تمر اليوم ذكرى ميلاد الأمير أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية في مصر، وذلك في 20 سبتمبر عام 835م، وهو من الشخصيات المؤثرة في تاريخ مصر الإسلامية، فقد حكمت مصر بفضله عدة شخصيات طولونية، حفر التاريخ اسمه كمؤسس لأول دولة عربية إسلامية مستقلة في مصر الإسلامية العربية، حيث أن الدولة الطولونية ظهرت في الفترة الأولى من العصر العباسي الثاني، وتعد أول تجربة حكم محلي لأسرة أو دولة مستقلة عن الدولة العباسية المركزية.
وقام أحمد بن طولون ببناء مسجده الشهير فوق ما أطلق عليه المصريين "جبل يشكر" هذا الجبل الذى اعتقد فيه المصريين لسنوات طويلة بمعجزاته، وأن من أراد أن يستجاب دعائه فليقف على جبل يشكر، لأنه هذا المكان الذى ناجى موسى ربه من فوقه، وأنه هو المكان الذى رست فيه سفينة سيدنا نوح، وهو أيضا المكان الذى نزل فيه آدم وحواء من فوق الجنة.
مسجد أحمد بن طولون تصوير بلال رمضان
وقال الأديب الكبير جمال الغيطانى إن هذا المسجد لا تقام فيه الصلاة لأن المصريين يقولون إن السيدة نفيسة دعت بعد الصلاة فيه، حيث يقال إن قادت السيدة نفيسة ثورة الناس ضد ابن طولون لمّا استغاثوا بها من ظلمه، وكتبت ورقة، فلما علمت بمرور موكبه خرجت إليه، فلما رآها نزل عن فرسه، فأعطته الرقعة التي كتبتها وفيها: «ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخوّلتم ففسقتم، ورُدَّت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفاذة غير مخطئة لا سيّما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوّعتموها، وأجساد عرّيتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم، اعملوا ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلِّمون، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون»، ويقول القرماني: فعدل من بعدها ابن طولون لوقته.
ودارت «حول المسجد» إشاعات أن مصدر المال الذى انشئ به غير معروف فجمع الناس فى خطبة جمعة وأقسم لهم أنه انشأه من كنز عثر عليه وتمر الايام يتعرض المسجد الفريد للاهمال مع انهيار الدولة الطولونية حتى تم إعادة ترميمه.
تكشف لنا سيرة ابن طولون، أنه توجه في العام الأخير من حياته إلى الشام لقتال أحد قواده الذي حاول الاستيلاء على حكم “طرطوس”، وبعدما فشل في القضاء على تمرد هذا القائد، توجه ابن طولون إلى أنطاكية، وهناك أصيب بمرض في أحشائه نتيجة إكثاره من شرب لبن، يعتقد أنه كان ملوث، ونتيجة البرودة الشديدة في تلك الفترة من العام، اشتد المرض على ابن طولون، ولم يفلح الأطباء في علاجه، فعاد إلى الفسطاط وهو في النزع الأخير، وتوفي، ودفن في سفح جبل المقطم.
وهذا هو كل المعروف عن موضع دفن ابن طولون، أنه فقط دفن في سفح جبل المقطم، ولكن لا يعرف موضع محدد لمدفنه، ولا ضريح مشهور، وهو أمر غريب، بالنظر لقوة ابن طولون وقوة دولته في ذلك الوقت، التي كانت لا تزال في أوج مجدها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة