لم يمنعها بعد المسافة بين بيت الأسرة وبين الجامعة من تحقيق حلمها في أن تصبح أبرز مذيعات ماسبيرو، بدايتها لم تكن في مجال الإعلام ولكن من خلال مسئوليتها عن الوفود الفرانكوفونية بمهرجان القاهرة السنيمائى الدولى، ولكن إعجاب الإعلامية ميرفت فراج بها وتشجيعها على الانضمام إلى ماسبيرو كان بداية لقصة نجاح في التليفزيون المصرى، إنها الإعلامية دينا فكرى.
خلال حوارنا مع الإعلامية دينا فكرى، تحدثت عن بدايتها في كلية الإعلام جامعة القاهرة، ومن شجعها على الالتحاق بالتليفزيون المصرى، وأبرز من دعمها خلال مشوارها الإعلامى، وأبرز البرامج التي قدمتها في التليفزيون وكذلك انضمامها لكتيبة مذيعى برنامج صباح الخير يا مصر، وأصعب المواقف التي تعرضه لها خلال عملها وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالى..
متى بدأ حلمك بالعمل في مجال الإعلام؟
بدأت وأنا في الصف الأول الإعدادى، فأنا ابنة محافظة بورسعيد الباسلة و كنت الفتاة المغتربة التي تسافر بمفردها كى تلتحق بالجامعة في القاهرة، ومنذ صغرى وأنا كنت أحمل الميكروفون وأذهب به مع والدى ووالدتى وهما يذهبان للعمل، كما أن والدتى كانت دائما تسمع برنامج "على الناصية" للإعلامية الراحلة آمال فهمى، كل يوم جمعة وكنت أحب هذا البرنامج للغاية، وأحرص على الاستماع له، وكنت أيضا أحب الاستماع لنشرات الأخبار في الماضى، خاصة الإعلامية زينب سويدان ومحمود سلطان واحمد سمير وغيرهم من المذيعين والمذيعات الكبار، وكنت أضع ورقة أمامى كى اقرأ النشرة، وخلال مرحلة الثانوية العامة كنت الأولى على مدرستى فكانت الرغبة الاولى في التنسيق هي كلية الإعلام جامعة القاهرة وبالفعل التحقت بها .
الإعلامية دينا فكرى
وماذا حدث بعد التحاقك بكلية الإعلام؟
خلال فترة دراستى 4 سنوات حرصت على التطوير من قدراتى من خلال الالتحاق بالعديد من الدورات التدريبية، واستطعت ان احقق اولى خطوات حلمي عند نجاحي في اجتياز اختبار دخول قسم الاذاعة والتليفزيون و بعد الـ 4 سنوات دراسة كنت أتمنى الانضمام لمبنى ماسبيرو ولكن لم يكن لدى واسطة لدخول المبنى ، فعملت مع الفنان حسين فهمى في مهرجان القاهرة السينمائى الدولى كمسئول عن الوفود الفرانكوفونية الذين يتحدثون اللغة الفرنسية، وكان هذا مفتاح بداية عملى في التليفزيون المصرى.
كيف ذلك؟
خلال المهرجان التقيت بالإعلامية القديرة ميرفت فراج والتي كانت تقدم رسائل المهرجان فى حفلات الافتتاح والختام للمهرجان في دار الأوبرا، فقابلتنى وعرضت على أن أعمل معها حيث قالت لى "تحضرين غدا لمبنى ماسبيرو وأنا سأستخرج لك تصريح لتعملين معنا مذيعة "، وحينها كانت قنوات النيل المتخصصة تحتاج مذيعين، وكانت الأستاذة ميرفت فراج تتولى رئاسة قناة التعليم العالى.
المذيعة الكبيرة دينا فكرى
وكيف جاء عملك في قناة التعليم العالى بالتليفزيون المصرى؟
بالفعل حضرت وقابلت الأستاذة ميرفت فراج، وعملت بقناة التعليم العالى، وكانت أول حلقة في المركز الثقافي الفرنسية وكانت حلقة باللغة الفرنسية، وظللت بالقناة لفترة حتى تم الإعلان عن اختبار لتثبيت المذيعين لاحتياج التليفزيون المصرى لمذيعين فتقدمت، حيث قدمت في اختبار المذيعين بقناة التعليم العالى وكذلك في اختبار المذيعين بقناة النيل للأخبار والذى ضم كل من الأستاذتين سميحة دحروج ونجوى أبو النجا، ونجحت في الاختبارين .
من أبرز الداعمين لك خلال بداية مشوارك الإعلامى؟
الأستاذة سميحة دحروج والأستاذة ميرفت فراج كان لهما الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى، فالإعلامية ميرفت فراج شجعتنى وساعدتنى كثيرا خاصة في عمل تمهيدى الماجستير، وعندما تقدمت للعمل بقناة النيل للأخبار، وقفت الأستاذة سميحة دحروج جانبي من خلال تأهيلي بالدورات التدريبية وقدمت لى دعم نفسي واجتماعى وشجعتنى كثيرا ولم تبخل عنى بأى شيء وكان لها فضل كبير في أن أكون مذيعة أخبار وتجعل منى شخصية مذيعة أخبار مميزة، بينما الأستاذة ميرفت فراج كان لها فضل كبير في دخولى لمبنى ماسبيرو واذكر جيدا انها كانت سعيدة بدخولي مجال الاخبار وكانت تشجعني رغم تركي لقناة التعليم العالي التي تتولى رئاستها
المذيعة دينا فكرى
من تولى تدريبك في التليفزيون المصرى؟
الأستاذة سميحة دحروج جعلتنا نتدرب على أيدى أساتذة عمالقة مثل سامح رجائى والدكتور عبد الله الخولى و الاستاذصالح مهران و دكتور عبد الوهاب قتاية والأستاذ محمود سلطان فكان لهم الفضل في إتقانى التام للغة العربية خاصة اننى تعلمت منذ صغرى في مدارس فرنسية، ومن هنا بدأت مرحلة مذاكرة اللغة العربية والالقاء في نشرات الأخبار بالإضافة إلي العديد من المنح التدريبية التي حصلت عليها من مؤسسات عالمية مثل BBc و Dw والخبراء الهنود الذي تدربت على أيديهم في كيفية تعامل المذيع مع virtual studio الاستديو التخيلي
وكيف كانت بدايتك في قناة النيل للأخبار؟
عملت لفترة مراسل فى القناة، وكانت الأستاذة سميحة دحروج حريصة على ذلك كى نفهم طبيعة العمل ولا نكون مذيعين إلا بعد النزول للشارع، وبعد ذلك عملت مذيعة رياضة واقتصاد، وخلال عملى كمراسل رشحتني الأستاذة سميحة دحروج أن أكون مراسل رئاسة الجمهورية ، وتم عمل تصريح رئاسي، وبالفعل عملت لفترة طويلة كرئاسة جمهورية، وظللت اقدم نشرات الأخبار واقدم البرامج الحوارية في قناة النيل للأخبار حتى قامت الثورة وكان هناك مذيع زميل لنا لديه مشكلة على الهواء في برنامج مؤشر النيل لأن والده في المستشفى وطلب منى تقديم الحلقة بدلا منه وبالفعل قدمت الحلقة بدلا منه وكانت بداية لمرحلة أخرى في حياتي المهنية.
دينا فكرى مذيعة ماسبيرو
وكيف جاء انضمامك لبرنامج صباح الخير يا مصر؟
خلال تقديمى حلقة برنامج مؤشر النيل، فوجئت بعد الحلقة أن وزير الإعلام حينها كان يشاهد الحلقة وأدائى لفت انتباهه فتم ضمى لبرنامج صباح الخير يا مصر عام 2012 وانضممت حينها لقطاع الأخبار بشكل ثابت ونقلت للقطاع وكان الفضل بعد الله عز وجل في دعمى وتشجيعى وأن أظهر بكل الحرفية والمهنية يعود للأستاذة صفاء حجازى رحمها الله والأستاذ إبراهيم الصياد، وبدأت أعمل مذيعة ببرنامج صباح الخير يا مصر وكانت لمديرة المذيعين حينها الإعلامية هالة أبو علم دورا كبيرا في تشجيعى، حيث كانت تحتوينا وتنصحنا، وبعد ذلك قدمت نشرة التاسعة وأصبحت أقدم كل الخدمات والنشرات الإخبارية بجانب برنامج صباح الخير يا مصر .
تعرضت لمواقف صعبة كثيرة خلال فترة حكم الإخوان.. احكى لنا عن أبرزها؟
بالفعل .. عشنا فترة صعبة أيام حكم الإخوان ولكن كانت الأستاذتين صفاء حجازى وحنان منصور يدعمانا كثيرا، وكانت هناك واقعة في فترة حكم الإخوان، ففي إحدى نشرات الأخبار واتذكرها جيدا نشرة الظهيرة بالتليفزيون المصرى تحدث معنا متحدث حزب الإخوان، ثم فوجئت عندما أقول له حدثنا عن خطة الحزب فوجدت إنه يقول لا يشرفنى أن أتحدث معكم فردت عليه بقوة وحسم وقلت له لا يصح لك أن تهين تليفزيون الدولة، وبالفعل رأينا أيام صعبة للغاية، ولم أكن أسكت لتجاوزات الجماعة سواء في قناة صوت الشعب أو في برنامج صباح الخير يا مصر، ففي قناة صوت الشعب هاجمت حكومة هشام قنديل.
ما هي أبرز البرامج الأخرى التي قدمتيها في التليفزيون المصرى؟
قدمت برنامج أنباء وأراء الذى كان يقدمه في السابق عمالقة التليفزيون مثل الإعلامية الكبيرة ميرفت رجب فكنت خليفة لهذه الإعلامية الكبيرة وقدمته مع الإعلامى عمرو توفيق، ثم استمريت في تقديم النشرات بما فيها نشرة التاسعة مساء، بجانب برنامج صباح الخير يا مصر وتقديم البرامج الحوارية وشاركت في تغطيات الهواء، ولم أعرف قيمة ما كانت تقوله الأستاذة سميحة دحروج حول أهمية نزولنا للشارع والعمل كمراسلة إلا عندما كنت أغطى فقرات مفتوحة على الهواء والتغطيات للأحداث الهامة، والله سبحانه وتعالى وفقنى وحصلت على الماجستير وأنا أعمل في قناة النيل للأخبار قم حصلت على الدكتوراه وأنا في قطاع الأخبار، وبعدها التحقت بتطوير القناة الأولى مذ عامين وكان لقطاع الاخبار الفضل في ترشيحي كمراسل للقوات المسلحة وكانت تجربة ثرية جدا أثرت كثيرا في شخصيتي المهنية .
هل كان عملك في البرامج الإخبارية برغبة منك أم بترشيح من قيادات التليفزيون؟
كانت بترشيح من قيادات التليفزيون لأنهم لمسوا منى أننى متميزة في إجراء الحوارات، فخلال أول حلقة قدمتها ببرنامج أنباء وأراء قالت لى الإعلامية الراحلة صفاء حجازى "أدائك محترم" وكانت تضعنى في البرامج الحوارية الثقيلة، بجانب تغطيات الهواء للأحداث الهامة ثقيلة، ففي إحدى التغطيات غطيت الذكرى السنوية لثورة 25 يناير وبدأت تغطية من الساعة الواحدة ظهرا حتى 10 مساء بمفردى دون توقف، وشجعتنى على ذلك الأستاذة صفاء حجازى رحمها الله ، وعندما انتهيت من التغطية وجدتها تحضنى، فهى لها فضل كبير في دعمى.
ما هي أصعب المواقف التي تعرض لها خلال عملك الإعلامى؟
هناك مواقف صعبة كثيرة تعرضت لها، منها ولم أكن أتخيل أن اتعرض له كان خلال حكم الإخوان حيث كنت أقدم النشرة على رأس كل ساعة وكانت الأجهزة بها عطل ومشكلات هندسية وفوجئت وأنا على الهواء ان المخرج يقول لى لا يوجد ورق طباعة كى نطبع الأخبار وعليك القراءة من الأوتوكيو، ثم قال لى إن السيستم حدث له عطلا وعليك أن تقرأين الأخبار بأى طريقة وحينها كنت قد حفظت الأخبار بحكم أننى أقدم النشرة على رأس كل ساعة، ولم أشعر المشاهد أن هناك مشكلة.
ما هي أبرز النصائح التي تلقتيها وحرصت على تطبيقها خلال عملك؟
أبرز نصيحة هي ضرورة أن يكون لدى خلفية ثقافية وسياسية كبيرة عن كل شيء ولا أعتمد على الأسئلة المكتوبة، فوالدى كان يأتى لى بمجلة السياسة الدولية منذ أن كنت في الصف الثالث الإعدادى حتى أن انتهيت من الدراسة في الجامعة، وهذا كون لى خلفيات كثيرة عن الكثير من الأحداث، فلابد للمذيع أن يكون لديه خلفية عن ما يعرضه ويقوله، بل ويصحح اي اخطاء على الهواء قد تحدث بدون قصد من الضيوف ، فمذيع الأخبار ليس بغبغاء بل يأخذ الإسكريبت ويبنى عليه، ونفس الحال في برامج الهواء فمن المواقف والطرائف التي تعرضت لها خلال تقديم برنامج أنباء وأراء أن بعض الضيوف كانوا يعتذرون فاضطر لتقديم الحلقة بمفردى، كما أن هناك حلقات في برنامج صباح الخير يا مصر تم تغيير موضوع البرنامج فجر نفس اليوم وبالتالي كان لابد أن يكون لدي خلفية عن الأحداث التي ساتناولها فمذيع الاخبار لا يعتمد على الورق المقدم له فقط، كذلك لابد أن يكون هناك هدوء نفسي وثقة بالغة لان الأحداث والمشاهد والمقاطع التي نغطيها قد تكون صعبة وبها مشاهد مؤثرة ولابد أن يكون لدى المذيع سرعة بديهية في التعامل مع المواقف الطارئة ولا أنسى الخبير روب باتلر الذي علمنا الكثير في مؤسسة Bbc البريطانية