شتاء مظلم ينتظر أوروبا بعد تأجج أزمة الغاز مع روسيا.. دول أوروبية تسعى لوقف دوامة ارتفاع أسعار الطاقة مع شعور متزايد حول العواقب الاقتصادية.. استخدام الطاقة الشمسية أحد البدائل لتوفير 29 مليار يورو

الإثنين، 12 سبتمبر 2022 09:00 ص
شتاء مظلم ينتظر أوروبا بعد تأجج أزمة الغاز مع روسيا.. دول أوروبية تسعى لوقف دوامة ارتفاع أسعار الطاقة مع شعور متزايد حول العواقب الاقتصادية.. استخدام الطاقة الشمسية أحد البدائل لتوفير 29 مليار يورو الغاز الطبيعى
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعتبر الطاقة فى أوروبا من أكبر الازمات التى تواجه القارة العجوز بعد حرب روسيا وأوكرانيا، حيث تتفاقم مع قيام روسيا بالحد من صادرات الغاز الطبيعى مما يجبر الحكومات الأوروبية على إنفاق المليارات للحماية من ارتفاع الفواتير التى تواجهها، ولذلك فإن قادة الاتحاد الأوروبى يسعون إلى وقف دوامة ارتفاع أسعار الطاقة خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.

كان الاتحاد الأوروبى يعزز احتياطاته من الطاقة للأشهر الباردة على مدى أشهر، بحيث يخشى أن تزيد روسيا من خفض إمداداتها من الغاز عندما تزيد نسبة استخدامه، فى الوقت الذى أوقفت موسكو فعليًا إرسال الغاز إلى العديد من الدول الأوروبية التى تصفها بـ"غير الصديقة" وشركات الطاقة بسبب رفضها دفع ثمن الغاز بالروبل كما يصر الكرملين، بدلاً من اليورو أو الدولار المنصوص عليه فى العقود.

وارتفعت أسعار الغاز الطبيعى الأوروبى بنسبة 28٪ الأسبوع الماضى لتصل إلى 274 يورو (272 دولارًا) لكل ميجاواط/ ساعة فى اليوم الأول من التداول بعد أن أوقفت شركة الطاقة الروسية العملاقة جازبروم التدفقات عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 الحيوى إلى أجل غير مسمى، معللة ذلك باكتشافها تسربًا للنفط فى المحركات، وفقا لصحيفة "الكونفدنثيال" الإسبانية.

وقام خط الأنابيب فى العام الماضى بنقل حوالى 35٪ من إجمالى واردات أوروبا من الغاز الروسى. لكن خفضت جازبروم التدفقات على طول نورد ستريم 1 إلى 20٪ فقط من طاقته منذ يونيو، وذلك بسبب أعمال الصيانة والخلاف حول توربين مفقود بسبب العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو.

وجاء إعلان نورد ستريم 1 بعد ساعات فقط من موافقة دول مجموعة السبع على تحديد السعر الذى يمكن لروسيا أن تبيع به نفطها فى محاولة للحد من الإيرادات التى يستخدمها الكرملين لتمويل حربه فى أوكرانيا، وقال متحدث باسم شركة سيمنز، الشركة الألمانية المصنعة لتوربينات نورد ستريم 1، أن تسرب النفط ليس "سببًا تقنيًا لإيقاف التشغيل".

وفى اجتماع الاتحاد الأوروبى، ظل الاجماع على قرار بعيد المنال، حيث يسعى القادة للاتفاق على تدابير لدعم المواطنين والشركات دون تدمير سوق الطاقة بالكامل، وتصاعدت التوترات بسبب الاقتطاعات الإلزامية المقترحة فى الطلب على الطاقة والمطالبات الألمانية بآلية لتقاسم أى فائض فى العرض.

وفى التشيك، التى تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى، حذر وزير العدل من أن النظام السياسى معرض للخطر، وفى المجر، أثار وزير مجلس الوزراء، جيرجيلى جولياس، شبح البطالة الجماعية إذا اضطرت الشركات الصناعية الرئيسية إلى تعليق الإنتاج أو الإغلاق تمامًا، مما أحدث تأثير الدومينو على الإنتاج والصناعة.

ولكن القلق الأكبر فى فرنسا هو فصل جديد من حركة السترات الصفراء، التى ستلعب أى حكومة على مدى العقدين المقبلين، وفقًا لشخص مطلع على تفكير إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون.

وقال الشخص أن أى شيء يتعلق بالقوة الشرائية حساس للغاية فى فرنسا، ولا يمكنك تحمل أن تكون فى وضع مثل المملكة المتحدة أو بلجيكا، حيث تضاعفت فواتير الطاقة أو تضاعفت ثلاث مرات، مضيفًا أن الحكومة ستستمر فى فعل كل شيء لتجنب العواقب.

وأعلنت الحكومة الألمانية عن حزمة إغاثة بقيمة 65 مليار يورو لمساعدة الأسر والشركات على التكيف مع ارتفاع التضخم. تعتمد ألمانيا، أكبر اقتصاد فى أوروبا، بشكل خاص على صادرات الغاز الروسية لتزويد منازلها وصناعاتها الثقيلة بالطاقة.

تتعرض ليز تراس، التى ستخلف بوريس جونسون كرئيسة لوزراء المملكة المتحدة هذا الأسبوع، لضغوط هائلة للإعلان عن المزيد من المساعدة للأسر والشركات مع ارتفاع فواتير الطاقة.

 

الطاقة الشمسية أحد الحلول

تعتبر الطاقة الشمسية أحد الحلول التى تلجأ إليها أوروبا لحل أزمة الغاز الروسى، ووفقا لتقرير بيانات مؤسسة إيمبر بشأن توليد الكهرباء الشهرية فى الاتحاد الأوروبى، حساب التوفير المحتمل فى التكلفة فى واردات الغاز الطبيعى لدى دول الاتحاد نتيجة لزيادة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية فى صيف 2022.

وأنتج الاتحاد الأوروبى نسبة قياسية تبلغ 12% من إجمالى إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بين شهرى مايو وأغسطس 2022، ما يساعد على توفير 29 مليار يورو، محتملة من واردات الغاز الطبيعى، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتجاوزت الطاقة الشمسية حصة طاقة الرياح (12%) والطاقة الكهرومائية (11%) فى مزيج الطاقة، ولم تكُن بعيدة عن الفحم بنسبة 16%، حسبما نشر موقع "إيمبر-كلايمت، وكانت أعلى حصة فى هولندا (23%)، تليها ألمانيا (19%) وإسبانيا (17%)، وفق المعلومات التى رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة