أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أننا ونحن نخرج من براثين جائحة كوفيد 19، أصبحنا أكثر اقتناعا بضرورة التآزر الإنساني، والتعاون بين الأفراد والجماعات، على تباين معتقداتهم وألوانهم ولغاتهم وثقافاتهم، وأكثر فهما وإدراكا لحكمة الله عز وجل في وحدة الأصل البشري مع تباين المشارب، مشيدا بالجهود الكبيرة التي بذلها قادة الأديان خلال الجائحة، وبالمؤتمر وما سيقدمه من رؤى جديدة ترسم خريطة طريق لتدارك تداعياتها.
جاء ذلك خلال كلمته، التي ألقاها في افتتاح الدورة السابعة لمؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية، الذي انطلقت أعماله اليوم الأربعاء (14 سبتمبر 2022) في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، برئاسة رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، وحضور البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقيادات دينية عالمية رفيعة المستوى، بهدف دعم التنمية الروحية والاجتماعية في فترة ما بعد كوفيد 19، انطلاقا من دور الأديان في تعزيز قيم التسامح والتعايش.
وأوضح المدير العام للإيسيسكو أن قادة الأديان بذلوا جهودا كبيرة خلال جائحة كوفيد 19، التي أصابت وحصدت أرواح الملايين حول العالم، بمبادرات استجابت إلى تطلع البشرية صوب مآثر الروح وكنوز التعاليم الدينية السمحة، بما تشيعه من طمأنينة في الأفئدة، وأن السبيل إلى التصدي لكل التحديات في عالم ما بعد الوباء هو التحلي بالحكمة والتسامح، والهدوء والاعتدال وتقبل الاختلاف.
وقال مدير عام المنظمة الدولية إن اللحظات التاريخية في عمر الأجيال نادرة، لذلك يجب اغتنام تلكم اللحظات، والاستفادة مما توافر لنا عبر التجارب والشواهد والمقاربات بعد سنتين من السهر والمعاناة خلال الجائحة، وألا نضع أقدامنا على أعتاب تاريخية إلا ونحن نتحلى بالشجاعة والمصداقية لنجيب عن أسئلة تستثير فينا مكامن التحدي ، ونقوم ببناء منظومات تعليمية أكثر صمودا على مواجهة الأزمات، ونعي حتمية صون منظومة الأسرة، التي ستبقى النواة الصالحة لنماء شجرة الحياة وسمو الأمم وتحضرها، ونعمل على بناء قدرات الشباب لمواكبة علوم الغد وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي واللغات الحية.
وأشار المدير العام للإيسيسكو إلى أن المنظمة أطلقت مبادرات عديدة واعدة أبرزها المنتدى الافتراضي الدولي حول دور القيادات الدينية في مواجهة الأزمات، الذي خلص إلى اعتماد وثيقة عالمية للتضامن الأخلاقي في أوقات الأزمات.
واختتم كلمته بالتنويه بما تبذله جمهورية كازاخستان من مجهودات لترسيخ قيم التعايش وإدارة التنوع الثقافي، وتجسيد الوعي الحضاري.
وعقب كلمة المدير العام للإيسيسكو أشاد مولين أشيمبابيف، رئيس مجلس الشيوخ في كازاخستان مدير الجلسة، بالأدوار التي تقوم بها منظمة الإيسيسكو وتطور رؤيتها الجديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة