يتوجه الكينيون إلى صناديق الاقتراع الثلاثاء لانتخاب رئيس جديد للبلاد، بينما دخلت البلاد مرحلة الصمت الانتخابي، استعدادا لتنظيم الاستحقاق الرئاسي، و يتنافس 4 مترشحين على خلافة أوهورو كينياتا.
ووفقا لمواقع اخبارية افريقية، يجري المعترك الانتخابي بين تحالفان رئيسيان هما كينيا كوانزا (كينيا أولاً) برئاسة نائب الرئيس الحالي وليام روتو ، وأزيميو لا أوموجا (قرار من أجل الوحدة) بقيادة رئيس الوزراء السابق والمعارض التاريخي رايلا أودينجا بدعم من الرئيس أوهورو كينياتا على المقعد الأعلى في البلاد، و وليام روتو أحد أبرز أثرياء البلاد.
ويحق لنحو 22,1 مليون ناخب إلى التصويت لاختيار رئيس جديدا خلفا لكينياتا الذي يشغل المنصب منذ 2013 ولا يمكنه الترشح لولاية ثالثة. وسينتخبون أيضا النواب وأعضاء المجالس المحلية. وسيتم نشر حوالى 150 ألف ضابط في جميع أنحاء البلاد لضمان الأمن.
ونقلت صحيفة زا ستار الكينية أن الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا قال للناخبين "أريد أن أحذركم من عدم الانخداع ببلاغة روتو. لقد عملت معه ووجدت أنه شخص غير جدير بالثقة وسيئ المزاج، وبالتالي فهو غير لائق لقيادة هذه الأمة"
ووفقا لوكالة فرانس برس يبدو أن التضخم الذي ارتفع إلى 8,3 بالمئة في يوليو والزيادة الهائلة في أسعار الوقود والمواد الغذائية الأساسية، أديا إلى تراجع الحماس للانتخابات هذه السنة.
وفي الأسابيع الأخيرة، أطلقت دعوات عديدة إلى الهدوء من المجتمع المدني والمجتمع الدولي.
وناشدت حوالى 15 سفارة بما في ذلك سفارة الولايات المتحدة في بيان مشترك إلى إجراء انتخابات "حرة ونزيهة وسلمية" في كينيا، معتبرة أن هذا البلد يشكل "نقطة ارتكاز للاستقرار والأمن والديموقراطية ليس فقط في المنطقة، بل في القارة بأسرها وفي العالم".
وأكدت مفوضية الانتخابات أنها قد وضعت الضمانات اللازمة لمنع أي عمليات تزوير أو تلاعب ولتجنب أي مشاكل تقنية محتملة.
حملات انتخابية
بدورها أطلقت الهيئة الحكومية لدول شرق إفريقيا “إيجاد” مهمة مراقبة الانتخابات في كينيا وأشار مولاتو تيشومي رئيس المراقبين التابعين لـ“ايجاد” إلي نشر 24 مراقبا على المدى القصير في دوائر انتخابية مختلفة عبر 11 مقاطعة في البلاد.
وأوضح تيشوم أن نشر بعثة المراقبة الانتخابية التابعة للمنظمة يتماشى مع تفويض الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في تعزيز الحكم الرشيد والديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون في منطقة “ايجاد”.
وشدد على أن الهدف من فريق المراقبين الإقليميين هو إجراء تقييم مستقل وموضوعي وحيادي للانتخابات الكينية وفقا للمعايير الوطنية والإقليمية والدولية للانتخابات الديمقراطية.
ومن بين ابرز المرشحين رايلا اودينجا.. من هو اودينجا؟
هو وجه سياسي معارض، تولى رئاسة الحكومة في 2008، وشغل قبل ذلك عدة مناصب وزارية في حكومات سابقة، أما حاليا فيخوض السباق الرئاسي للمرة الخامسة منذ إقرار التعددية السياسية في كينيا عام 1991، وكان أول ترشح له في العام 1997.
ينحدر أودينجا المعروف بين أنصاره بـ"بابا" من أسرة سياسية، فوالده جاراموجي أوغينغا أودينغا كان نائبا لجومو كينياتا أول رئيس لكينيا بعد الاستقلال، وهو والد الرئيس الحالي منتهي الولاية أوهورو كينياتا.
يعتبر البعض أودينجا المولود فى عائلة سياسية مشهورة من قبيلة "لوو" ذائعة الصيت في البلاد جمهوريا، والبعض الآخر يعتبره اشتراكيا، ويستند في ذلك بشكل خاص إلى دراسته الهندسة بألمانيا الشرقية الشيوعية، وإطلاقه اسم "فيديل" على ابنه الأكبر، إعجابا بفيدل كاسترو.
دعاية انتخابية استعدادا لمعركة كينيا الانتخابية
وبغض النظر عن طبيعة توجهه، يمتلك أودينغا الطامح لرئاسة كينيا تراثا اقتصاديا هائلا، من خلال نشاطه في عالم الأعمال، خصوصا في قطاعي الإيتانول والبترول.
بدأ مشواره السياسي أوائل الثمانينيات، وخاض حملته ضد نظام الحزب الواحد، وقد اعتقل في ظل نظام الرئيس دانيال أراب موي لأول مرة عام 1982 مع والده للاشتباه في ضلوعه في محاولة انقلابية، ثم أعيد سجنه في 1988، ثم في 1990 دون محاكمة.
وعند الإفراج عنه اختار المنفى في النرويج، وبقي هناك إلى أن أقر الرئيس أراب موي التعددية السياسية، حيث عاد إلى البلاد وخاض الانتخابات الرئاسية.
أسس رايلا عام 2005 حزب "الحركة الديمقراطية البرتقالية"، وترشح من خلاله للرئاسة سنوات 2007 و2013، و2017 وقد فشل فيها جميعا.
أسهم بقوة في انتخاب مواي كيباكي رئيسا لكينيا، فأدخله الحكومة، قبل أن يصبح أحد ألد خصومه، فأقاله منها نهاية 2005 مع العديد من الوزراء عارضوا مشروع دستور تبناه الرئيس ورفضه الشعب الكيني بنسبة 60%.
وقد نافس الرئيس مواي كيباكي في انتخابات 2007، وإثر خسارته شهدت البلاد أعمال عنف قتل فيها المئات، وانتهت باتفاق بين الرجلين تولى بموجبه رايلا رئاسة حكومة وحدة وطنية موسعة شهر ابريل 2008.
وقد ظل المهندس الميكانيكي أودينجا رئيسا للحكومة إلى غاية 2013، حيث نافس أوهورو كينياتا الذي كان وزيرا في عهد كيباكي، لكن خسر أمامه، ثم نافسه في 2017 وخسر مجددا، لكنه لم يعترف بالنتائج، وقاطع الانتخابات بعد إعادة تنظيمها، ونصب نفسه "رئيسا للشعب" في 2018.
رايلا اودينجا
لكن سرعان ما تصالح مع كينياتا، وأبرما اتفاقا سياسيا، يبدو اليوم أن من نتائجه دعم أوهورو الذي لا يحق له الترشح لولاية ثالثة، لرايلا الذي لا يكل من معاودة الترشح من أجل تولي الرئاسة.
حاول رايلا أودينجا خلال الحملة الانتخابية الأخيرة الاقتراب أكثر من الفقراء، الفئة الأوسع في البلاد، فدافع عن الرعاية الصحية لصالحهم، ووعد بإنشاء مساعدة مالية شهرية بقيمة 48 أورو للأسر الأكثر هشاشة، كما أعلن استعداده للتفاوض بشأن تخفيف الديون، ووضع مكافحة الفساد ضمن أولويات برنامجه الرئاسي، في حال انتخبه الكينيون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة