عشنا أمس لحظات مختلفة وفارقة فى حياة كثيرين، ممن يرسمون مستقبل الوطن بما يسعون إليه اليوم، طلاب الثانوية العامة وإعلان النتيجة، مستقبلهم الذى يرسمون، وأحلامهم التى قد تبدأ أولى الخطوات، أو يبتعدون عنها أميالا، وفقا لمجاميعهم التى حصلوا عليها، ومكتب التنسيق الذى سيرسل بأحلامهم لبداية جديدة، وعلى الرغم من كل المجاميع وكل الأحلام التى يبدو للبعض أنها تتحقق والأحلام التى تبدو لآخرين أنها تبددت، أقول لكم إن الحلم لا يمكن أن يضيع طالما تمسك به صاحبه واجتهد لعدم التخلى عنه.
إن أردت أن تتأكد عزيزى الطالب أن حلمك يبدأ اليوم، اقرأ هذه الكلمات التى عشتها وهى تجربتى الشخصية، وأنا فى الثانوية العامة بالنظام التراكمى، وكان مجموعى فى الصف الثانى الثانوى 61% وكانت صدمة عمرى، فقررت القتال فى السنة الثالثة «مذاكرة ليل نهار» وحصلت المعجزة فى الصف الثالث السنوى وحصلت على مجموع كبير تخطى نسبة الـ98% ووصل المجموع التراكمى للعامين 82% ورغم ذلك، لم أتكمن من الالتحاق بواحدة من الكليات التى أردت «إعلام أو ألسن» وأرسلنى مكتب التنسيق إلى كلية الشعب «تجارة القاهرة»، وأنا كنت «أدبى» وأكره الرياضيات والحساب، ورغم ذلك تخرجت بعد أربع سنوات بالتمام والكمال بتقدير «جيد»، وعملت لأيام فى بنك، ومكتب محاسبة، أياما معدودة على أصابع اليد، ولم أتمكن من استكمال العمل، لأن حلم الصحافة ما زال يراودنى، فقررت الجلوس فى البيت لأننى لن أستطيع العمل فى مجال لا أحبه.
بعدها وبأيام قليلة، قرأت إعلانا عن جريدة تطلب متدربين ولا يشترط خريجو إعلام، تدربت وعملت دون أجر، واجتهدت لتحقيق الحلم، حتى صرت اليوم نائبا لرئيس تحرير أكبر جريدة فى مصر، وأكتب إليك اليوم بعد أن تحقق الحلم الذى لم أتخلّ عنه يوما.
خلاصة القول لا المجموع ولا الكلية ولا مكتب التنسيق ولا أى ظروف يمكنها أن تسرق منك الحلم، طالما تمسكت به ولم تتوقف يوما عن السعى، الأحلام تتطلب جهاد لتحقيقها، فجاهد فى سبيل الحلم.