دعت جامعة الدول العربية إلى تعيين مبعوث أممي خاص للمرأة والأمن والسلام، وكذلك إلى دعم الاقتراح الذي تقدمت به جامعة الدول العربية في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن حول المرأة والامن والسلام التي رأستها البانيا شهر يونيو 2022 حول العمل على إطلاق قرار جديد لمجلس الامن حول المرأة والوساطة الدولية، وذلك خلال كلمة ألقتها الأمين العام المساعد، السفيرة هيفاء أبو غزالة خلال المؤتمر الوزاري رفيع المستوى الذي يحمل عنوان "تعزيز دور المرأة في مجتمعات النزاع وما بعد النزاع: أصوات محلية من المنطقة العربية".
وقالت أبو غزالة، إن المؤتمر يمكن أن يكون لبنة في صرح الجهود المبذولة من قـِبَل جامعة الدول العربية بشأن دعم وتمكين المرأة العربية وخاصة في مجال المرأة والامن والسلام، وفي ظل ما تعانيه المنطقة العربية من أزمات متفاقمة أثرت على أوضاع النساء والفتيات، خاصة في الأماكن المتأثرة بالنزاع وغير المستقرة بالمنطقة.
وأضافت، خلال كلمتها المؤتمر الذي تنظمه الجامعة العربية بالشراكة مع المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين، أنه يمثل خطوة في مسيرة طويلة للدفع بأجندة المرأة والأمن والسلام في المنطقة العربية، ويعد النسخة الثانية من المؤتمر الإقليمي الأول حول "المرأة والسلام والأمن" الذي نظمته جامعة الدول العربية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالقاهرة 2019.
وأوضحت أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بإطلاق "الشبكة العربية لوسيطات السلام" على المستوى الإقليمي والدولي كأحد آليات لجنة المرأة العربية لتتمكن النساء العربيات من المشاركة بخبراتهن الخاصة في الوقاية من النزاعات وتسويتها بالطرق السلمية، والذى أتطلع اليوم ومن خلال توصيات هذا المؤتمر أن يتم اتخاذ خطوات فعلية نحو مأسسة هذه الشبكة، لاسيما في ضوء اعتماد الاستراتيجية وخطة العمل الخاصة بها من مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في مارس 2021، ومن خلال إطار مؤسسي يدعم الاستمرارية والاستدامة لهذا الكيان الإقليمي الهام. وأسعد اليوم بمشاركة عضوات الشبكة واللاتي سيثرين هذا النقاش خلال أعمال الجلسة الثانية من المؤتمر.
واستطردت الأمين العام المساعد أن جامعة الدول العربية تعمل حالياً على إعداد إطاراً استراتيجياً" للجنة الطوارئ لحماية النساء أثناء النزاعات المسلحة بالمنطقة العربية" لضمان بيئة صحية للنساء أثناء النزاعات المسلحة من خلال تقديم المساعدة اللازمة لتمكينهن من حقوقهن في الحماية من مختلف أنماط التهديد التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على أمنهن وصحتهن النفسية والجسدية وظروفهن المعيشية.
وأضافت أن جامعة الدول العربية أعدت مراجعتين إقليميتين للوقوف على مدى التقدم المحرز في تنفيذ الاستراتيجية الإقليمية، من بينهم التقرير التجميعي الثاني حول التقدم المحرز نحو تنفيذ الاستراتيجية الإقليمية وخطة العمل التنفيذية "حماية المرأة العربية: الامن والسلام" 2016-2018 والذي يعتمد على المعلومات الواردة من الدول الأعضاء في ردودهم على الاستبيان المرسل من قبل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حول التقدم المحرز في تنفيذ الإستراتيجية الإقليمية وخطة العمل التنفيذية. فضلاً عن تحليل للوضع ونتائج وآثار تنفيذ أجندة المرأة والسلام والامن في الدول العربية مع تسليط الضوء على أهم التحديات التي تحول دون تنفيذ هذه الالتزامات.
كما تعمل الجامعة العربية حاليا، بحسب أبو غزالة، على إعداد المراجعة الإقليمية الثالثة، لاسيما في ظل المستجدات والأولويات والتقاطعات المختلفة الناشئة على الاجندة التنموية وعلاقتها بتمكين وحماية المرأة على المستويين الإقليمي والوطني.
وأشادت بجهود الدول العربية في الدفع بهذه الأجندة خلال تلك الفترة الوجيزة. فقد قطعت دول المنطقة بالفعل خطوات سريعة وهامة في تنفيذ القرارات المتعلقة بالمرأة والسلام والأمن، وهناك اهتمام من الدول العربية لإعداد خططها الوطنية للمرأة والسلام والأمن مسترشدين بالاستراتيجية وخطة العمل التنفيذية الإقليمية "حماية المرأة العربية: الأمن والسلام" كمرجع أساس لوضع هذه الخطط، وكذلك بالمبادرات التي بادرت بها الدول العربية من خلال تدشين بيوت خبرة تتيح فرصاً متنوعة لمشاركة الخبرات وبناء الكوادر النسائية لدعم ملف المرأة والسلام والأمن وأخص بالذكر هنا " مركز فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن".
وأوضحت أن الجامعة العربية تولى أهمية قصوى لحماية النساء أثناء النزاعات المسلحة، ولدعم المرأة في المنطقة العربية للوصول لجميع مستويات صنع القرار في جميع المؤسسات العاملة في مجال السلام والأمن، بما في ذلك حفظ السلام وإدارة الأزمات والدبلوماسية الوقائية في جميع مراحل وساطة السلام والتفاوض.
ودعت إلى ، كذلك طالبت الجامعة بتعيين مبعوث خاص للمرأة والأمن والسلام.