مفتى الجمهورية: دعوات الرئيس السيسي بالاجتهاد كان لها أكبر الأثر فى تصحيح المفاهيم المغلوطة
رئيس البرلمان العربى يشيد بجهود الرئيس السيسي في مواجهة الفكر المتطرف وتحصين النشء والشباب
وزير الأوقاف الأردني: الاجتهاد ضرروة ملحة في هذا العصر لاستقامة الحياة وديمومتها
رابطة العالم الإسلامي: الدعوة للاجتهاد المؤسسي ضرورة وليست خروجا على الدين
رئيس شؤن الأوقاف بالإمارات يطالب بإنشاء موسوعة في الاجتهاد لطلاب المعرفة
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن ما نعيش اليوم هو نفير علمي في الوقوف لمشكلات العصر ووضع الحلول المناسبة لها، مشيرا إلى أن الاجتماع اليوم خدمة للدين والوطن وبحث لحلول القضايا التي نواجهها ونتشارك فيها، مؤكدا أن المساس بثوابت العقيدة لا يخدم سوى قوى التطرف والإرهاب.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثالث والثلاثين، تحت عنوان:"الاجتهاد ضرورة العصر (صوره .. ضوابطه .. رجاله .. الحاجة إليه)، الذى انطلق اليوم ويستمر لمدة يومين، بمشاركة أكثر من 200 وزير ومفتٍ وعالم ومفكر وإعلامي، من 54 دولة، ويناقشون (41) بحثًا.
وتابع جمعة: "الاجتهاد ضرورة العصر، فقد عانينا في مجتمعاتنا المسلمة وعانى العالم كله من الفتاوى الشاذة والمؤدلجة على حد سواء، كما عانينا من افتئات غير المؤهلين وغير المتخصصين وتجرئهم على الإفتاء والذهاب إلى أقصى الطرف تشددًا وتطرفًا يمينيًّا، أو انحرافًا وتطرفًا يساريًّا، فإذا أضيف إلى هؤلاء وأولئك محبو الظهور من اللاهثين خلف كل شاذ أو غريب من الآراء، تأكد لدينا أننا في حاجة إلى إرساء وترسيخ قواعد الاجتهاد وضوابطه، وبخاصة الاجتهاد الجماعي في القضايا التي لا يمكن البناء فيها على الأقوال الفردية، والتي تتطلب الفتوى فيها خبرات متعددة ومتكاملة، ولا سيما في القضايا الاقتصادية والطبية والبيطرية وشئون الهندسة الزراعية وغير ذلك من مفردات حياتنا ومستجدات عصرنا التي تحتاج إلى رأي أهل الخبرة لتبنى عليه الفتوى.
وأكد وزير الأوقاف، أن هذا الاجتهاد الجماعي سيسهم بشكل كبير وواضح وبنَّاء في القضاء على الآراء الشاذة، وعلى إزالة كثير من أسباب التطرف، والانغلاق، والجمود، والتقليد الأعمى، وسوء الفهم، والوقوف عند حرفية النصّ، والابتعاد عن فقه المقاصد والمآلات، وعدم فهم القواعد الكلية للتشريع، وإتاحة الفرصة لتصدر غير المؤهلين وغير المتخصصين لبعض جوانب المشهد الدعوي.
وأضاف أن هذا الاجتهاد الجماعي يمكن أن يؤدي إلى تحقيق جانب كبير من التقارب بين العلماء، ويزيل كثيرًا من أسباب الفُرْقَة والخلاف، مما يسهم - بلا شك - في وحدة صف الأمة، ولا سيما في مواجهة الأفكار الشاذة والمنحرفة والضالة والمتطرفة.
كما أكد وزير الأوقاف، أن الإسلام فتح باب الاجتهاد واسعًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ الله (عز وجل) يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا"، وطبعيّ أن هذا التجديد لا يكون إلا بالاجتهاد والنظر ومراعاة ظروف العصر ومستجداته.
وتابع جمعة:" أقر نبينا (صلى الله عليه وسلم) مبدأ الاجتهاد حتى في حياته (صلى الله عليه وسلم) فقد بعث (صلى الله عليه وسلم) سيدنا مُعَاذ بن جبل (رضي الله عنه) إِلَى الْيَمَنِ، وقَالَ لَهُ: (كَيْفَ تَقْضِي إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟)، قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ الله، قَالَ: (فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ في كِتَابِ الله؟)، قَالَ: أَقْضِي بِسُنَّةِ رَسُولِ الله، قَالَ: (فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ في سُنَّةِ رَسُولِ الله؟)، قَالَ: أَجْتَهِدُ رأيي ولَا آلُو".. فلم يقل سيدنا معاذ لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن لم أجد حكمًا في المسألة في كتاب الله تعالى، ولا في سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنتظر أو أتوقف حتى أرجع إليك أو سأرسل إليك رسولًا، ولم يطلب النبي (صلى الله عليه وسلم) منه ذلك، بل أطلق له حرية الاجتهاد في حياته (صلى الله عليه وسلم)، ولم يطلب منه حتى مراجعته، وعرض ما يقضي به عليه، بل ترك له مساحة واسعة للاجتهاد والنظر، قائلًا له : " الْحَمْدُ لله الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ الله لِمَا يُرْضِي رَسُولَ الله".
وشدد وزير الأوقاف، على أن الله (عز وجل) لم يخص بالعلم ولا بالفقه ولا بالاجتهاد قومًا دون قوم، ولا زمانًا دون زمان، كما نؤكد أيضًا أن الاجتهاد الذي نسعى إليه يجب أن ينضبط بميزان الشرع والعقل معا، وألا يُترك نهبًا لغير المؤهلين وغير المتخصصين أو المتطاولين الذين يريدون هدم الثوابت تحت دعوى الاجتهاد أو التجديد، فالميزان دقيق، والمرحلة في غاية الدقة والخطورة ؛ لما يكتنفها من تحديات في الداخل والخارج.
فيما ألقى الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر كلمة، نيابة عن فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مؤكدا أن قضية الاجتهاد ومعالجتها في هذه المحاور الجامعة والتي ستكون أنوارًا كاشفة لهذا التحريف الذي لحق بهذا المفهوم المفترى عليه، مؤكدًا أن الاجتهاد مكون أصيل من مكونات هويتنا وحضارتنا، وكتب أهل العلم على مختلف عصورها شاهدة بأن العلماء الأمناء راقبوا ما يدور في جنبات أزمانهم بعين البصيرة والحكمة وتفاعلوا مع هذا الحراك الحياتي الذي يمكن أن نسميه الاجتهاد الواعي، وأن المتأمل لما كتبه هؤلاء العلماء الأجلاء يقف إجلالًا وتعظيمًا لهذه العقول المبدعة التي يسرت لنا فهم الدين ووضحت لنا طرائق الاجتهاد وبذلت أعمارها في بناء الحضارة وتشكيل ملامحها.
وأكد الضويني نيابة عن شيخ الأزهر، أنه إذا كان هذا الاجتهاد الواعي فريضة حضارية فإنه كذلك ضرورة مجتمعية تشتد الحاجة إليه في وقت توصف فيه أحكام الإسلام وحضارته بالجمود والانغلاق، في وقت تتطلب فيه الحياة أحكامًا مرنة تستجيب للواقع من ناحية ولا تناقض الثابت المستقر من الأحكام من ناحية أخرى، مشيرًا إلى أن الاجتهاد الواعي ليس شعارًا أو تنظيرًا، وإنما هو ما ينقل الأمة من الكسل العقلي إلى حالة من النشاط الفكري الذي يمكن صاحبة من طرح رؤًى مبدعة تتوافق مع حاجة الإنسان المتباينة من عصر إلى عصر وتحفظ عليه إيمانه وعقيدته في مواجهة أمواج الفتن والمغريات، وأن هذا الاجتهاد الواعي دليل واضح على خصوبة الشريعة وسعة أحكامها بما يضمن الاستجابة لحاجات الناس مع المحافظة على حق الله (عز وجل)، موضحًا أن تطورات الواقع في كافة المجالات تنشئ الكثير من المستجدات ومع ذلك لا يباح لأي إنسان أن يتكلم في ما لم يحسن فهمه مدعيًا بذلك الاجتهاد، وأن العلماء القدامى مارسوا الاجتهاد بموسوعة فكرية كانت ضمانًا حقيقيًّا للتقريب إلى الصواب والعصمة من الزلل.
وأكد أن عصرنا يحتاج إلى اجتهاد جماعي متعدد الرؤى من خلال علماء المجامع الفقهية بعيدًا عن الاجتهادات الفردية، وأن الواقع يفرض التخصص والمؤسسية والجماعية في الاجتهاد، وأن غير المؤهلين يتصدرون للكلام باسم الدين فيسيئون ولا يحسنون ولا يراعون حال الأمة ولا واقع المجتمع ومتطلبات الوطن، وأن الاجتهاد ضروري في كل زمان فالنصوص متناهية والحوادث غير متناهية، وأن الاجتهاد أشد ضرورة خاصة بعد ما حمله العصر من أدوات أتاحت المعلومات وسهلت التواصل بين العلماء والخبراء، مما دفع غير المؤهلين إلى التصدر ونشر آراء تأخذ بمن يقذف بها إلى غيابات التطرف المظلم دون التفريق بين القطعي والظني، والجزئي والكلي، مما يتوجب علينا الانتشار كمًّا وكيفًا عبر الوسائل المتاحة مع ضرورة التأسيس لاجتهاد جماعي يقطع الطريق على أي انحراف فكري مع وضع نظم للاجتهاد الجماعي المعاصر، للوصول إلى الدقة في التكييف وإدراك واع للواقع لنتمكن من التأصيل الشرعي والواقعي لغلق الباب أمام من لا يحسن الاجتهاد.
وأن ديننا رفع عن العقل الحجر والوصاية وأطلقه من أسر الوهم وقيود سوء الفهم وأن إعمال العقل مطلوب شرعًا، وأن العقل لن يهتدي إلا بالشرع، والشرع لم يتبين إلا بالعقل، فالعقل كالأساس والشرع كالبناء، ولن يغني أساس ما لم يكن بناء، ولن يثبت بناء ما لم يكن أساس كما قال الإمام الغزالي (رحمه الله تعالى)، موضحًا أن العالم اليوم بحاجة ماسة لانعقاد هذا المؤتمر الذي يعالج ويتناول قضية الاجتهاد، مشيرًا إلى أن الاجتهاد في عصرنا الحالي يقتضي أن يكون اجتهادا جماعياً ومؤسسيا لتعدد التخصصات العلمية وتشابك القضايا من علوم عدة ناهيك عما تتيحه الرقمنة من إمكانيات لم تتح لفقهائنا الأوائل، وأن تحقيق نهضة الأمة لا يكون إلا بالسير في خطين متوازيين، الأول: خط ينطلق من القرآن والسنة ثم مما يتناسب وقضايا العصر من كنوز التراث مع مراعاة التعدد في الفهم والفكر والرأي مما لا يخرج من قواعد المناهج المستقرة دون احتقار التفكير والنظر وقصر الحق في مذهب واحد دون غيره إذ مثل هذا الخطاب لم يعرفه الإسلام في أي عصر من عصور الازدهار أو الضعف، والثاني: خط مواز ننفتح فيه على الآخرين بهدف إكمال عناصر التقاء يمكن توظيفها في تشكيل إطار ثقافي يضم الجميع تحت إطار صيغة وسطى تحترم الهويات وتصون المجتمعات وتؤمن الأوطان بما لا يصادر فيه تراث على حداثة ولا تجور فيه حداثة على تراث، مشيرًا إلى أننا يجب أن نعمل على زيادة الوعي بما في الواقع من تحديات وأن نعرف ما يراد بأوطاننا وأمتنا وأن نقوي ثقة الناس في مؤسساتنا، وأن نستفيد من معطيات الواقع حتى لا نتخلف عن ركبه.
فيما أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد دعانا إلى الاجتهاد، وشجَّع أصحابه الكرام على القيام به وأقرهم عليه، مضيفا أن أول من قام بواجب الاجتهاد والتوقيع عن ربِّ العالمين نيابةً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته من بعده في الاجتهاد والفتيا، هم أصحابه الكرام الذين تحقَّق فيهم ما رواه الآجري في الشريعة عن إِبراهِيم بن عبدِ الرّحمنِ العُذرِيِّ أنَّ النّبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: «يتحمَّلُ هذا العِلمَ مِن كُلِّ خلفٍ عُدُولُهُ؛ ينفُون عنهُ تحرِيفَ الغالِين، وانتِحالَ المُبطِلِين، وتأوِيلَ الجاهِلِين».
وأوضح علام، أنه مع تطور العصور والأزمان وتغيُّر الواقع، فقد أصبح العمل المؤسسي التخصصي سمة من سمات هذا العصر، وتطوَّرت صور الاجتهاد، وإن ظلَّ أصل مفهومه ثابتًا من حيث الماهيةُ؛ وهي بذل الوُسع، ومن حيث الغاية؛ وهي تحصيل الظن بالحكم الشرعي، إلى أن ظهر -أو بالأحرى فرض نفسه- مفهوم الاجتهاد الجماعي، وهو عبارة عن اتِّفاق مجموعة من العلماء ضمن إطار مؤسسي متخصص على حكم شرعي في نازلة أو في بعض المسائل الظنية بعد النظر والتأمل في البحوث المقدمة والآراء المعروضة في المؤسسة الإفتائية أو المجمع أو ما شابه ذلك من مؤسسات.
وأشار إلى أنه نظرًا لتطور علوم الواقع وتشعبها وكثرة النوازل المعاصرة، وطبقًا لقواعد العمل المؤسسي الحديث، فقد يدخل في عملية الاجتهاد الجماعي الاستعانة بتخصصات أخرى كالطب والهندسة والاقتصاد والاجتماع والسياسة، وما ذلك إلا لكي تبلغ صناعة الاجتهاد أقصى مداها الممكن في الإتقان وتحقيق الجودة لتصوير الواقعة وتكييفها تكييفًا صحيحًا مطابقًا للواقع، وهو ما يحقِّق معنى بذل الوُسع الذي هو أصل الاجتهاد، ويجعل الاجتهاد محققًا لمقاصد الشريعة الإسلامية الغراء.
وقال مفتي الجمهورية: "الاجتهاد الجماعي المؤسسي هو الاجتهاد الآمن الذي يحقق لنا مفهوم الفتوى الآمنة التي تدعم الأمن والسلامة والاستقرار للمجتمعات والشعوب، والاجتهاد الجماعي هو الضمانة الحقيقية لحماية الأمة من هجمات الفتاوى الشاذة والمتطرفة التي يطلقها بين الفينة والأخرى قوم تجرَّءُوا على الشريعة الغراء، فأفتَوا بغير علم فَضَلُّوا وأَضَلُّوا بتلك الفتاوى الشاذة التي سببت كثيرًا من الفتن والاضطرابات والقلاقل في المجتمعات العربية والإسلامية حتى تسببت في تدمير دول وتشريد شعوب".
وأكد أن الاجتهاد الجماعي المؤسسي هو الأمل في القضاء على مشروع الإرهاب الجماعي الذي تتبناه الجماعات المتطرفة التي جعلت من السيطرة على الحكم بأية وسيلة هدفًا أسمى مهما كلف ذلك من دماء وفتن وانقسامات، وقد أعاننا الله تعالى بفضل التعاون والتكاتف والتوافق على محاربة التطرف واقتلاع المشروع الإرهابي من جذوره، وتتبعه في معاقله الفكرية أصولًا وفروعًا.
وأضاف: "لقد منَّ الله تعالى علينا بفضل العمل المؤسسي الذي يفهم معنى الدولة ومعنى الوطن ومعنى العمل الجماعي، أن نحقق كثيرًا من الإنجازات الوطنية تحت قيادة الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي الذي كانت لصيحاته المدوية المطالبة بالتجديد والاجتهاد أكبر الأثر وأعظمه في انطلاق مسيرة الاجتهاد الجماعي وتجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وأصبحت الدولة المصرية راعية لأكبر مشروع معاصر لتجديد الخطاب الديني، وتخليص الأمة المصرية والإسلامية من أغلال التطرف والإرهاب التي كبَّلتها بها سنين طويلة جماعات العنف والتشدد بالمفاهيم المغلوطة حول أوهام أجادوا اختراعها وصياغتها حتى تغزوا العقول وتسيطر على الأفهام، مثل جاهلية المجتمع والحاكمية والعزلة وزعزعة الثقة بين المواطن وبين الدولة... إلى غير ذلك من المفاهيم التي عملنا على تصحيحها وبيان وجه الحق فيها بما يوافق الكتاب والسنة ومقاصد الشرع الشريف.
وأشار فضيلة المفتي في ختام كلمته إلى أن دار الإفتاء المصرية لا زالت تتبنى عددًا من المشروعات الواعدة التي تحقق المزيد في مسيرة تجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ولا زالت أواصر المحبة والتعاون واتحاد الهدف الوطني والشرعي قائمة مستمرة مثمرة بين دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف بمؤسساته ووزارة الأوقاف المصرية بمؤسساتها، تحت قيادة الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي -حفظه الله- من أجل دعم الأمن والاستقرار والمشروعات الوطنية التنموية التي سوف تجعل من مصر إن شاء الله تعالى دولة عزيزة قوية ينعم أبناؤها في الحاضر والمستقبل بالأمن والسلامة والرخاء والاستقرار.
ووجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي راعي المؤتمر واصفا إياه بالبطل المسدد، باني الجمهورية الجديدة، مؤكدا ثوابت المملكة العربية السعودية في التصدي للإرهاب والغلو والتطرف، ونشر الوسطية والاعتدال التي أمر بهما الدين الإسلامي الحنيف.
وأشار " آل الشيخ " إلى أن العالم يمر هذه الأيام بأوقات عصيبة، تضع أهل العلم والاجتهاد أمام أحمال ثقيلة ومسؤوليات جسام، تتطلب منهم بذل جهود كبيرة لربط الناس بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، على أن تكون جهود جماعية مؤسساتية تكّون نظرة شاملة وعامة، محذرا من أن الاجتهادات الفوضوية التي تسود هذا الزمان، تتطلب من أهل العلم تأهيل المجتهدين وإعدادهم، ليكونوا قادرين على دراسة الأحداث وبيان صلاحية النص الشرعي في حل قضايا المجتمعات وتوضيح أحكامه، على قاعدة وسطية الإسلام وسماحته.
وشدد آل الشيخ، على أن محاربة الإرهاب والتطرف هو واجب شرعي، اقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام، منوها بما حققته المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين حفظهما الله في هذا الإطار، عبر الجهود العظيمة التي بذلتها والتي أبهرت العالم وأبرزت من خلالها سماحة الإسلام ووسطية الأمة واعتدالها، وبعدها عن الغلو والجفاء والإفراط والتفريط.
واختتم وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، قائلا:" كل التحية للرئيس البطل عبدالفتاح السيسي الذي حمى مصر من الإرهاب والتطرف وكان هذا فضل من الله على مصر أن سخر لها الرئيس السيسي الذي ثبت دعائم الاستقرار ويعمل على بناء الجمهورية الجديدة".
وقال الدكتور عادل العسومي، رئيس البرلمان العربي، الاجتهاد أصبح ضرروة مهمة في عصرنا الحالي، بما يواكب تطورات عصرنا الحالي، مشيدا بجهود الرئيس السيسي في مواجهة الفكر المتطرف ونشر الفكر الوسطى وتحصين النشء والشباب.
وأكد رئيس البرلمان العربي عبدالرحمن العسومي، أن مؤتمر الاجتهاد يتصدى لإحدى القضايا الملحة، فالاجتهاد، ضرورة مهمة في عصرنا الحالي، موجها الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي لرعايته المؤتمر.
وأشار العسومى، إلى أن بعض التنظيمات استغلت غياب الوعي الديني لدى بعض الفئات واعتمدت على ذلك لنشر الفكر الظلامي، مستهدفة فئة الشباب، لافتا إلى أن المجتمعات في حاجة ماسة لحماية هذا النشء من تلك الأفكار الهدامة، ولن يتم ذلك إلا من خلال الاجتهاد المعاصر.
وأكد العسومى، أن البرلمان العربي يولي اهتماما لقضية الاجتهاد المعاصر، الذي هو بمثابة حجر الأساس لتقدم المجتمعات، متابعا:"نؤكد على الدور الجليل للعلماء في قضية الاجتهاد حتى تتحقق الأهداف المبتغاة، وندرك تمام الإدراك أن المهمة ليست هينة، ونحن على يقين أن العلماء على قدر هذه المسئولية العظيمة".
فيما قال الدكتور محمد الخلايلة، وزير الأوقاف والشئون الإسلامية بالأردن: "إننا لا نختلف على أن الاجتهاد ضرروة ملحة في هذا العصر لاستقامة الحياة وديمومتها، ذلك ان الاجتهاد الصحيح حينما يخرج من أهله سيكون في خدمة الدين والإسلام كما قال الإمام الشاطبي، أن الاجتهاد لا ينقطع"
وأضاف الخلايلة، أن عصرنا الحاضر شهد 3 تيارات للاجتهاد، الأول تجاوز أصول الاجتهاد وضوابطه وأصوله لدى العلماء والمحققين، إما جهلا بأصول وقواعد الاجتهاد حيث تصدى للاجتهاد من ليس أهلا له فخرجوا بفتاوى شاذة، أو من انحرف بالاجتهاد ليس عن جهل وإنما لتوافق هواه وحزبه أو لتوافق قناعاته الشخصية التى تشكلت لديه، ورأينا هذا في مجتمعاتنا الإسلامية في الفترة الأخيرة.
وتابع الخلايلة: "اتجاه ثاني في الاجتهاد التزم بحرفية النصوص والنظر في مآلاتها، وأسقطها على واقعنا اليوم كما هي دون أن يحيط علما بالواقع فخرجت اجتهادات منافية للواقع"، والنوع الثاني هو فهم الواجب في هذا الواقع والحكم الشرعي في هذا الواقع، ثم يطبق أحدهما على الآخر، والعالم من يتوصل بمعرفة الواقع والتفقه فيه إلى معرفة حكم الله عز وجل، أما الثالث فحاول أن يعيد الاجتهاد إلى أصوله الذي تأصل عليه من عقود طويلة، والاجتهاد لا يكون إلا من عالم يحيط بمقاصد الشريعة".
كما ألقى الدكتور عبد الرحمن الزيد، نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، كلمة نيابة عن الدكتور عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، قائلا:"إن مما خص الله به هذه الأمة تمام دينها وكماله، مؤكدا أن حسبها شرفا قول المولى تبارك وتعالى: " كنتم خير أمة أخرجت للناس"، و الشرع الحنيف كفل لهذه الأمة سعادة الدارين، فقد عاشت الأمة في كنف الشريعة قرونا وأقامت حضارة تجمع خيري الدنيا والآخرة حرس بنيانها علماء، أنزلوا الأحكام منازلها ووصل إلينا تراثهم".
وأوضح الزيد، أن المذاهب الفقهية المعتبرة كانت الإثراء الذي استفاد منه الغرب ونحن لا نستدعي الماضي إلا لنؤكد أننا نملك ذخرا ثقافيا ، مشيرا إلى دور وثيقة مكة المكرمة أكثر من مائتي عالم وأيدها العالم حيث تقول المسلمون أثروا الحضارة بتجربة فريدة وقادرون على مواصلة ذلك في ظل الانعدام الاخلاقي الذي أفرزتها العولمة، لذا علينا تقديم الحلول ليشرع الفقهاء في تقديم هذه الحلول العاجلة".
وأوضح أن الدعوة للاجتهاد المؤسسي ضرورة في مجتمعات لا يجدي فيها الجمود في مقابل أنه ليس خروج على الدين، والبحث عن حلول معاصرة لملاحقة التطورات الجديدة، ما يحعل المسلم غير منعزل عن العالم، مؤكدا أن أعظم ما ابتلي به المسلمون تناقص العلماء الأكفاء وتعالي أصوات الجهلاء، وغياب التنسيق بين المؤسسات العلمية الأمر الذي استغله هؤلاء في التجرؤ على الفتوى، ولابد من التوعية بخطر الفتوى بغير علم.
فيما أكد الدكتور محمد مطر العكبي، رئيس الهيئة العامة لشؤون الأوقاف بالإمارات، أن الاجتهاد ضرورة حامية في كل زمان ومكان وتزداد الحاجة آلية في كل الأوقات خاصة في ظل الظروف الصعبة من كرونا والأوضاع الإقتصادية والحروب والتوترات الطائفية وازدياد التحلل من القيم الأخلاقية.
وأكد الكعبى، أهمية أن يقوم العلماء باجتهاد جماعي مؤسسي عنوانه التيسير ومراعاة مقاصد الشريعة وأن تراعي واقع الناس، وأن تنطلق من مظلة الدولة الوطنية، والنظر في سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم والكليات الست من حفظ الدين والمال والنفس والعرض، مطالبا بأهمية تقديم حلول فقهية في ظل ما يشهده العالم، وإنشاء موسوعة في الاجتهاد مرجعا لطلاب المعرفة تنطلق من التسامح والسلم والأخوة الإنسانية.
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (2)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (3)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (4)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (12)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (13)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (14)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (15)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (16)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (17)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (18)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (19)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (20)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (21)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (22)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (23)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (24)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (25)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (26)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (27)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (28)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (29)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (30)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (31)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (32)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (33)
المؤتمر العام لوزاره الاوقاف (34)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة