صدر مؤخرا عن "الهيئة العامة لقصور الثقافة" ديوان "لا أحد ينتظرك غير الأشجار" للشاعر المصري جورج ضرغام، وهو الديوان الثالث في مسيرته الشعرية بعد ديوانيه :"هيستريا شتاء قاهري" عام 2012، و"شبيه المسيح يشعل حربا باردة" والذي صدر في العام الماضي.
الديوان يضم 17 قصيدة يمزج فيهم "ضرغام" ما بين الواقعية والرومانتيكية والسريالية، والتناص مع التراث المسيحي (اللاهوتي والكتابي) كعادته الشعرية، وقد كتبها المؤلف في الفترة ما بين عامي (2008- 2020)، وجاءت كالتالي: "مطر يغسل الذكريات، مراثي شجرة الكورنيش، نيوز بار، إلى أبي، إلى رومينا فرنجية، إلى حلمي سالم، إلى رومينا مرة أخرى، إلى شوبنهاور، إلى دون كاميلو، سلمتكم أشجار أورشيلم القديمة، القبطي الأخير يصلب نفسه فينزف قهوة، آخر نساء الأيقونة، عن مدينة حررها الشعراء، عندما حلمتْ بكِ الشياطين، المذكرات المفقودة لـ أنطون مارون الحلبي، سان جورج الثاني، كي لا تصير الرومانتيكية بلهاء".
ومن أجواء الديوان، يقول "ضرغام" في قصيدته "سان جورج الثاني":
معنى اسمي "فلاح".. وأحبُّه بالإنجليزية
حبيبتي تعمل مترجمة
لصحف النحل
ومجاز العصير
تنام في عيون معجزة
نجمة من سكر.. أسنان دهشة السماء!
أنا فلاح، وقديس.. وشاعر ميت. لحيتي قصيرة،
وأكره الشوارب..
أفسرهم بطريقة عدمية:
اللحية هواجس غراب.. وللمقابر أجنحة من شوارب الموتى،
تطير إلى الذاكرة، وتسقي الحزن قهوة برائحة مجروحة!
ورائحة القهوة متعبة..
ورائحة البحر متعبة..
ورائحتي ستصل حافية…!
سأموت بنصف خطيئة، ونكهة غارقة
سأموت..
فلا تكذبوا الرؤى بين تجاعيد دمي، ولاهوت العصافير:
العصافير ساعات يد للموتى
العصافير مسامير مُعلّقة لصور غير مرئية
العصافير عرق وجهي.. حين قتلتُ المناديل بدمعةٍ طائشة.
ديوان جورج ضرغام