نعم لقد جرت فى العالم تحولات كبرى على مدى عقود، أطاحت بأشكال قديمة، وفرضت أشكالا وقوالب جديدة، والأمر لم يعد يتعلق فقط بحجم وشكل الأخبار والشائعات والمعلومات، لكن بالمحتوى الذى يمثل حصارا للمتلقى من كل اتجاه، خاصة مع تطورات أجيال الموبايل والبث، وكالعادة تتساقط الحواجز بين الأشكال المختلفة والمحتوى، مليارات البشر يلتقون ويبثون مليارات المواد، المنتجة، والمنقولة، مع تعليقات أو تفاعل، وأيضا هناك صناعة مستمرة تسهم فى صياغة العقول والقلوب بشكل معقد، من خلال منصات متعددة منتشرة فى كل مكان تصنع عالما افتراضيا وطبيعيا متداخلا، ولم يعد إنتاج الأفكار والمحتوى حكرا على المراكز، هناك إنتاج ضخم اليوم للسينما والدراما يجتاح العالم، من خلال منصات استفادت ووظفت التطور التقنى والرقمى، لدرجة أن منصة مثل نتفليكس نجحت فى منافسة شركات عريقة فى صناعة السينما والدراما.
وهو ما فرض نقاشا عن تأثيرات كل هذه الأفكار والدراما على العقول والقلوب، بل وفرض قيم وأفكار تبدو أحيانا أنها تعيد صياغة العقول بطريقة واحدة، تؤثر على علاقات الأفراد ببعضهم فى المجتمع، وأيضا تتم صياغة عقول وتفكير الشباب والمراهقين والتلاميذ والشباب بعيدا عن الأسرة والمجتمع والمدرسة من خلال تفاعلهم مع مجتمع افتراضى يقدم له المحتوى سواء كان تسلية أو تثقيفا، وبجانب المحتوى الذى تبثه المنصات الكبرى، هناك أفراد يفرضون أنفسهم على العالم الافتراضى، ويقدمون محتوى يخلو من المعلومات، أو يتضمن معارف مغلوطة، ومعلومات مشوهة، فى التاريخ والثقافة.
بالطبع هناك محاولات للرد والتصحيح، لكنها تتوه فى زحام البث الكثيف للأفكار والمحتوى المتعدد، ونعود لنقول إن الحل الأفضل هو إتاحة الفرص لإنتاج محتوى يقوم على المعلومات الحقيقية، أو أنواع من الدراما تجمع بين التشويق والوعى، وهو أمر ليس سهلا، لأن المحتوى الجيد يفترض أن يخلو من النصح أو المعانى المباشرة. وهناك نقاش مستمر بين المهتمين بالإعلام والوعى، للتفاعل مع هذه التحولات، التى تفرض نفسها على كل دول العالم، وتشير إلى تراجع سلطة الإعلام التقليدى لصالح الرقمى، ومنصات النشر، الجماعية والفردية، التى تبث بشكل مستمر وتسهم فى صياغة العقول والقلوب.
وتسعى الدولة إلى امتلاك زمام الأمور من خلال مشروعات ثقافية ودرامية تسعى لتقديم محتوى يجمع بين التشويق والعمق، وعلى مدى شهور سعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إلى دعم إنتاج ونشر المحتوى، من خلال مسابقات لاكتشاف المواهب، أو استقطاب كتاب ونجوم يقدمون دراما شيقة تتناسب مع العصر والتطورات وكان مهرجان القاهرة للدراما مناسبة لإعادة دور الفن والتقدير لنجوم كبار فى الكتابة والتمثيل، الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لها نشاط واضح فى دعم وإنتاج الدراما متعددة الأشكال، وجاء مهرجان القاهرة للدراما بشكل محترم وأعاد تقديم وتكريم نجوم كبار من كل الأجيال، وحظى بتنظيم جيد من شركة POD، ونقابة المهن التمثيلية.
هناك أيضا مشروعات لإنتاج دراما للأطفال، وهو أمر يفرض نفسه فى ظل تصاعد قدرات المنصات العالمية، والدولة تنتبه طوال الوقت لكون المحتوى بكل أنواعه وأشكاله، وبجودة واحترافية، هو الطريق لصناعة الوعى، فى عالم متشابك.. الحل هو إنتاج المحتوى القادر على الصمود فى زحام متسع ومعقد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة