تولى الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، وعميد كلية الآداب السابق، منصب مدير مكتبة الإسكندرية، خلفا للدكتور مصطفى الفقى، ليكون ثالث مدير للمكتبة الحديثة عبر تاريخها، وهو الخبر التى استقبلته الأوساط الثقافية والأكاديمية بترحاب شديد معربين عن آمالهم فى نهضة كبيرة للمكتبة على يد الأكاديمى المرموق، وصاحب الباع الطويل فى الوسط الثقافى، وصاحب الاسهامات العلمية المتعددة.
بعد توليها منصبه الجديد بشكل رسمى، التقت "اليوم السابع" مدير مكتبة الإسكندرية الجديد الدكتور أحمد زايد، وكان لنا معه هذا الحوار، الذى تحدث فيه عن المشروع القومى للقراءة التى يأمل فى طرحه من خلال المكتبة، وسلسلة "التراث الإنسانى" التى يفكر فى نشرها من خلال قطاع النشر بالمكتبة وتكون مسئولة عن تلخيص الأفكار الفلسفية العظيمة، والأعمال الأدبية الكبرى.. وإلى نصر الحوار:
- فى البداية.. ما خطط الدكتور أحمد زايد فى تطوير مكتبة الإسكندرية فى ظل توجه الدولة المصرية نشر الوعي؟
من أولى المشاريع التى أفكر فى طرحها من خلال موقعى كمدير لمكتبة الإسكندرية، هو المشروع القومى للقراءة، وهو أن أجعل الشباب يقرأ ويعرف ويتعلم، ومن خلال نشجع الناس على المعرفة، كما أننا يمكننا من خلاله مسابقة مصر الكبرى للقراءة، والتى ستكون فى كافة محافظات الجمهورية، يخصص لها مكافئات كبيرة، كما أننى أفكر أيضا فى قومى كبير لنشر الثقافة والتراث الإنسانى العالمى، اتساقا مع دور المكتبة الدولى كمنارة للإنسانية، وذلك من خلال نشر كتيبات صغيرة بسعر رمزى بنفس قيمة تكلفة الكتاب، يتم توزيعها على المدارس، ويتم فيها تلخيص التراث الفلسفى والفكرى كأعمال أرسطو والجاحظ وابن خلدون، وأيضا تلخيص الأعمال الأدبية العظيمة كمسرحيات وليام شكسبير، ونجيب محفوظ.
- ما خطط الدكتور أحمد زايد لوضع المكتبة فى المكانة العالمية التى تستحقها؟
المكتبة بصفتها مؤسسة ثقافية دولية لديها القدرة على أن تبلور أشكال من الحوار العالمى والكونى الذى تجعل مصر قادرة على حركة العولمة العالمية وتساهم فى تقديم رؤية إنسانية لهذا المجتمع الذى يعوج بالصراعات، ولذا فنحن من خلال مجلس الأمناء والإدارات التابعة للمكتبة نفكر فى العديد من الأمور والرؤى التى من شأنها أن تساهم فى تطوير الثقافة العربية وطرح القضايا التى تبحث فى مستقبل الثقافة العربية، وفتح أفاق جديدة مع المثقفين العرب.
- كيف تستفيد مكتبة الإسكندرية من مكتبات المشاهير التى يتم التبرع بها للمكتبة؟
يوجد أجنحة خاصة بالفعل لمكتبات المشاهير داخل المكتبة، وتم تخصيص وتصميم أجنحة للشخصيات العظيمة مثل أحمد زويل، وهى متاحة لكل الزائرين، وبها كل مقتنيات وكتب هؤلاء الأشخاص، كما المكتبة لديها أماكن وأجنحة مخصصة لذلك، وعندما يكون أكثر شهرة وتأثير يتم تحويلها لمتحف مثل الرئيس عبد الناصر والرئيس السادات، وهناك جهد كبير فى هذا الصدد، والمكتبة مستعدة لاستقبال أى إهداءات من أى شخص.
- برأيك كيف يمكن أن تواكب المكتبة التطورات الحديثة فى ظل تقنيات مكتبة مهولة يشهدها العالم الآن؟
مكتبة الإسكندرية، يوجد بها عملية تحول رقمى كبيرة، والحقيقة أن المكتبة الآن بفضل التوسع فى التطور الرقمى تمتلك مخازن للمعلومات والبيانات من مختلف دول العالم وليس مصر فقط، وبها بيانات للعديد من المجلات، وكلها متاحة على موقعها، ويستطيع كل باحث الحصول عليها أيضا من خلال زياراته للمكتبة، وسوف نستمر فى هذا التحول الرقمى، عبر اتاحة كل الفعاليات المقامة بالمكتبة عبر خدمة البث المباشر، وإتاحة نصوص المحاضرات والنشرات إلكترونيا.
- كيف يمكن أن تستفاد مكتبة الإسكندرية فى مجال التبادل الثقافى والمعرفى بين كبريات مكتبات العالم؟
المكتبة لها تفاعل مع جميع المكتبات الكبرى مثل مكتبة الكونجرس والمكتبة البريطانية وكثير من المكتبات فى فرنسا، وأيضا على تواصل مع جميع معارض وأسواق الكتب العالمية، وهناك تبادل للمعلومات والمواد الثقافية، والكتب المرقمنة، كما أننا نبحث الآن التعاون مع الكثير من المكتبات الدولية فى أسيا وأمريكا اللاتينية ليكون لنا امتداد فى كافة أنحاء العالم.
- ما خطط الدكتور أحمد زايد لقطاع النشر بمكتبة الإسكندرية؟
لدينا حاليا خطة على إتاحة الكتب التراثية التى تحولت إلى محتوى عام متداول بالتعاون مع جميع الجهات الحكومية، كما أننا نفكر أيضا فى نشر نصوص المحاضرات العلمية التى تقدم فى أنشطة المكتبة الثقافية، وإتاحتها فى كتيبات رقمية، وترجمتها إلى العديد من اللغات لتنتشر على نطاق أوسع.
- كيف تتعامل مكتبة الإسكندرية مع الوثائق التى تمتلكها وكيف يستفيد من الباحثين والمثقفين؟
يوجد بالمكتبة ثورة كبيرة تمثل مكتبات كاملة من الوثائق يستطيع أى بحث الاستعانة بها عن طريق أمناء المكتبة، وهناك مركز للترميم، ونبحث الآن عمل متحف خاص بالوثائق، بجانب الأركان والمتاحف الصغيرة المخصصة لوثائق الشخصيات التاريخية الهامة مثل الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس أنور السادات.
- كيف يمكن أن نرى المكتبة منبرا خلال الفترة المقبلة لتغيير الأفكار السائدة المغلوطة؟
مكتبة الإسكندرية كمؤسسة ثقافية سوف يكون لنا دور فى نشر الفكر المستنير، ونفكر فى طرح كتيبات فى سلسلة يمكن أن تصدر تحت عنوان "تراث الإنسانية للنشء والشباب" نقدم فيه الفكر الإنسانى منذ أرسطو وأفلاطون، يكون سعرها صغير لا يتعدى الخمسة جنيهات، كما أننا يمكننا أن نقدم كتيبات عن تاريخ مصر منذ الفراعنة بحيث يتم تلخيص كل حقبة زمنية فى كتيب صغير لا يتعدى الـ 50 صفحة.
- هل يمكن أن نرى فى المستقبل فروعا أو أماكن تابعة للمكتبة مثل بيت السنارى فى الصعيد مثلا؟
مكتبة الإسكندرية هيئة مستقلة ولها أماكن تتبعها كما ذكرت مثل ببيت السنارى، وكذلك لها سفارات للمعرفة فى أغلب الجامعات المصرية، ونسعى حاليا للوصول إلى جميع الجامعات، حيث يتبقى ما يقرب من ست جامعات فقط هى التى لم يتم فيها سفارات للمعرفة، والرغبة فى التوسع تمتد للتعاون مع جميع الجامعات الأهلية، وكذلك جميع المؤسسات الحكومية والرسمية من أجل عمل سفارات معرفة تابعة للمكتبة فى أى محافظة أو مدينة مصرية بهدف نشر المعرفة وكذلك تكون منفذ يوفر إصدارات المكتبة من الكتب والمجلات، وفيما يخص الوصول إلى المحافظات البعيدة مثل الصعيد، فالمكتبة لديها رؤية بأن يتم تقديم الكثير من فعالياتها مثل المؤتمرات والمعارض والاحتفالات الفنية والثقافية فى المحافظات المختلفة وفى المراكز التى تتبع المحافظة، وليس فى مقر المكتبة أو مراكزها الثقافية فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة