من المكسيك إلى البرازيل.. التضخم يضرب دول أمريكا اللاتينية ويهدد باضطرابات سياسية جديدة.. توقعات بوصوله لـ 95% فى الأرجنتين.. وأزمة زيت وقهوة في كولومبيا.. وارتفاع الأسعار يهيمن على الانتخابات البرازيلية

السبت، 17 سبتمبر 2022 06:00 ص
من المكسيك إلى البرازيل.. التضخم يضرب دول أمريكا اللاتينية ويهدد باضطرابات سياسية جديدة.. توقعات بوصوله لـ 95% فى الأرجنتين.. وأزمة زيت وقهوة في كولومبيا.. وارتفاع الأسعار يهيمن على الانتخابات البرازيلية التضخم فى أمريكا اللاتينية
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتعرض الحكومات في أمريكا اللاتينية لضغوط كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والوقود في القارة، وذلك بسبب الحرب في أوكرانيا التي أدت إلى تضخم مرتفع باستمرار مع توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في أكثر المناطق تفاوتا في العالم، مما يؤدى إلى اضطرابات سياسية يمكن أن تكون نذير شؤم للقارة اللاتينية، بينما يتدافع صانعوا السياسات في جميع أنحاء العالم لتلبية مطالب زيادة الانفاق الاجتماعى.

 

وعبر أمريكا اللاتينية ، بدأت الطبقة الوسطى المزدهرة تشهد تآكلًا لتوقعاتها، بالنسبة للفئات الأكثر فقراً في المجتمع ، ستكون الموجة الأخيرة من الزيادات في أسعار المستهلكين أعلى بمقدار نقطة مئوية واحدة من تلك الخاصة بالأغنى، وفقًا لتقديرات اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (ECLAC)، حيث أن ثلث سكان المنطقة على وشك الوقوع في براثن الفقر، وهم الذين يعيشون على 1.90 دولار في اليوم.

في بنما ، تمكن المتظاهرون الذين أغلقوا الطرق السريعة والموانئ من تجميد أسعار 72 سلعة أساسية في يوليو، والإضرابات في بيرو في نفس الشهر فرضت الوعد بتقديم المزيد من مساعدات الدولة للفقراء، وفى الاكوادور تجري الحكومة محادثات مع منظمات السكان الأصليين بعد اندلاع أعمال شغب بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة. هناك مقولة شائعة مفادها أن الأغنياء فقط هم من يستطيعون الآن تحمل تكاليف الطعام الأساسي.

وأشارت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إن ارتفاع أسعار الفائدة بمقدار 250 نقطة أساس أو أكثر من قبل سبع دول على الأقل في المنطقة هذا العام لم يحدث فرقًا كبيرًا بعد ، مما دفع الحكومات إلى تنفيذ التخفيضات الضريبية والبرامج الاجتماعية على حساب المالية العامة الهشة.

ومع ذلك ، فإن محاولة حل المشكلة بالمال قد تأتي بنتائج عكسية من خلال التأثير على العملات ورفع أسعار المواد الغذائية بشكل أكبر ، وفقًا لأدريانا دوبيتا ، الخبيرة الاقتصادية في أمريكا اللاتينية في بلومبرج إيكونوميكس، مضيفة أن  "زعماء أمريكا اللاتينية يكافحون لتهدئة قلق السكان بشأن الأسعار بالأدوات المتاحة".

واختار الناخبون في بيرو وتشيلي وكولومبيا إجراء تغيير جذري في الأشهر الـ 18 الماضية ، حيث أشعل وباء كورونا  الغضب من عدم المساواة طويلة الأمد. أدى التضخم المتفشي وسط اضطرابات سلسلة التوريد وحرب روسيا وأوكرانيا  إلى تفاقم هذه الشكاوى.

وقال الخبير الاقتصادى إرنستو ريفيلّا ، "إن موجة التضخم هذه أكثر ضررا على مستويات الفقر وتوزيع الدخل". "من الواضح أن هناك الآن فرصة أكبر لأعمال الشغب".

وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار أيضا أصبح يهيمن على الانتخابات في البرازيل حيث يتصدر لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ، الرئيس اليساري السابق ، استطلاعات الرأي حول الانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر المقبل بسبب الازمة الاقتصادية حيث أنه ملقب برئيس الفقراء ، وقام فى عهده باتقاذ البرازيل من ازمة اقتصادية كبيرة.

اما في كولومبيا ، فإنها تواجه ازمة في المواد الغذائية وتكلفة المعيشة ، خاصة في زيت الطهى والطماطم والموز والأرز ، وحتى القهوة التي أصبحت تباع في أكياس بسعة 50 جراما ، والزيت في عبوات سعة 220 مليمترا للزبائن التي لا تستطيع شراء المزيد بسبب ارتفاع الأسعار.

وقالت أنجي موزو ، 23 سنة ، وهي مشتر في السوق: "عليك أن تكون مليونيرا لكي تأكل البيض هذه الأيام".

اما في الارجنتين، فقال المعهد الوطنى للإحصاء والتعداد (Indec) فى الأرجنتين أن مؤشر أسعار المستهلك (CPI) فى الأرجنتين ارتفع بنسبة 7% فى أغسطس، وهو رقم أعلى من المتوقع من قبل المحللين مما يضيف صعوبات إلى حكومة يسار الوسط، وارتفع التضخم فى البلاد بنسبة 79%.

وأشارت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إلى أن المحللين قدروا ارتفاعًا بنسبة 6.6% للشهر الثامن من عام 2022، فى خضم أزمة مالية أدت إلى ارتفاع توقعات الخبراء بشأن التضخم إلى 95% لهذا العام.

وأوضح المعهد الوطنى الأرجنتينى أنه فى الأشهر الثمانية من العام كانت الزيادة 56.4% بينما فى الأشهر الـ12 الماضية حتى أغسطس كانت الزيادة 79%.

 

أصبح التضخم السريع هو الشغل الشاغل للأرجنتينيين، الذين يرون قوتهم الشرائية تتلاشى يومًا بعد يوم، ولجأ وزير الاقتصاد سيرجيو ماسا إلى إجراءات تقليدية مثل خفض الإنفاق ورفع أسعار الفائدة بعد توليه منصبه فى أغسطس، على الرغم من ترحيب الأسواق بمبادراته، فإن التخفيض المرغوب فى التضخم سيستغرق وقتًا للوصول.

وأشارت الصحيفة إلى أن المشاكل الداخلية تعمقت بسبب الازمات الخارجية التى تتمثل فى حرب أوكرانيا وروسيا، التى أدت إلى تسارع التضخم الذى لم تشهده منذ أزمة 2001-2002، التى تركت أكثر من نصف السكان فى فقر، فى يوليو وصلت إلى 7.4%، وهو أعلى رقم فى العقدين الماضيين، ويقدر معظم المستشارين أنه فى أغسطس كان حوالى 6.5%.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة