أصبحت قضية تغير المناخ تفرض نفسها على كل شؤون العالم، وتنضم إلى الكثير من الأزمات التى تتطلب توحدا وتحركا عالميا من قبل الدول المسؤولة، وانتبهت الدولة المصرية مبكرًا لهذه الإشكالية المعقدة، وبدأت محليًا فى اتخاذ إجراءات وخطوات تدمج مواجهة التغير المناخى فى الخطط والمشروعات.
وتستعد مصر لاستضافة القمة الـ27 للمناخ، فى وقت يواجه العالم انعكاسات خطيرة، ارتفاعات فى الحرارة وحرائق وفيضانات وجفاف، تجتاح قارات العالم، الأمر الذى يرتب ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه التأثيرات السلبية الخطيرة، ولا يترك الرئيس السيسى مناسبة إلا ويتحدث عن التغير المناخى وخطورته وثمن عدم مواجهته، على الدول النامية تحديدًا، وخاصة أفريقيا.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، جدد، فى كلمته، أمام الاجتماع المغلق لرؤساء الدول والحكومات، حول تغير المناخ، التأكيد على أن تداعيات تغير المناخ تزداد تفاقما، يوما بعد يوم، مع كل ارتفاع فى درجة الحرارة، وتمثل أعباءً إضافية على كل الدول، خاصة الدول النامية، حيث يظل تغير المناخ التحدى الوجودى الأخطر الذى يواجه كوكبنا. ودعا الرئيس السيسى المجتمع الدولى إلى الوفاء بالتزاماته فى مواجهة تغير المناخ بصرف النظر عن أى ظرف عالمى أو خلاف سياسى، ودعم الجهود والمبادرات الهادفة لتعزيز عمل المناخ بالشراكة مع الأطراف الحكومية وغير الحكومية من المجتمع المدنى والبنوك ومؤسسات التمويل، وأن تفى الدول الصناعية الكبرى بتعهد الـ100 مليار دولار وتعهد مضاعفة التمويل الموجه إلى التكيف.
ولفت الرئيس إلى أن الفيضانات والحرائق تعد نذيرًا مؤلمًا لما سيكون عليه مستقبل أبنائنا وأحفادنا، حيث خلفت فيضانات باكستان دمارًا غير مسبوق وخسائر فى الأرواح، وأيضًا حرائق القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية غير مسبوقة نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، وهذا يعد نذيرًا مؤلمًا. وأكد الرئيس «نحن كمجتمع دولى وبصرف النظر عن أى ظرف عالمى لن نتراجع عن التزامات وتعهدات قطعناها على أنفسنا لمواجهة تغير المناخ، وكقادة للعالم سنتخذ كل الإجراءات اللازمة لتنفيذ تعهداتنا بالشراكة مع كل الأطراف الحكومية وغير الحكومية».
وقبل أيام انعقد منتدى مصر للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى بالعاصمة الإدارية الجديدة، ويومها أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن 20 دولة صناعية تتسبب فى 80% من الانبعاثات، بينما 48 دولة فى أفريقيا تساهم بنحو 0.5% من الانبعاثات، ومع هذا فإن القارة الأفريقية الأكثر تضررًا من الانبعاثات وآثار التغير المناخى، رغم أنها الأقل مساهمة فى مسبباتها، وهو ما يجعل هناك ضرورة لوجود رؤية شاملة لدعم الدول الأفريقية فى هذا المجال. وأكد أن تكلفة مجابهة التغير المناخى أفضل كثيرًا من التكلفة التى يتسبب فيها التغير نفسه، ومطلوب 800 مليار دولار سنويًا للتخفيف من حدة التغير المناخى فى الدول النامية بحلول عام 2025»، ومن العدالة والموضوعية أن يكون فيه دعم للدول النامية.
كل هذا يضاعف من أهمية القمة الـ27 للمناخ، COP 27 التى تعقد فى شرم الشيخ نوفمبر المقبل، بجهود مكثفة من الدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يؤكد أهمية التوصل إلى توصيات متوازنة عن القمة يمكنها معالجة التأثيرات الخطيرة للتغير المناخى على العالم الثالث، خاصة قارة أفريقيا، داعيًا خلال كلمة بمنتدى مصر للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى بالعاصمة الإدارية الجديدة مؤخرًا إلى ضرورة العمل الجماعى لمواجهة التغيرات.
خلال هذا المنتدى، كانت هناك تأكيدات من ممثلى المناخ فى المنظمات الدولية لهذه الحقائق والأرقام التى تعنى وجود أزمة تتطلب مواجهتها، كما أكد الرئيس السيسى، أن مجابهة التغير المناخى وتكلفته أفضل كثيرًا من التكلفة التى يتسبب فيها التغير نفسه، ومطلوب 800 مليار دولار سنويًا للتخفيف من حدة التغير المناخى فى الدول النامية بحلول عام 2025، ومن العدالة والموضوعية أن يكون هناك دعم للدول النامية.
وأكد الرئيس السيسى، أمام الاجتماع المغلق لرؤساء الدول والحكومات حول تغير المناخ: أعلم أنكم ستأتون إلى شرم الشيخ محملين بتطلعات وتوقعات شعوبنا جميعًا، وأثق فى أننا كقادة للعالم سنرتفع إلى قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا ونضع هذه الرؤية موضع التنفيذ، يجب التحرك سريعًا، وبشكل منسق لوضع تعهدات المناخ موضع التنفيذ لخفض الانبعاثات.
لقد تبنت مصر مبكرًا استراتيجية واضحة لمواجهة التغير المناخى، وحرصت على أن ترفع صوت أفريقيا، وتؤكد أن مواجهة التغير المناخى بأخطاره على العالم تتطلب جهدًا جماعيًا، وأن أفريقيا لا يجب أن تدفع ثمن انبعاثات لم تطلقها، وأن العالم عليه أن ينتبه إلى أن مواجهة التداعيات يجب أن تتم جماعيًا، حيث إن الخطر لا يستثنى أحدًا، وهو ما تؤكده شواهد التغيرات فى صورة موجات حرارة وجفاف وتصحر وفيضانات وحرائق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة