شهد محمد كُريم وصول الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت فقاوم الجيش الفرنسى ومعه أهل الإسكندرية فى مواجهة غير متكافئة حتى قبض عليه، فاستقبله نابليون بنفسه تقديراً لاستبساله وشجاعته ورد إليه سلاحه وأبقاه حاكماً على الإسكندرية، وعين معه الجنرال كليبر حاكماً عسكرياً للمدينة.
وتمر، اليوم، الذكرى الـ224 على إعدام الثائر المصرى محمد كريم على يد قائد الحملة الفرنسية نابليون بونابرت، وذلك فى 6 سبتمبر عام 1798.. ومحمد كريم، حاكم مدينة الإسكندرية الأسبق خلال عهد الحكم العثمانى لمصر. ولد ونشأ بالإسكندرية، وبدأ حياته فيها قبانياً في الثغر، كان عنده خفة في الحركة وتودد في المعاشرة فأحبه الناس وذاع صيته بالمدينة فلم يلبث مراد بك أن ولاه أمر الديوان والجمرك بالثغر، فأصبح صاحب الكلمة العليا في المدينة والحاكم الفعلي لها.
وظل محمد كُريم حافظاً لعهده فى الدفاع والنضال عن وطنه، ولما تأكد الفرنسيون من دعمه للمقاومة وإثارته للأهالى ضدهم قبضوا عليه، وأرسلوه إلى القاهرة، فحوكم فى 5 سبتمبر 1798 بتهمة خيانة الفرنسيين، وأصدر نابليون أمر إعدامه رمياً بالرصاص، فنفذ الحكم بميدان الرميلة فى 6 سبتمبر 1798.
وذكر المؤرخ عبد الرحمن الرافعى أن المستشرق "فانتور" كبير مترجمى الحملة الفرنسية، نصح محمد كريم بأن يفتدى حياته بدفع المبلغ، لكن الزعيم الوطنى أجابه: "إذا كان مقدورا على أن أموت فلن يعصمنى من الموت أن أدفع هذا المبلغ، وإن كان مقدورا لى الحياة فعلام أدفعه؟".
وفى مثل هذا اليوم 6 سبتمبر من عام 1798م، نفذ الإعدام فى الزعيم النبيل بميدان الرميلة بالقلعة، وبعد نحو 150 عاما كرمته مصر بوضع اسمه وصورته فى قائمة محافظى الثغر السكندرى، وأطلقت اسمه على المسجد القائم بجوار سراى رأس التين.
وبحسب كتاب "دماء على جدار السلطة" للكاتب والمفكر القانونى رجائى عطية، فإن الزعيم الراحل محمد كريم، ظل ينظم المقاومة الشعبية ضدهم، ولجأ إلى الصحراء لترتيب وجمع المجاهدين للانضمام لصفوف المقاومة، حتى اتهمته القيادة الفرنسية بخيانة الجمهورية، وكأنه مكلف بالإخلاص للجمهورية الفرنسية التى تغزو وطنه بغير حق، وتحت بصر وتخاذل دولة الخلافة العثمانية.
وفى يوم 5 سبتمبر 1798م، أصدر نابليون أمرا بإعدام محمد كريم رميا بالرصاص، ومصادرة أملاكه وأمواله، وفرض فدية ثلاثين ألف ريال على الزعيم الوطنى أن يدفعها فى خلال أربعة وعشرين ساعة لإنقاذ حياته، وإلا نفذ فيه الإعدام.
ووفقا للكتاب سالف الذكر، جاء فى رواية موثقة بشهود عيان فرنسيين، أوردها المؤرخ عبد الرحمن الرافعى فى تاريخه، نصح المستشرق "فانتور" كبير مترجمى الحملة الفرنسية محمد كريم بإن يفتدى حياته بدفع المبلغ، لكن الزعيم الوطنى أجابه: "إذا كان مقدورا على أن أموت فلن يعصمنى من الموت أن أدفع هذا المبلغ، وإن كان مقدورا لى الحياة فعلام أدفعه؟".