وصف اثنان من إداريي ناسا السابقين، جيم بريدنشتاين وتشارلز بولدن، العلاقة المتوترة مع الشريك الرئيسي لمحطة الفضاء الدولية (ISS) خلال تصريحات تم بثها على الهواء، بدا فيها أن روسيا كانت شريكًا محبطًا في رحلات الفضاء لمدة عقد على الأقل.
ووفقا لما ذكره موقع "Space"، بينما يقول مسؤولو ناسا الحاليون إن العلاقات مع روسيا فيما يتعلق بمحطة الفضاء الدولية تستمر كالمعتاد هذه الأيام، فإن العديد من شراكات الفضاء الروسية قد ضعفت أو تلاشت في أعقاب غزو الأمة المستمر لأوكرانيا.
كما اتخذت روسيا إجراءات مثيرة للجدل في رحلات الفضاء مؤخرًا؛ على سبيل المثال، أجرت تجربة صاروخية مضادة للأقمار الصناعية في نوفمبر 2021 خلقت سحابة من الحطام الجديد الذي هدد محطة الفضاء الدولية عدة مرات.
كشف بريدنشتاين وبولدن، إن هناك مشكلات عميقة مع روسيا خلال فترة توليهما رئاسة ناسا، ودعوا إلى إلقاء نظرة فاحصة على شراكات الوكالة الدولية خلال برنامج أرتميس المستمر لاستكشاف القمر، حيث قال بريدنشتاين خلال الحدث الذي تم بثه على الهواء في جامعة ولاية أريزونا: "سأخبرك أن سياسة أمتنا تجاه روسيا، عندما تفكر في رحلات الفضاء، هي انفصام الشخصية"، حيث قاد ناسا بين أبريل 2018 ويناير 2021، بعد أن تم تعيينه في وقت متأخر خلال إدارة ترامب.
انتقد بريدنشتاين وكالة ناسا لكونها "تعتمد بشكل مفرط" على روسيا خلال العقد الذي استغرقه تطوير بدائل للطاقم التجاري بعد انتهاء برنامج مكوك الفضاء في عام 2011.
وتطلب الوضع من ناسا شراء مقاعد على مركبة الفضاء الروسية سويوز حتى أصبح طاقم سبيس إكس دراجون جاهزًا لحمل البشر في مايو 2020.
كما قال بريدنشتاين إن الكونجرس يرتكب الخطأ نفسه فيما يتعلق بمحطة الفضاء الدولية، حيث تقول روسيا الآن إنها ستنسحب بعد عام 2024 للتركيز على بناء محطة فضائية مملوكة لروسيا، وأعرب عن قلقه من أن المحطات التجارية الممولة من وكالة ناسا لن تكون جاهزة في الوقت المناسب لسد الثغرات في أبحاث المدار الأرضي المنخفض.
تعتمد الوكالة على تمديد شراكة محطة الفضاء الدولية حتى عام 2030، اعتبارًا من عام 2024، لإتاحة الوقت لهذه البدائل لبدء العمل.
قال بريدنشتاين: "الكونجرس بصراحة تامة، مخطئ في أي فجوة لدينا في مدار أرضي منخفض، لأنهم كانوا مهملين في استبدال محطة الفضاء الدولية"، مضيفا "لقد عرفنا أن محطة الفضاء الدولية لن تدوم إلى الأبد، لكننا لم نفعل ما هو ضروري لمنع الفجوة من الحدوث، والآن يبدو أن هذه الفجوة تتسارع، ولا أحد يتحدث عنها. "
كما قال بولدن، قائد مكوك الفضاء السابق الذي شغل منصب رئيس وكالة ناسا من يوليو 2009 إلى يناير 2017 خلال فترتي ولاية الرئيس باراك أوباما، إن الحكومة الروسية، من وجهة نظره، كانت قضية أكبر من الكونجرس.
كان بولدن مسؤولًا خلال الغزو السابق لأوكرانيا في عام 2014، والذي استولت فيه روسيا على شبه جزيرة القرم، وبعد ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على سياسيين مثل ديمتري روجوزين، نائب رئيس الوزراء الروسي في ذلك الوقت، والذي سرعان ما أصبح قائد وكالة الفضاء الفيدرالية الروسية روسكوزموس.
كما أنه رداً على ذلك ، قال روجوزين بصوت عالٍ ساخرًا إن ناسا يجب أن تضع روادها على الترامبولين بدلاً من استخدام سويوز للوصول إلى الفضاء، وهي الطريقة الوحيدة الممكنة لرواد الفضاء الأمريكيين في عام 2014.