تصدرت الصحف العالمية والقنوات الإخبارية خلال الفترة الأخيرة فى كافة دول العالم خبر ظهور أحجار الجوع المشؤومة فى عدة دول أوروبية بعد جفاف أنهار أوروبا، تلك العناوين بعثت رسائل خوف فى القارة العجوز، حيث وجدت نصوص مكتوبة على تلك الصخور "إذا رأيتنى فابكى"، وهى نقوش منحوتة من القرن الثالث عشر تثير الجدل، فما هو مغزاها ولماذا اطلقوا عليها أحجار الجوع؟
انحسار المياه عن أنهار عدة فى أوروبا مثل نهر "بو" بإيطاليا و"لورا" الفرنسى و"مينو" البرتغالى و"التايمز" البريطانى و"الراين" فى ألمانيا والكثير من الدول الأخرى، أدى إلى أزمة اقتصادية مفزعة، بعد إعلان حكومات أوروبا رسميا حالة الجفاف، فالطبيعة كشرت عن أنيابها وأعلنت أمام البشر بدء حرب المناخ هناك.
ليس هذا كل شىء، ففى هذه الحلقة التى يقدمها محمد فتحى عبد الغفار، تحت عنوان "أحجار الجوع المشؤومة"، نسلط الضوء على عناوين رئيسية فى تحليل دقيق ومختصر عما يراود تفكيرك الآن، وما طرح على كافة وسائل التواصل الاجتماعى من علاقة جفاف أنهار أوروبا باقتراب الساعة.
وظهور أحجار المجاعة ليست هى أول المصائب، جفاف الأنهار في أوروبا أظهر للعلن أشياء أخرى، فقد وجد الصيادين قنبلة أمريكية من الحرب العالمية الثانية وزنها نص طن ملقاة في قاع نهر "بو" الإيطالى، ناهيك عن قطع بحرية حربية وجدت في قاع الأنهار وجثث لأشخاص مجهولين وبواقى مدن كانت قد أندثرت منذ عشرات السنين.
أحجار الجوع المشؤومة، هى رسائل موثقة من القرن الـ13 محفورة على الصخور تحت الأنهار فى الدول التى مر عليها مجاعة كبرى، حيث ظهرت مع أكبر كارثة جفاف بتمر حاليا بأوروبا ومكتوب عليها "إذا رايتنى فابكى"، هم 12 حجرا مرعبا ظهروا من باطن الأنهار فى دول أوروبية الواحد تلو الآخر مكتوب عليها تحذيرات مروعة من مصير مشؤوم قد اقترب.. وهى فترات البؤس والشقاء والجوع.
وقالت دراسة تشيكية أجريت سنة 2013، إن "هذه النقوش حفرت خلال سنوات المشقة، وهى تحذر من عواقب الجفاف وما تشمله من ضعف المحاصيل، ونقص الغذاء، وارتفاع الأسعار، والجوع والفقر، بمعنى أن الأجداد مروا بفترات الجوع والفقر وسجلوا على هذه الصخور ما حدث".
أوروبا تمر حاليا بواحدة من أكبر موجات الجفاف في تاريخها لم تحدث منذ 500 سنة، ويقول الخبراء إن 60٪ من مساحة أوروبا تحت التحذير من ظروف الجفاف الخطيرة، فالتجارة بين دول أوروبا معظمها يتم عن طريق الأنهار، فيما يعنى بلغة الأرقام أن هناك 80 مليار يورو خسائر أولية من ميزانية دول الاتحاد الأوروبى إذا توقفت حركة التجارة عبر الأنهار، ناهيك عن قلة توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية نظرا لجفاف الأنهار.