يغطى متحف "سى أي إيه" تاريخ الوكالة الطويل من التجسس على السوفييت، حتى مهمة "أرجو" فى إيران، إلا أن الإضافة الأحدث هي نموذج للمبنى الذى اختبئ به أيمن الظاهرى، زعيم تنظيم القاعدة فى أفغانستان، قبل أن يتم استهدافه بضربة درون أمريكية وقتله.
ومؤخرا، سمح السى أي إيه للصحفيين بالقيام بجولة فى المتحف، الذى تم تجديده مؤخرا تزامنا مع الذكرى 75 لتأسيس الوكالة، كجزء من جهود أكبر لاستعراض تاريخها وإنجازاتها.
وداخل قاعة عرض تم تجديدها حديثها فى أعماق مقر "السى أيى إيه" فى لانجيلى بولاية فرجينيا، تتواجد لقطات من تاريخ الوكالة، ومثل متحف "جدار الجواسيس" التابع لوكالة الأمن القومى الأمريكية، فإن متحف السى أي إيه ليس مفتوحا للجمهور، لكنه ليس سرا أيضا، حيث يرحب بموظفى الوكالة والضيوف الرسميين والشركاء الأجانب والمجندين المحتملين، واستقبل يوم السبت عددا من الصحفيين المنتقين بعناية، منهم صحفيين من المدرسة القديمة أصحاب الأقلام والمفكرات الصيرة، حيث تم منع استخدام الإلكترونيات.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن هناك الكثير من الأشياء الممتعة التي يمكن رؤيتها فى المتحف، مثل جهاز كشف الكذب الموضوع فى حقيبة صغيرة، وجهاز اتصال مصمم على هيئة "بايب" أو أنبوب التبغ الذى كان يستخدم فى الستينيات. فعندما كان المستخدم يضغط على الأنبوب ينتقل الصوت عبر أسنانه وعظام فكه إلى قناة الأذن، ما يسمح بسماع الرسائل دون أن يستطيع أحد آخر أن يفعل.
وهناك كومة من الحاويات حمراء وخضراء وصفراء لنظام الأنبوب الهوائى، كالذى نراه فى البنك، كان يستخدمن لخدمة الرسائل داخل المكاتب قبل ظهور البريد الإلكترونى، وتشير الألوان المختلفة إلى تصنيفات مختلفة، وهناك كثير من الأميال من تلك الحاويات عبر مقرات السى أي إيه، وفقا لمدير المتحف روبرت باير. تلك الحاويات أيضا كانت ممتازة لنقل عبوة من البيرة، أو شطيرة بقليل من المناورة.
مقتنيات أول أمريكى قتل فى افغانستان
ومن ضمن المعروضات فى المتحف أيضا نموذج أولى للإحاطة اليومية للرئيس، التي كان يطلق عليها قائمة المراجعة الاستخباراتية للرئيس، وهى عبارة عن مفكرة صغيرة ملفوفة، لأن هذا كان الشكل الذى كان يفضل الرئيس جون كينيدى استلامه به. ويفضل الرئيس جو بايدن تلقى نسخة عادية وخيارات إلكترونية أخرى لمذكرة إحاطته اليومية، بحسب ما قال باير، مشيرا إلى غلاف جلدى وحافظة جهاز لوحى.
وحتى السقف ينقل مهمة السى أى إيه، فهناك لوحات تحمل شفرة مورس وشفرة أخرى ثنائية، وغيرها، وهناك لوحة للجواسيس الروس الذين ساعدوا السى أي لإيه مقل أدولف تلكاشيف، الذى كشف معلومات عن الأسلحة وفرت للحكومة الأمريكية مليارات الدولارات، والتي كانت سببا فى إطلاق لقب جاسوس المليار دولار عليه. وأوليج بينكوفسكى، الذى قدم معلومات خلال أزمة الصواريخ الكوبية منعت اندلاع الحرب النووية، وأطلق عليه لقب الجاسوس الذى أنقذ العالم.
وأشار أحد الصحفيين إلى أن الكثير من قصص الجواسيس هذه لم تنته نهاية سعيدة، وأجاب بايير قائلا إن هذا صحيح، لكن يجب أن يرى موظفو السى أي إيه مدى أهمية حماية مخبريهم.
وهناك معروضات أخرى لمهام محددة، وفقا للتقرير، مثل إعادة إنشاء نفق تحت جدار برلين سمح للسى أي إيه بالتجسس على مسئولي ألمانيا الشرقية، والكثير من المعروضات عن مهمة إنقاذ الدبلوماسيين الأمريكيين من طهران عام 1980، والتي تم تجسيدها فى فيلم بنك افليك الشهير "أرجو".