سنوات طويلة قضتها ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية على العرش، عاصرت خلالها أزمات عامة عديدة فى الداخل والخارج، لكن أزمات العائلة الملكية الشخصية فى عهد إليزابيث كانت مدوية، خاصة وأن أغلب أبطالها كان من المقربين من الملكة، لاسيما أبنائها.
ورصدت صحيفة واشنطن بوست الفضائح التي لاحقت عائلة لملكة إليزابيث خلال فترة توليها العرش، وقالت أن الملكة حاربت من أجل جعل الشئون الخاصة بالعائلة بعيدا عن الجدل العام، لكن الأمر لم يفلح كثيرا. وسردت الصحيفة أبرز الفضائح التي عاصرتها الملكة على النحو التالى.
الزواج غير السعيد للأميرة أن
الأميرة آن هي الابنة الوحيدة للملكية وشخية ذات شعبية من العائلة الملكية، لكن حياتها الخاصة ظلت محل اهتمام صحافة التابلويد البريطانية لسنوات. فى عام 1973، تزوجت الأميرة أن عام 1973 من ضابط الجيش وبطل الفروسية الأوليمبى مارك فيليبس فى احتفال فخم. إلا أن زواجهما الذى استمر قرابة 20 عاما لم يكن سعيدا، فى ظل شائعات الخيانة من قبل الطرفين.
فى عام 1989، تم سرقة خطابات مكتبة إلى أن من تيموثى لورانس، قائد البحرية المعنى بالاهتمام بخيول العائلة الملكية، وسربت الرسائل لصحيفة الصن. إلا أن الصحيفة تعهدت بعدم نشرها وتسليمها إلى السلطات البريطانية، لكنها ظلت تتحدث عن تكهنات بوجود علاقة خارج إطار الزواج.
وفى ظل ضغوط من الصحيفة هددت بكشف كاتب الخطابات، أصدر قصر باكنجهام بيانات يعترف بوجودها، مما أدى إلى عناوين فى صحف التابلويد مقل "أزمة زواج ملكى" و"هل يمكن إنقاذ هذا الزواج".؟
وانفصل الزوجان رسميا عام 1989، ووقع الطلاق بينهما عام 1992. وبعد ثمانية أشهر من طلاقها من فيليب، تزوجت آن من لورانس.
تشارلز وديانا
واجه الملك تشارلز الثالث أكبر أبناء الملكة إليزابيث الثانية انتقادات قوية من الرأى العام على مدار عقود، كان أغلبها نابع من المشكلات التي ظهرت خلال زواجه من الأميرة ديانا.
تزوج تشارلز ديانا عام 1981 فى احتفال تم نقله تلفزيونيا حول العالم. لكن سرعان ما شهد الجمهور قصة الكشف عن الخيانة، وتسريب مكلمة هاتفية بين الأمر وعشيقته، وانفصال تحول على طلاق بطلب من الملكة. وخلال هذا الوقت، كان الجمهور يقف مع ديانا التي قالت فى مقابلة أنها أرادت أن تصبح ملكة قلوب الناس.
وألقى بعض البريطانيون باللوم على كاميلا باركر، التي تزوجها تشارلز عام 2005 وأصبحت الآن ملكة. حيث قالت ديانا فى مقابلتها المدوية مع "بى بى سى" إن زواجها من تشارلز كان علاقة ثلاثية. وزاد غضب الرلأى العام من تشارلز بعد مصرع ديانا فى حادث سيارة عام 1997 التي صدمت العالم.
تعليقات الأمير فيليب
عندما مات الأمير فيليب فى إبريل 2021 عن عمر 99 عاما، ترك ورائه إرثا معقدا. وبالنسبة لمؤيديه، كان خادما لملكة والبلاد، لكن بالنسبة لآخرين كان رمزا لامتياز الرجل الأبيض.
عندما كان فيليب فى استراليا 2002، سأل مجموعة من السكان الأصليين بالبلاد: "هل لازلتم ترمون الرماح على بعضكم البعض". وأخبر صبى عمره 13 عاما أنه سمين للغاية على أن يكون رائد فضاء. وقال أن النساء البريطانيات لا يستطع الطهى. وخلال زيارة للصين عام 1986، قال لطالب بريطاني: "لو ظللت هنا لفترة أطول، ستذهب لمنزلك بأعين شقية".
الأمير أندرو
كان الأمير أندرو، الابن الثالث للملكة إليزابيث محل كثير من الجدل، لكن أكبرها على الإطلاق وأكثر غضرارا بالعاملة المليكة هو الكشف عن صداقته بجيفرى ابستين، وجيسلاين ماكويل الذين تم إدانتهما بالاتجار الجنسى بالقاصرات، وقالت واحدة من الضحايا وتدعى فرجينيا جيفور ان أبستين قدمها لأندرو عندما كانت فى السابعة عشر من العمر.
وفى أندرو مزاعم الاعتداء الجنسى ولم يتهم توجيه اتهامات جنائية له. لكن فى عام 2021، أقامت جيفور دعوى قضائية ضده تتهمه بالاعتداء. وسعى محاميو أندرو إلى رفض القضية دون نجاح، وحكم قاضى بإمكانية المضي قدما فى الإجراءات وتأت العائلة الملكية بنفسها عن الأمر. وفى فبراير الماضى، قام أندرو بتسوية الأمر مع جيفور مقابل مبلغ مالى.
ابتعاد هارى وميجان عن العائلة الملكية
فى فبراير 2021، أجرى هارى وميجان دوق ودوقة ساسكس مقابلة مدوية مع المذيعة الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفرى أذهلت العالم، وجاءت بعد أن أعلن خططهما لتخليهما عم أدوراهما الملكية.
وكان السبب مزاعم تتعلق بالعنصرية، حيث قالت ميجان، الأمريكية مختلطة العرق، أنه كان هناك حوار داخل القصر عن لون بشرة ابنها ارتشى. وسلكت المقابلة الضوء على المعاملة التي تلقاها هارى وميجان من الإعلام ومن العائلة الملكية، والتي دفعتهما للتخلى عن مسئولياتهما الملكية وانتقالهما للعيش فى الولايات المتحدة.