صدر العدد 72 لشهر أكتوبر 2022 من مجلة الشارقة الثقافية، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد جاءت الافتتاحية تحت عنوان "رؤية الشارقة وبرنامجها الثقافي الدائم"، مشيرة إلى أنّ المتتبع للجهود الكبيرة التي تبذلها مدينة الشارقة في تعزيز مشروعها الثقافي، وإيصال رسالتها إلى العالمية، ودعمها اللامحدود للمبدعين والمثقفين، سيتعرف إلى استراتيجية شاملة ومتكاملة، ترتقي إلى الطموحات والأهداف، وتحاكي الزمن في تدفقه وحداثته، وسيتعرف أيضاً إلى الرؤية العابرة للحدود والثقافات، وإلى الماضي والمستقبل، والتي جعلت الشارقة محط أنظار العالم، تحتفي بها البلدان واللغات والحضارات، وهذه الاستراتيجية والرؤية هما اللتان تعطيان الشارقة مكانتها وحضورها.
وفي تفاصيل محتويات العدد؛ كتب يقظان مصطفى عن البوزجاني مؤسس علم الهندسة التحليلية، وتطرق الكتاني حميد إلى اللغة العربية في مرآة اللسانيات الاستشراقية، وقدم خالد عواد الأحمد إطلالة على (الرمثا) مدينة القوافل ومحطة الحجاج، فيما تتبعت غنوة عباس سيرة مدينة (سدراتة) التي امتزجت ملامحها الإسلامية بالشرق والغرب.
أمّا في باب (أدب وأدباء)؛ فتابع كل من خليل الجيزاوي ومحمد بكر فعاليات ملتقى الشارقة للسرد، الذي شهد حضور (60) كاتباً روائياً وناقداً في القاهرة، وحاور أحمد اللاوندي الشاعر الدكتور المنصف الوهايبي، الذي أكد أنّ العربية لغة درجت في رحم الشعر، وأطلت عبير محمد على عالم الأديب فرح أنطون، الذي لم يترك مجالاً أدبياً إلا وطرقه، وكتب عبده وازن عن الكاتبة الفرنسية فرانسواز ساجان، التي شكلت ظاهرة روائية، وألقى عبدالعليم حريص الضوء على معجم العبارات الاصطلاحية بثلاث لغات (عربي– إنجليزي– فرنسي)، وتوقفت سهاد سعيد محمد عند وولت ويتمان، رائد الشعر الأمريكي، والذي أطلق حركة الشعر الحر في العالم، فيما كتب علي حسن الفواز عن التاريخ وغواية السرد، وتناولت هبة محمد سيرة الأديب صالح الحامد، الذي يعدّ رائد المدرسة الرومانسية الشعرية في اليمن، وقدم يوسف عبدالعزيز مداخلة حول رواية (هاني بعل الكنعاني)، للروائي صبحي فحماوي، الذي يأخذنا إلى حقبة تاريخية موغلة في القدم، وكتب خلف أحمد أبوزيد عن مسيرة الأديب زكي مبارك، الذي نهل من معين الثقافة العربية الإسلامية، وتناول رمضان رسلان آنا ماري شيمل، التي تعتبر أنموذجاً فريداً في عالم الاستشراق، وقدم عزت عمر قراءة في ديوان (الأغاريد) للشاعر سيف محمد المري، الذي يستعيد تراث الغزل بروح الرومانسية، وتوقفت أميرة المليجي عند خالد الفرج شاعر الخليج العربي، ومن رواد التجديد في الشعر، ورصد وفيق صفوت مختار بعض المحطات عن الذين رحلوا مبكراً وتركوا إرثاً إبداعياً كبيرا.
بينما اختارت ذكاء ماردلي؛ الكتابة عن رسول حمزاتوف، سفير الأدب الداغستاني، واستعرض محمد سيد أحمد جائزة الشارقة للإبداع العربي في المسرح، والفائز بالمركز الأول ميثم هاشم طاهر، واستكشف حاتم السروي شعر الرؤيا، الذي يتضمن دلالات ورموزاً تلتقط الأحلام، وحاور محمد جمال المغربي الروائية السعودية هيلانة الشيخ، التي أكدت أنّ التشكيل والأدب وجهان لعملة واحدة.