كشف خبراء السياحة والآثار بمحافظة الأقصر، تفاصيل نشأة علم المصريات بفك رموز حجر رشيد ومعرفة أسرار اللغة والحضارة المصرية القديمة، بمناسبة مرور 200 عام على نشأة علم المصريات، حيث يقول محمد عبد الحميد المرشد السياحي الباحث في علوم المصريات، عن سيرة ومسيرة جان فرانسوا شامبليون، إن شامبليون كان مولعاً بالقراءة ونابغة في تعلم اللغات منذ سنوات طفولته الأولى، حيث إنه درس اللاتينية والعربية والعبرية والكلدانية والسريانية والفارسية والانبوبية والقبطية، وساعدته اللغة الأخيرة فى حل كثير من رموز الهيروغليفية، واطلع على نتائج أبحاث من سبقوه مع معرفته أن ما جاء على حجر رشيد هى ثلاث كتابات لمرسوم واحد واستعان أيضا بأسماء الأعلام خاصة الملوك المكتوبة داخل الخراطيش، وبمقارنة الأسماء في النص اليوناني والمصري، اهتدى إلى مجموعة من المعلومات والحروف الهيروغليفية وقورنت هذه المعلومات وكتابات على آثار أخـرى عليها أسماء مثل بطليموس وكليوباترا، والإسمان بهما كثير من الحروف المكررة مثل (ب. ل.ي) وبذلك عرف أن العلامات الهيروغليفية لها قيمة الحروف الابجدية.
ويؤكد محمد عبد الحميد، لـ"اليوم السابع"، أن كل ما سبق مكن جان فرانسوا شامبليون، من قراءة أسماء ملوك مصر القديمة، مثل تحتمس ورمسيس وغيرهم، ولم يقتصر جهده على قراءة الأسماء فقط بل عرف معانيها، وعندما وصل إلى هذه المرحلة أعلن نتائج دراساته في خطابه الشهير الذي قدمه للأكاديمية الفرنسية والمعروف باسم "خطاب إلى السيد داسيبه عن الأبجدية الهيروغليفية الصوتية"، وكان ذلك في يوم 27 من شهر سبتمبر 1822.
وفى العام 1824 نشر "شامبليون" موجزا للنظام الهيروغليفى، وبعدها زار شامبليون مصر في الفترة ما بين 1828 و1830، وقد تمكن خلال تلك الفترة من جمع مادة علمية وفيرة نشرت بعد وفاته في عام 1832، ومن أهم ما نشر: "آثار مصر والنوبة" وقد جاء في أربعة أجزاء، و"قواعد مصرية"، و"القاموس المصري"، وهكذا كان حجر رشيد الذي اكتشف خلال الحملة الفرنسية على مصر - وذلك في شهر أغسطس سنة 1799، على يد پير فرانسوا كسائيبه بوشار (1772 - 1832) في جدار قلعة مدينة رشيد - حجر الزاوية لفك طلاسم نقوش الأبجدية المصرية القديمة، وإزاحة الغموض الذي لازمها طويلا.
فيما يقول رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أيمن أبوزيد، إن مصر والعالم أجمع يحتفلون اليوم بمرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، الذى يهتم بالحفائر الأثرية، وكل الدراسات المتعلقة بالحضارة المصرية القديمة، حيث إن المصادر التاريخية تدلنا على أن فك رموز الكتابة المصرية القديمة، هو عمل دام لسنوات وشارك فيه مجموعة من العلماء والباحثين، الذين كان لكل منهم جهد خاص مهّد الطريق أمام الفرنسي، چان فرانسوا شامبليون، يتوصل وبشكل نهائي لفك رموز تلك اللغة التي ظلت غامضة طوال فترة طويلة من الزمن.
ويضيف أيمن أبوزيد لـ"اليوم السابع" أن قائمة العلماء والباحثين الذين عملوا على فك رموز اللغة المصرية القديمة، وتوصلوا لنتائج مهمة في هذا المجال تضم: السويدي " اكربلاد Akerblad " الذي نجح في قراءة أسماء بعض الأعلام المكتوبة بالخط الديموطيقى، وعالم الطبيعة الإنجليزي توماس يونج Young .T، الذي توصل الى بعض النتائج منها أن الهيروغليفية والديموطيقية وثيقتا الصلة احداهما بالآخر، وأن أسماء الملوك في الهيروغليفية تكتب داخل إطار مستطيل ملفوف الأركان المتعارف على تسميته بـ "الخرطوشة"، واكتشف الحروف الهجائية الهيروغليفية (ف – ت) وأوضح أن وجود صورة أنثى بعد الاسماء كانت لتعين المؤنث، وقد توّج الجهود السابقة چان فرانسوا شامبليون Jean Francois Champllion، المولود في 23 من شهر ديسمبر 1790 ببلدة ليجمارك بجنوب فرنسا ابنا لأحد أصحاب المكتبات.
أيمن أبوزيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية
محمد عبد الحميد المرشد السياحي الباحث في علوم المصريات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة