صدر حديثا عن دار تموز ديموزي للنشر، في دمشق، ترجمة عربية لكتاب "الإنسان والألوهية"، للكاتبة والفيلسوفة الإسبانية ماريا ثامبرانو، ونقله إلى اللغة العربية المترجم أكرم سعيد.
تناقش الكاتبة والفيلسوفة ماريا ثامبرانو فى كتابها "الإنسان والألوهية" كيف أن المأساة الإنسانية فى عدم القدرة على العيش آلهة، قد أرست حالة من الجدل بين الفلاسفة منذ أزمان غابرة، وتأخذنا فى كتابها هذا عبر رحلة لمعرفة كيفية تطور تلك العلاقة بين الإنسان والآلهة، التى كانت فى الزمن الأولى والبدائى مع آلهة متعددة، حيث شعر الإنسان من خلالها بالاضطهاد والملاحقة من آلهة مفترسة، ملتهمة، ومتعطشة للدم الإنسانى، وللتضحية والقرابين التى كان يقدمها لها طمعا فى الحصول على فضل أو نعمة ما، أو التى يضحى من خلالها المجتمع أو القبيلة بأحد أفراده من أجل إنقاذ البقية.
كانت موجهة آنذاك، إلى ألوهيات متعددة، إلى الأموات، وأخرى إلى دورة ما تتضمن نظاما للطبيعة، كالربيع والمحاصيل، وقد تطرقت ماريا ثامبرانو بعد ذلك إلى تلك العلاقة فى المسيحية من خلال القربان المقدس، ويسوع المسيح الذى تحمل المعاناة والآلام وكان سر الخلاص بالنسبة للبشرية، حيث يتجلى الفرق فى هذه المرحلة عن سابقتها بأن الآلهة الإغريقية كانت تموت وتقتل من قبل آلهة أو قوى أخرى تمتلك المرتبة ذاتها أثناء نزاع أو صراع ما.
ماريا زامبرانو ألاركون ولدت فى 22 أبريل 1904، ورحلت عن عالمنا فى 6 فبراير 1991، وهي كاتبة مقالات وفيلسوفة إسبانية مرتبطة بجيل حركة 36. بدأ عملها المكثف بين المشاركة المدنية والتفكير الشعري في إسبانيا خلال الربع الأخير من القرن العشرين بعد أن عاشت سنوات عديدة في المنفى. حصلت على جائزة أمير أستورياس 1981 وجائزة ميغيل دي سرفانتس 1988.
تأثرت ماريا ثامبرانو بأستاذها خوسيه أورتيجا إي غاسيت، وعملت بتدريس الميتافيزيقا بجامعة مدريد ومعهد ثيربانتس بين عامي 1931 و1936. تسبب إنغماسها في أحداث الحرب الأهلية الإسبانية إلى نفيها إلى المكسيك سنة 1939 فتنقلت بين كوبا وبورتوريكو، حيث عملت أستاذة في جامعاتهما، ثم عادت إلى أوروبا سنة 1953، فعاشت في إيطاليا وفرنسا، ثم انتقلت إلى سويسرا سنة 1978، قبل أن تستقر نهائيًا في مدريد سنة 1984.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة