ده ابني البكر.. ويتمتع بالذكاء.. لقد اكتشفته في مسرحية "أنا وهو وهي" التي جسد فيها شخصية "دسوقي أفندي" سكرتير المحامي، وتوقعت له النجاح منذ أن رأيته للمرة الأولى، لقد اخترته من بين 20 شخصا تقدموا للدور. هكذا تحدث الراحل فؤاد المهندس عن عادل إمام في العديد من حواراته التليفزيونية، مركزا على أكثر ما لفت انتباهه إلى موهبة الزعيم وسر نجاحه ووصوله إلى المكانة الحالية، وهو الذكاء الفني وحسن اختيار الأدوار.
ذكاء عادل إمام الفني نلاحظه في مراحل صعوده المختلفة، فهو لم يعتمد على النجاح الذي يحققه فقط، بل نجا من فخ الغرور الذي قد يقع فيه البعض، لذا لم نره ينزل سلم النجومية الذي صعده، بل حافظ على جمهوره وعمل دوما اعلى اجتذاب جمهور جديد.
وكانت البداية لعادل إمام في عالم الفن، من خلال أدوار صغيرة لكنه نجح في لفت النظر إليه، ففي مسرحية "انا وهو وهي" رسم ملامح وتفاصيل شخصيته ومنها أنه اشترى بدلته التي ظهر بها في المسرحية، وادخل عليها تعديلات حتى تناسب الشخصية التي يجسدها، مستحضرا في ذهنه شخصيات لمحامين أو مساعدي محامين كان يراهم في حياته العادية.
تنقل عادل إمام صعودا في أعمال فنية متتالية منها "المدير الفني"، "مراتي مدير عام"، "عفريت مراتي"، "نص ساعة جواز"، "فتاة الاستعراض"، "7 أيام في الجنة"، لتأتي مسرحية "مدرسة المشاغبين" عام 1971 مجسدا دور "بهجت الأباصيري" ومع النجاح الكبير الذي حققته المسرحية، تم إعادة عرضها على خشبة المسرح بعد أن كانت عرضت بالفعل على التليفزيون المصري أكثر من مرة وحفظ الجمهور إفيهات النجوم، لذا اضطر عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي وقتها إلى إضافة إفيهات جديدة مع الحفاظ على روح النص الأصلي حتى يضحك الجمهور في الصالة.
واستمر الزعيم في تقديم الأفلام الكوميدية وصعد إلى مصاف البطولة المطلقة، ومعظمها كانت أفلاما خفيفة تناسب المرحلة التي عرضت فيها وأيضا اكتسب منها عادل إمام شعبية أكثر، فهو نجم شعبي له جمهوره الذي يذهب إليه خصيصا في السينما، وقدم وقتها أفلام منها "البحث عن فضيحة"، "البحث عن المتاعب"، "شياطين إلى الأبدا".
وبعد سلسلة من الأدوار الكوميدية بامتياز، وعقب نحو 20 عاما في السينما، أراد عادل إمام يقدم شيئا مختلفا، ليأتي فيلم "المشبوه" مع سعاد حسني وفاروق الفيشاوي وسعيد صالح وإخراج سمير سيف.
وعن "المشبوه" يقول فاروق الفيشاوي في أحد حواراته التليفزيونية إنه يعد بمثابة بدايته السينمائية، وإن عادل إمام سبق أن وجه له اللوم لأنه شارك في فيلم بعنوان "غاوي مشاكل" رغم أن الزعيم بطل هذا الفيلم، لكنه كان يرى الفيشاوي في مكان آخر.
وبخطوات محسوبة رسم عادل إمام لمشواره الفني طريقا صعبا نجح فيه بشدة، لأنه كان يرى ما في نهاية الطريق من مكانة صعب أن يصل إليها آخرين، إذ حافظ على تقديم أفلام كوميدية خفيفة وبين الحين والآخر يخوض تحديات جديدة ومنها فيلم "الحريف" مع المخرج محمد خان، و"حتى لا يطير الدخان" إخراج أحمد يحيى.
لتأتي بداية التسعينينات ويخوض عادل إمام منطقة جديدة مع الكاتب وحيد حامد، بأفلام تعد علامات في السينما المصرية وهي "اللعب مع الكبار"، و"الإرهابي"، "الإرهاب والكباب"، و"طيور الظلام"، فهو يتمتع بذكاء كافي ليعرف متطلبات المرحلة التي يمر بها.
ومن ملامح الذكاء الفني الذي يتمتع به عادل إمام، إنه كان يعرف أهمية وقيمة الممثلين المشاركين معه في بطولات أفلامه ومنهم أحمد راتب الذي قال عنه في حوار سابق إنه يستحق جائزة أوسكار في مشهده الشهير بفيلم "الإرهاب والكباب". ومع صعود نجوم جدد في السينما المصرية مع نهاية التسعينيات حرص عادل إمام على أن يشاركوا في بطولة أفلامه وحقق معظمهم شهرة كبيرة بعد ذلك ومنهم محمد هنيدي في فيلم "بخيت وعديلة"، وشارك العديد من النجوم معه في فيلم" التجربة الدنماركية" و"مرجان أحمد مرجان" وكذلك في مسلسل "فرقة ناجي عطالله" وغيرها من الأعمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة