أصبحت منصات التواصل الاجتماعى أحد أهم جوانب الحياة، إذ يتم استخدامها ضمن الروتين اليومى لملايين من المستخدمين حول العالم، بما فى ذلك فيس بوك وإنستجرام وسناب شات ويوتيوب، تلك المنصات التى يشارك فيها المستخدمون لحظات من حياتهم، سواء بنص أو بصورة أو حتى فيديو، لكن مؤخرًا ظهرت موجة من الغضب بين رواد السوشيال ميديا، بسبب حالة الزيف التى تحدث على تلك المنصات، فغالبيتنا ما يصادف صورًا لأشخاص يبدون سعداء، أو يزورون بعض الأماكن مرتفعة التكلفة، الأمر الذى يؤدى لرسم صورة ذهنية مزيفة عن حقيقة هؤلاء الأشخاص، وهو الأمر الذى أكدته العديد من الدراسات، بما فى ذلك دراسة أشارت إلى أن صور إنستجرام تسبب الهوس والاكتئاب للمراهقين وغيرها، وهو الأمر الذى تمت مواجهته بظهور مجموعة جديدة من التطبيقات تعتمد على الواقعية، ومشاركة اللحظات الحية، التى تكشف حقيقة وماهية الأشخاص، وعلى رأسها تطبيق BeReal.
تطبيق BeReal
هو تطبيق يعتمد على مشاركة لقطة واحدة من المستخدمين لحياتهم، لقطة واحدة فقط لحياتهم كل يوم، وأن يقوم الأشخاص بإظهار شكلهم الحقيقى دون أى فلاتر أو تحضيرات مسبقة، كذلك فإن BeReal لا يجعلك تختار وقت التقاط الصورة بعكس إنستجرام، إذ يتم إرسال إشعار من التطبيق فى وقت غير محدد على مدار اليوم، وفى خلال دقيقتين، إذا لم تلتقط الصورة، تكون قد ضاعت فرصتك فى مشاركة أى صورة على مدار اليوم، وسيكون على المستخدم انتظار إشعار آخر بعكس مواقع التواصل الأخرى، وهو الأمر الذى يضفى مزيدا من الواقعية على مثل هذه التطبيقات.
الواقعية فى مواجهة الزيف
يعرف BeReal بأنه مضاد لإنستجرام بسبب سياساته الصريحة للصور، وقد ازدادت شعبيته فى الأشهر الأخيرة، وبحسب منصة التحليلات الرقمية Sensor Tower، فإن عدد مرات تنزيله زاد بنسبة 86٪ وقد وصلت التنزيلات العالمية للتطبيق إلى 22.8 مليون حتى الآن، ولكنها لا تزال تمثل جزءًا بسيطًا مما يقرب من مليار مستخدم نشط شهريًا على إنستجرام، لكن فى نفس الوقت، مثل هذا النمو يعكس رغبة مستخدمى السوشيال ميديا فى العودة للحياة الواقعية بعيدًا عن حالة الزيف، التى شهدتها المنصات خلال الفترة الماضية.
الرغبة فى العودة للواقع
انتشر BeReal أيضًا على منصات التواصل الاجتماعى الأخرى، فقد حصد هاشتاج #BeReal على TikTok ما يقرب من 1.4مليار مشاهدة، إضافة إلى «ميمات» BeReal التى تسخر مما قد ينشره العديد من المشاهير والشخصيات الخيالية، وحصد عشرات الآلاف من الإعجابات على تويتر، فيما يأتى صعود BeReal فى وقت تتعرض فيه عمالقة وسائل التواصل الاجتماعى، مثل فيس بوك وإنستجرام وتويتر، للتحدى من مواقع أخرى مثل تيك توك.
وبحسب إحصائية أجرتها منصة data.ai للدراسات السوقية، فإن 55 % من مستخدمى التطبيق كانوا من الفئة العمرية 16-24، بينما كان 45 % فى الفئة العمرية 25-44، وهو ما يعكس تفضيل الفئات العمرية الأقل سنًا إلى الواقعية، مقارنة بالفئات الأكبر سنًا، التى عاصرت ظهور منصات إنستجرام وغيرها، الأمر الذى يجعلها تدين لهذه المنصات بالولاء. وبحسب تقرير لصحيفة تايم البريطانية، قال ماكسويل زوانيتش، طالب جامعى يبلغ من العمر 19 عامًا فى جامعة Southern Methodist بولاية تكساس الأمريكية: إن جاذبية BeReal الرئيسية هى الطريقة التى تم إعدادها لتخفيف ضغوط الظهور المثالى عبر الإنترنت، وقال: «أتمنى أن أحصل على الإشعار الآن، ولكن هذا يوضح فقط كيف تريد نشر أهم الأحداث فى حياتك فقط، فيما قال «نيكلاس مير»، الأستاذ المساعد للتسويق فى جامعة تشابمان والمعروف على الإنترنت باسم «أستاذ وسائل التواصل الاجتماعى»: فى حين أن الفرضية الأساسية لشركة BeReal المتمثلة فى تجربة وسائط اجتماعية أكثر موثوقية تتمتع بقوة ثابتة، فإن الطريقة الحالية للتطبيق لتنفيذ هذه الفكرة قد تكون بحاجة إلى التطور.
وأشار إلى أن فرضية مواجهة المنشور المؤثر المنمق والمنظم وذى التأثير الكبير هو أمر مستدام، ولكن فكرة التقاط صورة فى فترة زمنية عشوائية مدتها دقيقتان قد تصبح قديمة، مشيرًا إلى تطبيقات مثل Snapchat و Clubhouse، وأنه بمجرد أن تثبت فكرة شعبية، تميل الأنظمة الأساسية الأخرى إلى إنشاء إصدارات خاصة بها يقول مير: «تواجه Clubhouse صعوبات الآن، لأن 5 أو 6 شبكات تفعل الشىء نفسه»، وأوضح: «قد يشعر الكثير من الناس بأنهم يمكنهم القيام بما يفعلونه على BeReal على منصات أخرى».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة