علاقات قوية جمعت الراحلة إليزابيث الثانية الملكة البريطانية مع الزعماء العرب باختلاف أنظمة الحكم، كونها كانت شاهدة على مراحل مهمة في تاريخ السياسة على الساحة العربية، فمنذ توليها عرش بريطانيا عام 1952، حرصت الملكة على توطيد العلاقات مع الدول العربية بالزيارات المستمرة، القائمة على لغة الصداقة والود، فى الوقت نفسه لم تزر إسرائيل طيلة تلك الفترة.
طول مدة حكمها ووجودها في المشهدين السياسي والدبلوماسي لمدة نحو 7 عقود، جعلها أيقونة عصر في العالم العربي، وبالنسبة للقضايا العربية فالتزمت الملكة في غالبية القضايا سياسة الحياد.
لقاءات إليزابيث والسادات
وقد استقبلت الملكة إليزابيث والأمير تشارلز الرئيس الراحل محمد أنور السادات وقرينته جيهان السادات خلال زيارتهما لبريطانيا في عام 1975.
كما التقى الرئيس السادات مرة أخرى الملكة إليزابيث خلال زيارته للندن أوائل أغسطس عام 1981، أي قبل اغتياله بحوالي شهرين، كما التقى الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك بملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث خلال زيارته الثالثة للندن في مارس 1985، عقب توليه الرئاسة بثلاث سنوات.
السادات وحرمه والملكة اليزابيث
ملوك السعودية
التقت الملكة بجميع ملوك السعودية عبر تاريخها الطويل الممتد عبر 70 عاماً، وقام الملك الراحل فيصل بزيارة إلى بريطانيا في عام 1967 بناء على دعوة من الملكة إليزابيث الثانية، وخلال الزيارة، التقى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هارولد ويلسون، وتناولا مصلحة البلدين وتوثيق العلاقة والروابط والصداقة المشتركة بين البلدين.
في عام 1979، التقى الراحل الملك خالد بن عبدالعزيز بالملكة إليزابيث الثانية خلال زيارتها للمملكة في ذلك العام، بدعوة من ولي العهد السعودي في حينها الملك فهد بن عبدالعزيز، كما زار الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بريطانيا، عام 2007، وذلك تلبية للدعوة الرسمية التي تلقاها من الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية مع موكب بالعربة الملكية التي تجرها الجياد، والتقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكة الراحلة في أكثر من مناسبة، على هامش عدة زيارات رسمية للبلدين، وأيضا استقبلت الملكة عام 2018 ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وشهدت الجلسة أحاديث ودية تناولت تاريخ العلاقات الرابطة بين البلدين؛ وذلك على هامش زيارة رسمية لولي العهد للمملكة المتحدة.
وثقت علاقات الصداقة
واستقبل قادة العرب نبأ وفاة الملكة ببالغ الحزن والأسف، معربين عن تعازيهم في وفاة الملكة إليزابيث الثانية التي اعتلت عرش بريطانيا لأكثر من 70 عاما، معتبرين أنها أثرت في بلادها والعالم، ونجحت في استقطاب محبّة البريطانيّين وغير البريطانيين.
في هذا السياق قال رئيس الإمارات محمد بن زايد، إن الملكة كانت مقربة لدولة الإمارات العربية المتحدة وزعيمة محبوبة ومحترمة اتسمت فترة حكمها الطويلة بالكرامة والرحمة والالتزام الدؤوب بخدمة وطنها".
كما نعى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الملكة الراحلة، ووصفها بأنها "أيقونة عالمية مثلت أرقى صفات أمتها وشعبها".
الملكة ومحمد بن زايد
ومن جانبه بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز برقية عزاء للملك تشارلز الثالث في وفاة الملكة اليزابيث، قال فيها "لقد كانت جلالتها نموذجاً للقيادة سيخلده التاريخ".
وأضاف "نستذكر بكل تقدير جهود الفقيدة في توثيق علاقات الصداقة والتعاون بين بلدينا الصديقين، وكذلك المكانة الدولية الرفيعة التي حظيت بها".
وبعث الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي، برقية للملك تشارلز الثالث أعرب فيها عن عزائه ومواساته، ، قائلا: "أحزنني نبأ وفاة جلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، التي أفنت حياتها في خدمة وطنها، لقد كانت جلالتها مثالاً يحتذى في الحكمة والمحبة والسلام، ويستذكر العالم اليوم الأثر العظيم والأعمال الجليلة التي قدمتها طوال مسيرتها".
الملك فيصل والملكة اليزابيث
أما الملك عبد الله بن الحسين عاهل الأردن فقد نعى الملكة قائلا إنها كانت شريكة للأردن وصديقة عزيزة للعائلة مؤكدا أنها كانت منارة للحكمة والقيادة القائمة على المبادئ لمدة سبعة عقود.
واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الملكة "كرست حياتها في خدمة وطنها وشعبها منذ اعتلائها العرش لعقود طويلة قضتها في العطاء وعمل الخير وتأدية واجباتها الملكية، تاركة إرثا زاخما سيبقى محفورا في أذهان وقلوب الأجيال".
كما عبر الرئيس العراقي برهم صالح عن حزنه العميق لوفاة جلالة الملكة مقدما تعازيه للعائلة المالكة ولشعب المملكة المتحدة.