جهود كبيرة تبذلها الحكومة الجزائرية استعدادا للقمة العربية، المقررة على أراضيها فى 1 نوفمبر المقبل، والتى تأتى فى توقيت غاية فى الحساسية، سواء على المستوى الدولى أو الإقليمى، جراء تزامنها مع العديد من المستجدات، أبرزها الصراع بين روسيا والغرب على الأراضى الأوكرانية، وتداعياته الكبيرة على المنطقة العربية، ناهيك عن التطورات فى فلسطين وليبيا واليمن وغيرها من الدول العربية، وهو ما يساهم فى زيادة حالة الزخم التى يحظى بها اجتماع القادة العرب، تحت إطار جامعة الدول العربية.
الاستعدادات الكبيرة للقمة العربية، شهدت متابعة كبيرة من جامعة الدول العربية، من خلال زيارتين للجزائر، بينهما حوالى 3 أشهر فقط، حيث شهدت الزيارة الاولى، والتى قام بها الأمين العام أحمد أبو الغيط، فى يونيو الماضى، لقاءات هامة مع كبار المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، لمناقشة ترتيبات القمة، بينما تبقى الزيارة الاخيرة، عبر وفد برئاسة الأمين العام المساعد السفير حسام زكى، خلال الايام الماضية، بهدف الإطلاع على الترتيبات الأخيرة قبل حوالى شهر من انطلاقها.
ولعل الجهود المبذولة من الجزائر، قد حظت بإشادة كبيرة من قبل الجامعة العربية، فى انعكاس صريح لأهمية الحدث، وتداخله مع العديد من المستجدات الإقليمية والدولية، ناهيك عن تقاربه الزمنى مع قمة المناخ المرتقبة فى شرم الشيخ، التى تنطلق فى وقت لاحق من نفس الشهر.
من جانبة، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكى، أن التحضيرات الجارية للقمة العربية المقرر انعقادها بالجزائر فى أول نوفمبر المقبل، ممتازة، مؤكدا حرص الجامعة على متابعة التفاصيل مع اللجنة الوطنية المعنية بهذا الشأن.
وأضاف أن الإعداد للقمة يتسم بالجدية، والاهتمام بكافة التفاصيل، موضحا أن الدولة معبأة ومهيأة للخروج بقمة عربية ناجحة.
وخلال الزيارة، إلتقى وفد الجامعة العربية مع وزير الخارجية الجزائرى، رمطان لعمامرة لبحث كافة الجوانب التنظيمية والتدابير التى اتخذتها السلطات الجزائرية لإنجاح القمة العربية.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، أن لعمامرة ترأس جلسة العمل التى عقدت بمشاركة وفدى الجانبين لاستعراض كافة الجوانب التنظيمية والتدابير التى اتخذتها السلطات الجزائرية لاستقبال الوفود العربية فى أحسن الظروف.
ورحب وزير الخارجية الجزائرى، بدعم الأمانة العامة للجامعة العربية ومرافقتها الدائمة للجزائر طيلة المسار التحضيرى للدورة الـ 31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
وشهدت الزيارة مراسم إطلاق إصدار الطابع البريدى العربى الموحد الخاص بالدورة العادية الواحدة والثلاثين لقمة جامعة الدول العربية، والمقرر انعقادها بالجزائر فى نوفمبر المقبل.
واعتبر المكلف يتسيير الأمانة العامة لوزارة البريد الجزائرية عبد الوهاب باره، أن الطابع كان محلا للمصادقة من مجلس وزراء الخارجية العرب، معربا عن تقديره لمصر والدول التى شاركت بإصدار هذا الطابع.
ومن جانبه أعرب السفير حسام زكى عن تقديره للاستجابة السريعة من قبل دولة الجزائر فى إصدار الطابع، متمنيا النجاح للقمة العربية المقبلة.
وعن ظروف انعقاد القمة العربية، قال زكى أن الامور تبدو صعبة على المستوى الدولى، ولكن لو اثرنا الانتظار فسيكون طويلا، موضحا أنه حان الوقت للقادة العرب حتى يجتمعوا، وهو ما يعكس أن القمة العربية بالجزائر تأتى فى توقيت مناسب للغاية.
وأشار الأمين المساعد إلى مشاركة عدد من المنظمات الدولية والإقليمية فى فاعليات القمة العربية المرتقبة، معتبرا أنه أمر طبيعى خاصة وأن الجامعة العربية لا تعمل فى انعزال عن محيطها الدولي.
وقال زكى أن جدول أعمال القمة تم اعداده خلال جلستى مجلس الجامعة العربية اللتين عقدتا فى مارس الماضى وسبتمبر الجارى، موضحا أن الاولويات تبقى للأزمات العربية على غرار القضية الفلسطينية والازمة السورية والاوضاع فى اليمن وليبيا وغيرها.