"حكايات الموت".. الحاجة فضيلة "90 عاما" وما زالت تُغَسِّل الموتى.. ذاع صيتها بين أهالى قنا منذ 4 عقود.. تحيك الكفن فى 7 ساعات.. وتجوب القرى دون مقابل.. وتؤكد: شعرت بالخوف بين جثث المشرحة.. صور

الأحد، 25 سبتمبر 2022 04:00 م
"حكايات الموت".. الحاجة فضيلة "90 عاما" وما زالت تُغَسِّل الموتى.. ذاع صيتها بين أهالى قنا منذ 4 عقود.. تحيك الكفن فى 7 ساعات.. وتجوب القرى دون مقابل.. وتؤكد: شعرت بالخوف بين جثث المشرحة.. صور السيدة فضيلة تذهب لتغسيل الموتى من الجيران أو الأقارب أو حتى الأماكن البعيدة
قنا صابر سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدار أكثر من 40 عاما عاشتها السيدة فضيلة صاحبة الـ90 عاما بين رائحة الموت، تذهب كلما حدثها أحدهم عن حالة وفاة من الجيران أو الأقارب أو حتى الأماكن التى تبعد عشرات الكيلو مترات عن المنطقة التى تسكن فيها، لينتشر اسمها بين الناس وتعرف بالمغسلة فضيلة، ورغم مرور عشرات السنوات على أول مرة بدأت فيها تغسيل الموتى، فإنها ما زالت قادرة على ذلك، كلما أتيح لها الفرصة، إلا أنها انقطعت منذ بدء الموجة الأولى من فيروس كورونا ورفضت الخروج للتغسيل.

 

السيدة التسعينية يظهر على معالم وجهها تعابير الزمن ومئات الحكايات، التى تعرضت لها والتى ترفض أن ترويها حفاظًا على حرمة الموت والموتى لتدفن سرها مع أصحابها ولا تروى حتى الجميل منها، تجلس لساعات طويلة تعمل فى حياكة الكفن الذى يكفن به المتوفى، فقطعة واحدة تستغرق وقتا طويلا حتى تنتهى منها وتصبح جاهزة للتكفين، حيث تبدأ فيها من الظهيرة حتى المساء وتستخدمها بعد معرفة حالات الوفاة فى المدينة أو القرى.

 

ورغم مشقة ما تقوم به السيدة بعد وفاة زوجها وإنجابها 4 أبناء، فإنها لا تطلب مقابل ذلك، تقول: "أذهب فى مهمتى وما طلبش حاجة من حد واللى يبعتلى فلوس تمام"، لتعود بعدها إلى المنزل وتمارس عملها الطبيعى، حتى استطاعت تربية أبنائها وزواجهم، وتعيش مع أحدهم داخل منزل صغير بالقرب من نهر النيل فى مدينة نقادة، وما بين قوة القلب والخوف من جثث الحوادث تبين الحاجة فضيلة أنها لا تستطيع رؤية الجثث المتوفاة فى حادث وذلك لصعوبة منزلها ولكنها خرجت فى أكثر من مرة وذهب إلى مشرحة المستشفى وعادت حاملة مشاعر الخوف وعدم الاطمئنان لذلك قررت ألا تخوض التجربة مرة ثانية.

 

قالت فضيلة راجي، 90 عاما، أن بعد وفاة زوجها أرادت أن تتعلم تغسيل الموتى ،فذهبت إلى أحد الشيوخ وعملها طريقة التغسيل، ثم بدأت فى تغسيل الموتى من السيدات فى نطاق المدينة والخروج بعدها إلى أماكن فى القرى كلما جاءها أحد من أهالى المتوفى ووفر لها وسيلة مواصلات، وذلك على مدار أكثر من 40 عاما، بالإضافة إلى حفاظها على الأعمال المنزلية وتربية أبنائها الـ 4.

 

وأوضحت الحاجة فضيلة، أن لهذه المهنة أسرار كثيرة ولكن لا يجب على المغسل أن يبوح بأى سر أو شئ يراه بعد غسل المتوفي، وذلك عهد يأخذه بينه وبين الله، وهى لا تتحدث عن أشياء تخص المتوفين سواء حسنة أو غيرها، لافتة إلى أنها تحصل على قماش التكفين من أحد المساجد القريبة منها، والذى يوفرها لها بكميات كبيرة ثم تبدأ فى تجهيزه وحياكته ويستغرق الكفن الواحد مدة تزيد عن 7 ساعات حتى تنتهى منه ويصبح جاهز لتكفين المتوفى.

 

وأشارت الحاجة فضيلة راجي، إلى أنه بعد الانتهاء من إعداد الكفن تبدأ فى تغسيل المتوفية بالطريقة الشرعية ثم لف الكفن على جسدها حتى الانتهاء من عملية التغسيل وتساعدها أحد السيدات فى عملية الغسل، وتذهب بعدها إلى المنزل دون أت تطلب مقابل لذلك ولكن أهل المتوفى يقومون فى بعض الأحيان بإرسال مبلغ مالى لها نظير جهدها فى الغسل والكفن.

 

" بخاف من المشرحة وجثث الحوادث" بهذه الكلمات تابعت السيدة التسعينية حديثها عن التغسيل وجثث الحوادث وتعرضها للذهاب إلى المشرحة لتغسيل أحد المتوفين فى حادث ولكنها شعرت بالخوف بعدها والكوابيس لذلك قررت ألا تذهب مرة أخرى إلى المشرحة، مضيفة أنها توقفت عن التغسيل فى فترة كورونا وذلك حتى لا تصاب بالعدوى نظرًا لتقدم عمرها.

 

أقدم-مغسلة-موتى-بقنا
أقدم-مغسلة-موتى-بقنا

 

الحاجة-فضيلة-أثناء-تخيط-الكفن
الحاجة-فضيلة-أثناء-تخيط-الكفن

 

الحاجة-فضيلة-بقنا
الحاجة-فضيلة-بقنا

 

الحاجة-فضيلة-راجي_1
الحاجة-فضيلة-راجي_1

 

الحاجة-فضيلة-راجي-من-قنا
الحاجة-فضيلة-راجي-من-قنا

 

الشيخ-عبد-الناصر-مع-الحاجة-فضيلة
الشيخ-عبد-الناصر-مع-الحاجة-فضيلة

 

فضيلة-راجي-مغسلة-موتى-بقنا
فضيلة-راجي-مغسلة-موتى-بقنا

 

فضيلة-والعمل-في-خياطة-الكفن-قبل-التجهيز
فضيلة-والعمل-في-خياطة-الكفن-قبل-التجهيز

 

منزل-فضيلة
منزل-فضيلة

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة