مجددا ، ظهر ملف النفوذ الروسي داخل أروقة الولايات المتحدة الأمريكية ، فبعد سلسلة الاتهامات التي شنها الحزب الديمقراطي الذي ينتمي اليه الرئيس جو بايدن وادعائه تدخل موسكو لدعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في انتخابات 2016 أمام مرشحة الحزب آنذاك هيلاري كلينتون ، كشف تقرير مجمع لوكالات استخباراتية أمريكية أن روسيا قدمت ما يزيد علي 300 مليون دولار تمويلات لأحزاب وكيانات سياسية في 20 دولة حول العالم بهدف خدمة مصالحها الخاصة.
وفي تقرير نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية ، كشف مسئول أمريكي ملامح التقرير ، قائلاً أن الكرملين قدم أكثر من 300 مليون دولار لتلك الأحزاب والكيانات والساسة الأجانب منذ 2014 وحتي الآن، مشيراً إلى أن مواجهة تلك التمويلات السرية لن تتم دون فضح الممارسات الروسية علي حد قوله.
وأضاف المسئول الذي لم تنشر الشبكة اسمه : "كشفت لجان الاستخبارات في مراجعتها أن روسيا حولت سرًا أكثر من 300 مليون دولار ، وخططت سرا لتحويل مئات الملايين على الأقل إلى الأحزاب السياسية الأجنبية والمسؤولين والسياسيين في أكثر من عشرين دولة وعبر أربع قارات في هذه الفترة وروسيا على الأرجح قد حولت أموالا إضافية سرا في الحالات التي لم يتم الكشف عنها".
وتابع أن الدافع وراء روسيا هو محاولة الاستفادة من أحزاب سياسية معينة وتقويض الديمقراطية في كل هذه البلدان".
وبحسب سي إن إن شاركت الولايات المتحدة النتائج والخطوات التي يمكن اتخاذها لمواجهة هذا التهديد مع الدول المدعوة إلى قمة الديمقراطية التي ستنعقد في ديسمبر كما تقوم الولايات المتحدة بإطلاع الدول التي تأثرت بهدوء.
وقال المسؤول: "تقوم أجهزة الاستخبارات الأمريكية بإطلاع دول مختارة بشكل خاص على التمويل الروسي السري الذي يستهدف بيئاتها السياسية المحددة.. إننا نحافظ على سرية هذه الإحاطات بالنظر إلى حساسية البيانات ، ولتمكين هذه الدول من تعزيز نزاهتها الانتخابية بشكل خاص".
وقال المسؤول إن النفوذ السياسي الروسي السري هو "ظاهرة عالمية تتطلب عملا منسقا".
وذكرت شبكة CNN في وقت سابق أن المسؤولين الأمريكيين يستعدون لمزيج من التدخل الأجنبي وحملات التضليل المحلية حول عملية التصويت مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي.
وأرسل وزير الخارجية أنتوني بلينكن برقية إلى السفارات في جميع أنحاء العالم توضح بالتفصيل نتائج هذه المراجعة من قبل مجتمع الاستخبارات، وقالت برقية بلينكن إن مراجعة مجتمع المخابرات الأمريكية تضمنت تدخلًا روسيًا في أكثر من عشرين دولة.
وفي يوليو ، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عقوبات تستهدف روسيا بسبب ما اطلقت عليه "نفوذها الخبيث" العالمي وعمليات التدخل في الانتخابات ". وجاء هذا الإعلان بعد يوم من إعلان برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات عن البرنامج الروسي المعروف باسم وكالة أبحاث الإنترنت ، ومديره يفجيني بريجوزين - وهو حليف رئيسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين - وربط الكيانات والشركاء الروس لمشاركتهم في التدخل في الانتخابات الأمريكية.
وبحسب تقرير سي ان ان ، كان للـ "IRA" وهي الجماعات المعروفة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة عام 2016 ميزانية شهرية قدرها 1.25 مليون دولار في ذروة تلك الانتخابات ، وفقًا للائحة الاتهام الصادرة عن وزارة العدل في 2018 ضد الجماعة وموظفيها.
وخلال ذلك ، كشف موقع فيس بوك في عام 2017 أن المتصيدين الروس اشتروا أكثر من 100 الف دولار من الإعلانات على منصتهم خلال انتخابات عام 2016.
وركز مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية على نقاط الضعف في الولايات المتحدة ، قائلاً إن "النفوذ السياسي الروسي السري يشكل تحديًا كبيرًا للولايات المتحدة".
ووفقا للتقرير، تعتقد إدارة بايدن أنه من المهم الاعتراف بأن التدخل الروسي ليس فقط تحديًا واضحًا للولايات المتحدة، وقال: "الغرض من حملة الكشف هذه هو النظر إلى ما وراء الولايات المتحدة دون إنكار أن هذا مصدر قلق لدينا ونقطة ضعف لدينا هنا. لكننا أردنا استخدام حملة الكشف لوضع سياقنا في الإطار الأوسع لتحدي نفوذ سياسي روسي سري ، وهو عالمي بطبيعته كما يوضحه تحليل اللجنة الدولية ".
وقال مسؤول الإدارة عن العمليات السياسية السرية لروسيا: "نحن واضحون أنها مستمرة ومنتشرة وعالمية".
من جانبه أرسل وزير الخارجية أنتوني بلينكين برقية إلى السفارات في جميع أنحاء العالم توضح بالتفصيل نتائج هذه المراجعة من قبل مجتمع الاستخبارات، وقالت برقية بلينكين إن مراجعة مجتمع المخابرات الأمريكية تضمنت تدخلًا روسيًا في أكثر من عشرين دولة.
وجاء فيها: "بالنسبة لروسيا ، فإن فوائد التمويل السياسي السري ذات شقين: لتنمية التأثير على الأفراد والأحزاب ، وزيادة احتمالية أداء هذه الأحزاب بشكل جيد في الانتخابات. العلاقات الخفية بين هذه الأحزاب والجهات المستفيدة من الروس تقوض نزاهة ، وإيمان الجمهور بالمؤسسات الديمقراطية ".
شرح بلينكين بالتفصيل أساليب التدخل الروسي ، بما في ذلك الهدايا الفخمة ، والنقود أو العملات المشفرة ، وحركة الأموال من خلال الشركات الوهمية ومراكز الفكر ، واستخدام حسابات وموارد السفارة الروسية.
