قال رئيس الوزراء البلغاري المؤقت جلاب دونيف، اليوم الأحد، إن تصرفات روسيا في الفترة الأخيرة غير مقبولة، وتنتهك بشكل مباشر مواثيق الأمم المتحدة.
وأضاف دونيف- في تصريح صحفي، نقلته وكالة أنباء "صوفيا" البلغارية- أن قرار التعبئة الجزئية سيؤدي إلى تصعيد التوترات وإلى تعميق انعدام اليقين لدي الدول الأوروبية، خاصة تلك القريبة من الصراع بين روسيا وأوكرانيا، بشأن المدة التي ستستغرقها العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا والشدة التي ستكون عليها في الفترة المقبلة.
وتابع "دونيف":" فمثل هذا الإجراء الروسي غير مقبول خاصة وأن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي بما يستوجب عليها أن تلتزم بدقة بميثاق الأمم المتحدة وألا تهدد أي دولة أخرى بالقوة العسكرية".
قال "دونيف" إن هناك خطرا على الأمن القومي لبلغاريا من جراء هذه التصرفات لكن لا يوجد تهديد عسكري مباشر لبلدنا حتى الآن"، مشيرًا إلى تفاقم أجواء انعدام اليقين مؤخرًا بسبب تعمد روسيا تعطيل سلاسل إمداد الطاقة لأوروبا.
وأكد أن قضية الغاز لا تزال واحدة من القضايا الرئيسية في الاتحاد الأوروبي، خاصة وأنها تُثير العديد من الأسئلة حول الكيفية التي ستواجه بها أوروبا أشهر الشتاء القادمة".
وفي سياق متصل،جدد رئيس الوزراء البلغاري إصرار بلاده بشكل قاطع على عدم الاعتراف بنتائج الاستفتاءات الروسية التي تُجرى في المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرة موسكو، وقال "إن هذه الاستفتاءات تنتهك القانون الدولي، كما أنها تنتهك دستور أوكرانيا، ولا يمكننا تحت أي ظرف من الظروف قبول النتائج التي تحققت في المناطق التي تدور فيها الأعمال العدائية، كما أنني أعارض تمامًا الترهيب باستخدام الأسلحة النووية".
وجدد "دونيف" دعم بلغاريا لاستمرار عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، لكنه دعا لمواصلة تحليل تأثير هذه العقوبات على الدول الأوروبية من حيث المزايا والعيوب، وقال:" مواقفنا منسجمة مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) ونحن نعلن بشدة أننا لا ندعم الأعمال العسكرية الروسية في أوكرانيا، بل ونؤيد الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها وعلى حقها في التنمية الحرة والديمقراطية، كما يختارها المواطنون الأوكرانيون".
وعلى صعيد آخر، أعلنت دائرة حرس الحدود الأوكرانية، وفقا لوكالة أنباء "يوكرينفورم" الأوكرانية، اليوم، أن عشرات الانفجارات والضربات هزت منطقتي سومي وتشيرنيهيف، حيث تواصل القوات الروسية تكثيف عملياتها العسكرية في أنحاء أوكرانيا.
وأضافت دائرة حرس الحدود الأوكرانية أن ثلاث مناطق في سومي، واثنين في تشيرنيهيف، تتعرض حاليا للنيران الروسية.
وأشارت إلى أن الجيش الروسي أطلق قذائف الهاون على مجتمع "سنوفسك" من مستوطنة "كيريلوفكا" الروسية، وتم تسجيل 24 انفجارا بقذائف 82 ملم، كما تعرضت أراضي مجتمع "سيمينيفكا" لقصف بقذائف الهاون، حيث تم إطلاق 37 قذيفة من قرية سكاتشوك الروسية.
وفي سياق آخر، اعتبرت السلطات في مقاطعة خيرسون الهجوم الصاروخي على الفندق وسط المقاطعة بأنه عمل إرهابي مخطط له.
وذكرت السلطات في خيرسون أن قوات كييف قصفت الفندق بناء على معلومات استخباراتية من ممثلي حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وكانت سلطات مقاطعة خيرسون أعلنت، في وقت سابق اليوم، مقتل مدنيين اثنين على الأقل جراء قصف أوكراني على فندق وسط المدينة،وأكد نائب رئيس إدارة مقاطعة "خيرسون" كيريل ستريموسوف مقتل عضو سابق في البرلمان الأوكراني جراء القصف الذي استهدف الفندق.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن يوم 24 فبراير الماضي القيام بعملية خاصة في أوكرانيا بسبب دونباس حيث تحولت فيما بعد إلى صراع عسكري بين الطرفين وفرض عقوبات على روسيا.
وعلى صعيد آخر، حمّل وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الغرب المسئولية الكاملة عن إراقة الدماء في أوكرانيا، معتبرا أن الغرب استخدم أوكرانيا في لعبته الكبيرة ضد روسيا.
وقال "ماكي" إن الغرب حوّل هذه الأزمة إلى صراع لا مفر منه، ليس بقراره توسيع حلف شمال الأطلسي "الناتو" فحسب، بل برفضه للنظر في مقترحات روسيا.
وفي سياق آخر، سعى وزير خارجية صربيا نيكولا سيلاكوفيتش، اليوم، إلى التقليل من أهمية اتفاق أبرمته بلاده مع روسيا، وذلك بعد أن واجهت صربيا التي تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي انتقادات بسبب التوقيع على الاتفاق.
ووقع سيلاكوفيتش الاتفاق، أول أمس الجمعة، مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث تجنبت معظم الوفود الغربية كبير الدبلوماسيين الروس؛ بسبب التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
وقال سيلاكوفيتش، في مؤتمر صحفي، اليوم، إن الاتفاقية "فنية" وتتعلق بالعلاقات الثنائية، وليس بالقضايا الأمنية، وأصر سيلاكوفيتش على توقيع صربيا على وثائق مماثلة مع روسيا منذ عام 1996.
وأضاف أن "الحكومة كان يمكن أن ترفض مثل هذه الخطة لكن لا يوجد خلاف فيها، ويتم انتقادها من جانب أولئك الذين لم يطلعوا عليها"، بحسب وكالة أنباء "أسوشيتيد برس".
وتعد صربيا مرشحة رسميا لعضوية الاتحاد الأوروبي، لكن حكومتها تحتفظ بعلاقات جيدة مع روسيا.
وقد أثار نبأ إبرام الاتفاق انتقادات شديدة من المعارضة المؤيدة للاتحاد الأوروبي في الداخل وبعض السياسيين في الاتحاد الأوروبي.