إن مصر عامرة، وتاريخها الاجتماعى قديم وممتد، وكل الأزمنة مرت عليها ولم تغير شيئا من روحها المحبة للحياة، والشغوفة بالبساطة، ولعل عملية "الخبز" فى قرى مصر الممتدة شمالا وجنوبا كاشفة عن الروح المصرية الأصيلة.
رغم تسارع الأحداث، لا تزال عملية (الخبيز) تمثل فرحا ومهرجانا يشارك فيه الجميع ويرتبط بالبهجة، فخبز جديد معناه حياة جديدة، فلا شيء مثل "العيش" كما يطلق المصريون على الخبز.
ومنذ أيام الفراعنة يقدس المصريون الخبز ويرون أنه النعمة الأعظم فى حياتهم، يقسمون به فيقولون "والعيش والملح" كما أنهم يتباركون به فيرفعون الرغيف أمام وجوهم ويقسمون" وحياة النعمة" فنصدقهم.
إن عملية الخبيز هى نهاية العمل، فكى نصل إلى هذه اللحظة علينا تذكر أن البداية كانت من العمل فى الحقل من غرس البذور وانتظار النبات ثم متابعته بالسقاية والعناية حى يستوى ويؤتى أكله، فيحصد وتطحن حبوبه فتصير دقيقا ثم يعجن فيصير خبيزا ثم يستوى فيصير خبزا طازجا، يمنحنا القوة على مواجهة الأيام، ويربط بيننا عودا لا تنقطع.
يصبح البيت كله على أهبة الاستعداد فى يوم الخبيز، يبدأ العمل منذ الليلة الماضية، عندما تصنع الخميرة، وفى الصباح يبدأ الخبيز وصنع الأرغفة، ثم تجلس الأم مثل أميرة أمام الفرن تلمس بيدها الطاهرة الأرغفة، قبل أن تعرضها للنار، ومن التراث المصرى أن تكون الأم التى تخبز "العيش" طاهرة الجسد وقد تكون على وضوء.
دقائق قليلة ويخرج الخبز الساخن بعد استوائه يبحث عن فم "الأكيلة" كما يقولون، وعندما تجتمع الأسرة حول الخبز فإنها تكون فى لحظة من رضا الله سبحانه وتعالى عليهم.
ابتسامة وخبيز
أسرة مصرية
الخبيز مشاركة
الرغيف
الطعام فى الحقل متعة
العيش والعمل
أمام الفرن
بهجة الخبيز
تسلم على الخبز
تقسيم العجين
حضور الأطفال طقس احتفالى
سيدة مصرية أمام الفرن
ضحك وخبز وعمل
فرن بلدي وعيش بلدي
وضع الرغيف فى الفرن