كورونا لن يكون الوباء الأخير.. التغيرات المناخية سبب انتشار فيروسات عديدة فى السنوات المقبلة.. تدهور النظم البيئية يؤدى دورا كبيرا فى انتشار الأوبئة والأمراض.. وعودة الملاريا والسارس والإيبولا الأبرز

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2022 08:00 ص
كورونا لن يكون الوباء الأخير.. التغيرات المناخية سبب انتشار فيروسات عديدة فى السنوات المقبلة.. تدهور النظم البيئية يؤدى دورا كبيرا فى انتشار الأوبئة والأمراض.. وعودة الملاريا والسارس والإيبولا الأبرز وباء كورونا
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يؤدّى تدهور النظم البيئية دوراً كبيراً فى انتشار الأوبئة والأمراض، وذلك بسبب ارتباط الصحة البشرية العامة بأحوال الأنظمة الإيكولوجية، وفيها صحة الأنواع (النبات والحيوانات) تحديداً، ويعد الضغط الهائل الذى تتعرض له الطبيعة من جراء النشاط البشرى من العوامل التى تعززها التهديدات الصحية على المجتمعات والأنظمة الطبيعية معا.

يقول الدكتور عاطف محمد كامل أحمد، مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع، خبير البيئة والتغيرات المناخية السابق بوزارة البيئة، أن تواصل الحياة البرية بحياة الناس اليومية بسبب التمدد العمرانى وتدمير الموائل الطبيعية للحيوانات والبحث عن الغذاء والاتجار غير المشروع بالحيوانات والصيد الجائر، يسهل نقل الفيروسات من الحياة البرية والاستيطان بالتالى بين البشر كعدوى تتكرر على شكل كورونا، سارس، إيبولا، إنفلونزا الطيور، ومتلازمة الجهاز التنفسى فى الشرق الأوسط، وجميعها فيروسات حيوانية انتقلت إلى البشر.

وأضاف: يعد فيروس كورونا وما رافقه من تدهور للقطاع الصحى وشلل الحياة الطبيعية منذ تفشيه فى عام 2019 حتى الآن، عينة صغيرة عما قد نواجهه فى المستقبل القريب إذا استمر الوضع على ما هو عليه من تعدّيات مباشرة على الحياة البرية وتداعيات التغير المناخى وارتفاع درجة حرارة الأرض، لنصبح أمام خطر حقيقى يهدد الحياة برمتها على كوكب الأرض، وقد ثبت أن هناك علاقة ترابط بين التغير المناخى وانتشار الفيروسات وصحة الانسان، حيث تتضمن التأثيرات المثبتة للتغير المناخى زيادة فى درجات الحرارة والتغير فى أنماط هطول الأمطار وحدة بعض الظواهر الطبيعية، مثل: الفيضانات والكوارث الطبيعية، التى تؤثر مباشرة فى صحتنا عن طريق التأثير فى الطعام الذى نتناوله، والمياه التى نشربها، فخلال الأعوام الماضية أدّى الطقس الدافئ أو (الربيع المبكر) إلى تزهير بعض النباتات قبل أوانها، لكن تفقد الزهرة من جراء أى عاصفة، وتفقد بذلك الثمرة، ولا تجد الحشرات الملقحة بالتالى زهوراً كافية لتلقيحها فى موسم التقليح، الأمر الذى يؤثر مباشرة على كلا من الموسم الزراعى وعلى الحشرات الملقحة.

وتابع: من التأثيرات المباشرة للتقلبات المناخية موت العديد من الحشرات التى تتغذى على الأشجار، وأى خلل فى النظام البيئى سيؤثر مباشرة على صحة الإنسان، نتيجة انتشار العديد من الأمراض المعدية الحيوانية الأصل، وتتضمن سيناريوهات التغير المناخى، حدوث تغيرات فى أنماط انتشار الأمراض المعدية مع ارتفاع درجات الحرارة وكذلك انتشار الأوبئة المرتبط بالظواهر الجوية المتطرفة، ونشهد حالياً تغيراً واضحاً فى مدى انتشار الأمراض المحمولة عبر الكائنات الناقلة نتيجة للتغير المناخى، ومن أهم أنواع الأمراض ذات الحساسية لتغيرات المناخ، هى الأمراض الفيروسية والطفيلية المحمولة عن طريق البعوض مثل فيروس غرب النيل، والملاريا، وحمى الدنج وغيرها، كذلك يؤثر التغير المناخى على انتشار الأمراض عن طريق تغيير المدى الجغرافى للكائنات الناقلة وتقليص مدة حضانة الكائنات الممرضة.

وأشار إلى أن درجات الحرارة تسهم بتغيير نمو الكائنات الناقلة لمسببات الأمراض عن طريق تعديل معدلات قدرتها على إصابة ضحاياها، وكذلك تؤثر درجات الحرارة على ديناميكية المجتمعات فى الكائنات الناقلة ومعدلات وجودها بالقرب من البشر، وبالتالى فإن التغير فى أنظمة درجات الحرارة يمكن أن يغير طول مدة  موسم نقل الأمراض، كما يمكن أن تتكيف الكائنات الناقلة للأمراض مع التغيرات الحرارية عن طريق تعديل مدى انتشارها الجغرافى وتوسعته، وقد تكون إحدى أهم نتائج التغير المناخى هى إمكانية ظهور أو إعادة إطلاق فيروسات وبكتيريا وطفيليات مستجدة، فضلا عن إمكانية أن يؤدى الإجهاد الحرارى إلى زيادة إمكانية نقل مسببات الأمراض ذات المنشأ الحيوانى من حيوان إلى آخر، كما يمكن أن يسهم برفع احتمالات انتقال هذه الجراثيم الممرضة ما بين الأنواع المختلفة.

وبالنسبة للعديد من مسببات الأمراض، قال: تؤدى البيئة المحيطة دوراً كبيراً فى نقل الأمراض وبالتالى فإن حدوث تغير فى الظروف البيئية كدرجة الحرارة، على سبيل المثال: غزو للجراد شمل أجزاءً من أفريقيا والشرق الأوسط عام 2020، إذ تشير جميع البحوث العلمية إلى أن الأمراض الناشئة هى نتيجة طبيعة المتغيرات البيئية الناتجة عن النشاط البشرى، كما تشير أوراق علمية كثيرة إلى أن كوفيد-19 ليس سوى وجه من وجوه هذه التغيرات التى لا تتوقف ما لم يتوقف البشر عن إجهاد الأرض، لافتا إلى أن صحة الإنسان فى نهاية المطاف ترتبط على منتجات وخدمات النظام الإيكولوجى، مثل: توافر المياه العذبة والغذاء ومصادر الوقود، ويترك فقدان التنوع البيولوجى آثاراً مباشرة وكبيرة على صحة الإنسان، أن لم يعد هذا التنوع قادراً على تلبية احتياجات المجتمعات من مصادر الغذاء والمياه، مما يعود بالضرر على الصحة البشرية والبيئية بالدرجة الأولى، فضلاً عن نتائج سلبية أخرى كالهجرة المحلية والصراعات السياسية من جراء نقص الموارد.

ويوفر التنوع البيولوجى للكائنات الحية الدقيقة والنباتات والحيوانات فوائد واسعة النطاق فى مجالات العلوم البيولوجية والصحية والصيدلانية، حيث تتم اكتشافات طبية ودوائية كبيرة من خلال فهم أكبر للتنوع البيولوجى للأرض، وقد يؤدى فقدان التنوع البيولوجى إلى الحد من اكتشاف العلاجات المحتملة للعديد من الأمراض والمشاكل الصحية، وبالنسبة للتهديدات التى يتعرض لها التنوع البيولوجى والصحة فهناك قلق متزايد بشأن العواقب الصحية لفقدان التنوع البيولوجى مستقبلاً.

ويؤثر فقدان التنوع البيولوجى على صحة الكوكب، وعلى الكائنات المختلفة، نظراً لتواصلنا المباشرمعها، وفى الطبيعة عندما يكون تنوع الجينات منخفضاً فى الكائنات الحية بالنظام الإبكولوجى يصبح أفرادها أكثر عرضةً للأمراض وعلى نطاق أوسع، النظم الإيكولوجية ذات التنوع البيولوجى العالى تجعل القدرة على مقاومة الأمراض والضغوط البيئية أعلى أيضاً، وعندما تكون الأنظمة الطبيعية أضعف، فذلك يؤثر على أمننا المائى وأمننا الغذائى وحتى صناعة الأدوية لإيجاد علاجات فى الطبيعة، وأكثر التأثيرات وضوحاً هو التأثير على طعامنا: حيث إن زراعة طعامنا فى تربة غير صحية، سيكون ناقصاً للعديد من الموادَّ غذائية وهذا يؤثر مباشرة على صحتنا ونظامنا المناعى، وفى نظم الزراعة التقليدية (وهى أكثر انتشاراً لكن أقل استدامة) هذا يعنى احتياج المزيد من الأسمدة والمبيدات الحشرية، التى تذهب إلى مياهنا وتزيد من ملوحة التربة وتقلل من جودتها.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة