر الشركات التى تتخذ من ألمانيا مقراً لها بالأسف على الضرائب الإضافية ونقص الموظفين وارتفاع تكاليف التأمين.
وقال الخبراء "لقد أجبرتنا هذه العوامل على نقل بعض تكاليفنا إلى العملاء، وقبول هوامش أقل على بعض المنتجات. وكان متوسط الزيادة خلال الأشهر الـ 12 الماضية حوالى 6٪، حيث إن محامص البن تمكنت من التعامل مع أعلى الأسعار حتى الآن، خاصة أثناء الوباء، من خلال تطبيق الزيادة فى الأسعار على المستهلك الذى يطلب الشراء عبر الإنترنت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة