يحمل المصريون للسيدة نفيسة، رضى الله عنها، التي توفيت في سنة 208 هجرية، مكانة عالية في نفوسهم، يحبونها ويجلون مقامها، وهى أحبتهم أيضا وأحسنت إليهم، فما الذى يقوله التراث الإسلامي عنها وعن محبة المصريين لها؟
ييقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "وفاة السيدة نفيسة":
وهى: نفيسة بنت أبى محمد الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب، القرشية الهاشمية، كان أبوها نائبا للمنصور على المدينة النبوية خمس سنين، ثم غضب المنصور عليه فعزله عنها وأخذ منه كل ما كان يملكه وما كان جمعه منها، وأودعه السجن ببغداد.
فلم يزل به حتى توفى المنصور فأطلقه المهدى وأطلق له كل ما كان أخذ منه، وخرج معه إلى الحج فى سنة ثمان وستين ومائة، فلما كان بالحاجر توفى عن خمس وثمانين سنة.
وأن ابنته نفيسة دخلت الديار المصرية مع زوجها المؤتمن إسحاق بن جعفر، فأقامت بها وكانت ذات مال فأحسنت إلى الناس وكانت عابدة زاهدة كثيرة الخير.
ولما ورد الشافعى مصر أحسنت إليه وكان ربما صلى بها فى شهر رمضان.
وحين مات أمرت بجنازته فأدخلت إليها المنزل فصلت عليه.
ولما توفيت عزم زوجها إسحاق بن جعفر أن ينقلها إلى المدينة النبوية فمنعه أهل مصر من ذلك وسألوه أن يدفنها عندهم، فدفنت فى المنزل الذى كانت تسكنه بمحلة كانت تعرف قديما بدرب السباع بين مصر والقاهرة، وكانت وفاتها فى شهر رمضان من هذه السنة فيما ذكره ابن خلكان.
قال: ولأهل مصر فيها اعتقاد.
قلت: وإلى الآن قد بالغ العامة فى اعتقادهم فيها وفى غيرها كثيرا جدا، ولا سيما عوام مصر فإنهم يطلقون فيها عبارات بشيعة مجازفة تؤدى إلى الكفر والشرك، وألفاظا كثيرةً ينبغى أن يعرفوا أنها لا تجوز.
وربما نسبها بعضهم إلى زين العابدين وليست من سلالته.
والذى ينبغى أن يعتقد فيها ما يليق بمثلها من النساء الصالحات، وأصل عبادة الأصنام من المغالاة فى القبور وأصحابها، وقد أمر النبى ﷺبتسويه القبور وطمسها، والمغالاة فى البشر حرام.
ومن زعم أنها تفك من الخشب أو أنها تنفع أو تضر بغير مشيئة الله فهو مشرك، رحمها الله وأكرمها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة