قالت صحيفة التايمز البريطانية إن روسيا قد صعدت حرب الطاقة مع أوروبا الليلة الماضية، وعلقت إلى أجل غير مسمى إمدادات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، وهو خط أساسى للغرب.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن إلغاء موسكو الموعد النهائى لإعادة فتح خط أنابيب نورد ستريم 1، هى خطوة من المرجح أن تثير مزيدا من الاضطرابات فى أسواق الطاقة.
وقالت شركة جازبروم الروسية الحكومية التى تدير الخط إنها وجدت خللا أثناء الصيانة، لكنها لم تحدد ما يشير إلى موعد استئناف الإمداد.
وكان وزراء مالية مجموعة السبع قد اتفقوا الجمعة على وضع حد أقصى لسعر النفط من روسيا، فى محاولة لخفض عائدات البلاد، والتى تستخدم للمساعدة فى تمويل الحرب فى أوكرانيا.
وقالت تايمز إنه على الرغم من أن بريطانيا لا تعتمد على نورد ستريم 1 للحصول على الغاز، إلا أن وقف الخط سيؤدى على الأرجح إلى رفع تكلفة الغاز بالجملة، وهو ما كان وراء الارتفاع المتصاعد فى أسعار الطاقة.
وتابعت الصحيفة قائلة إن التعليق سيؤدى أيضا إلى زيادة الضغط على ليز تروس لو أصبحت رئيسة للوزراء فى بريطانيا فى الوقت الذى تحاول فيه وضع حزمة مساعدات لمواجهة أزمة تكاليف المعيشة على خلفية تدهور الأوضاع المالية للحكومة.
وقد حذر الخبراء من أن النقص الحاد فى الطاقة فى فصل الشتاء قد يؤدى إلى انهيار سوق الكهرباء المترابط فى أوروبا، والذى تعتمد عليه بريطانيا، حيث تحاول البلدان الحفاظ على الكهرباء فى أوقات ذروة الطلب. وقد يزيد هذا من فرص تقنين الطاقة، وهو الأمر الذى تعهدت تروس بتجنبه.
وكان نورد ستريم 1 الذى يجرى تحت خط البلطيق لتزويد ألمانيا ودول أخرى بالغاز، قد توقف فى الأساس لثلاثة أيام لإجراء عملية الصيانة، بعد تشغيله بنسبة 20% بسبب نزاع حول توربين مفقود. لكن شركة جازبروم قالت إن خط الأنابيب غير آمن بسبب تسرب النفط فى محطة ضغط فى بورتوفايا بالقرب من سان بطرسبرج.
ومن المرجح أن يؤدى إغلاق نورد ستريم إلى أجل غير مسمى إلى تجدد الاضطرابات فى أسواق الغاز الأوروبية التى كانت هادئة بشان الإغلاق المؤقت بعدما انتهى الانقطاع السابق فى الموعد المحدد. وتراجعت أسعار النفط مرة أخرى هذا الاسبوع استجابة لإشارات من بروكسل وعواصم أخرى بأن الاتحاد الأوروبى منفتح على وضع سقف للأسعار.
وقالت جازبروم إنها حددت المشكلة الأساسية على أن أحد توربينات الغاز التى أرسلتها شركة سيمنز الألمانية إلى كندا لإصلاحها قد تم حجزه بموجب العقوبات الغربية على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا. وحاولت ألمانيا إعادة التوربينات إلى روسيا، لكن شركة جازبروم قالت إنها فشلت فى توفير الأوراق اللازمة.
ويعتقد المسئولون الألمان أن هذا هجوم مسيس على أمن الطاقة الأوروبى، وقالوا إن الروس تجاهلوا عروضا لاستبدال التوربين.
وقال يانس كلوج، الخبير فى شئون روسيا فى المعهد الألمانى للشئون الدولية والأمن أن الخطوة تأتى ردا على رفع مخزون الغاز فى أوروبا وإحياء فى استهلاك الغاز المحلى بروسيا. وأشار إلى أن توقيته جاء بعد نهاية التداول على بورصة الغاز الأوروبية الرئيسية.
وتعتمد أوروبا على روسيا لتوريد نحو 40% من وارداتها من الغاز. وعلى الرغم من أن بريطانيا استوردت قليل من الغاز من روسيا قبل غزو أوكرانيا، ولم تتلق أى شحنات منذ مارس، إلا أن سوقها مرتبط بخط الأنابيب إلى القارة. وأدى النقص فى الطلب على الغاز من مصادر أخرى مثل الغاز الطبيعى المسال وواردات خطوط الأنابيب من النرويج إلى ارتفاع الأسعار فى بريطانيا.