بين عشية وضحاها تزايدت معاناة أوروبا، جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة، والتى تسببت فى تداعيات عنيفة ،ليس فقط على الاقتصاد الاوربى، بل على الاقتصاد العالمى أيضا.
ومع زيادة التداعيات انتقلت الضغوطات من الشركات والمصانع إلى المواطن الأوروبى نفسه، من خلال العجز فى المنتجات المختلفة ، والارتفاع الكبير فى المحروقات، وفى قطع الغيار، وأيضا المواد الغذائية، في كل الدول تقريبا، وسط توقعات بزيادة تلك المعاناة خلال الشتاء المقبل ، نتيجة تقلص امدادات الغاز الروسى.
وسط هذا الخضم من الأزمات، اختلف الساسة حول وسائل تجاوز الأزمات أو التخفيف منها عن طريق العودة لاستخدام الوقود الأحفوري والفحم والطاقة النووية، مما يمثل ردة على العمل المناخى ،والسعى للتحول الكامل للطاقة النظيفة ، والاتجاه الثانى الرافض ،لذلك يرى أن يتم الحفاظ على البيئة النظيفة فى أوروبا، والبحث عن بديل يتمثل فى نقل بعض الصناعات للخارج ، والتوسع الاستثماري فى صناعات أخرى تحديدا فى افريقيا .
وهنا لابد من اغتنام الفرص، وعرض مزايا استثمارية مغرية على اوروبا ، سواء من خلال الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة برئاسة المستشار محمد عبد الوهاب، والذى تم التجديد له اليوم، لمدة عام وللمرة الرابعة على التوالى ،بقرار الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ، أو من خلال قنوات أخرى تتمثل فى كبار المستثمرين "أصحاب المصالح الأوروبية" عبر الاتصال المباشر بكبريات الشركات الاوروبية .
وفى واقع الأمر فإن الهيئة العامة للاستثمار لديها من الآليات المتنوعة ؛لجذب الاستثمار الأجنبى المباشر ، بما يرضى طموحات مصر ؛وبما يتوافق مع حجم ما تم إنفاقه على البنية فى مصر، إذ أن مصر جديرة باستثمارات اوروبية لا تقل عن 20 مليار دولار ، وأوروبا بحاجة ماسة لصناعات مثل الأسمدة والكيماويات والبتروكيماويات، بخلاف المركبات ومكوناتها خاصة الإطارات .
لماذا أوروبا تحتاج لتلك الصناعات تحديدا ؟
لإنها تعانى من انخفاض امدادات الغاز من جانب ، وارتفاع أسعاره بشكل كبير جدا ،وغير مسبوق من جانب أخر ، وبالتالى الحل فى الاستثمار خارج أوروبا ، وهنا تأتى مصر من واقع امكانياتها وموقعها وبنيتها وغازها المتوفر ، وكذلك اتفاقياتها التجارية الهائلة مع كل دول العالم .
وما آليات جذب الاستثمار الأوروبي؟
اولا لابد من سرعة تحديد الصناعات المطلوبة اوروبيا والتى تحتاجها مصر .
ثانيا لابد من التواصل السريع علي مستويين الأول الحكومة ،والثانى القطاع الخاص .
ثالثا لابد من الاعلان عن المشروعات الاستثمارية الجاهزة ،وإطلاق حزمة حوافز لها .
رابعا من المهم الاسراع بالاستفادة من رجال الأعمال الفاعلين فى الغرف التجارية الاوربية ،والمجالس المشتركة ،خاصة مع المانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا وسويسرا والسويد والمجر ، وهناك بالفعل علاقات قوية .
خامسا من المهم ايضا الاسراع بعرض مشروعات ذات قيمة عالية علي الاوروبيين ؛لجذبهم بدلا من التوجه لدول أخرى فى المنطقة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة