مشروع عملاق تم البدء في المرحلة الأولي من إنشائه شمال بحيرة قارون، يسهم بشكل كبير في إعادة إحياء البحيرة، ويعتبر من أهم المشروعات التي تنتظرها المحافظة، وتسهم فى توفير فرص للعمل، بالإضافة إلي أنها ستسهم في إعادة البحيرة إلى سابق عهدها.. بهذه الكلمات كشف الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء خلال زيارته لمحافظة الفيوم أهمية المجمع الصناعي العملاق لاستخراج الأملاح شمال بحيرة قارون.
ومن جانبه، قال حسين شعبان مدير العلاقات العامة بشركة أميسال لاستخراج الأملاح والمعادن في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن قرار إنشاء المصنع الجديد شمال بحيرة قارون جاء فى إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتوسع فى إنشاء المشروعات التنموية بمحافظات الصعيد خاصة فى محافظة الفيوم، وذلك بإنشاء مصنع لاستخراج الأملاح والمعادن شمال بحيرة قارون، ضمن مشروع إعادة التوازن البيئى البحيرة من خلال لجنة مشكلة من رئيس الوزراء ولرئاسة وزيرة البيئة ومحافظ الفيوم.
ولفت شعبان إلى أنه سيتم إنشاء مجمع لاستخراج الأملاح والمعادن شمال البحيرة مماثل لمجمع أميسال جنوب البحيرة وهو مشروع قومى سيتهدف حماية بحيرة قارون من الارتفاع المتزايد للملوحة، واستخدام التكنولوجيا المتقدمة لاستثمار مصادر الثروة الطبيعية، وذلك باستخلاص الأملاح المختلفة من البحيرة، وسيتم الحصول علي هذه الأملاح عن طريق إقامة أحواض التركيز لتحضير المحاليل المركزة المغذية للمصانع، ونظرا الخواص الفيزيائية لهذه الأملاح يتم استخراج ملح كبريتات الصوديوم أولا ويليه ملح كلوريد الصوديوم ثم البوتاسيوم وباقي الأملاح.
وأشار مدير العلاقات العامة بشركة أميسال إلى أن هذا المشروع يمثل أهمية كبيرة لمصر حيث إنه يسهم في حماية بحيرة قارون وهي بحيرة تاريخية لها أهمية كبيرة، ومصدر كبير الثروة السمكية يعيش عليها حوالي 5 آلاف أسرة، لافتا إلى أن الثروة السمكية في البحيرة عانت مؤخرا من زيادة الملوحة، وهذا المشروع يقلل من الملوحة ويساهم مع المجهودات التي تقوم بها الدولة في عودة البحيرة إلى سابق عهدها كمصدر للثروة السمكية، بالإضافة إلى أن المشروع يعمل علي تنمية الاقتصاد القومى، لأنه سيتم إنتاج أملاح يتم استيرادها من الخارج وهذا سيقلل فاتورة الاستيراد.
وعن أهداف المشروع، أكد حسين شعبان أن المشروع له أهداف بيئية تتمثل في حماية بحيرة قارون كمحمية طبيعية من الارتفاع المستمر في الملوحة والحفاظ علي النظام البيئي داخل المحمية، بالإضافة إلى الحفاظ على النظام البيئي في البحيرة والمناطق المحيطة والثروة السمكية بها مما يؤدي إلى الحفاظ علي مهنة الصيد والتي يعيش عليها أكثر من 15 ألف أسرة من القرى المنتشرة حول شواطئ البحيرة.
وعن الأهداف الاجتماعية للمشروع، أشار مدير العلاقات العامة بالشركة إلى أن المشروع يخلق 5000 2000 فرصة عمل مباشرة و2000 فرصة عمل غير مباشرة، ويعتبر مشروعا رائدا لتنمية محافظة الفيوم نظرا لأنه سيتبعه إقامة مشروعات لاحقة ستؤدى إلى انتعاش المنطقة وجني عائد الاستثمار الكبير الذي أنفق عليها.
وأوضح شعبان أن المشروع له أهداف اقتصادية تتمثل فى استخراج الأملاح الرئيسية من بحيرة قارون وهي ذات عائد اقتصادي واستخراج الأملاح والمعادن بطرق طبيعية لتغطية السوق المحلي وتصدير الفائض وتوفير النقد الأجنبي الموجه لاستيراد هذه المنتجات مع تحقيق عائد من النقد الأجنبي في حالة التصدير وتحقيق سياسة عدم الاحتكار في إنتاج السلع الاستراتيجية للسوق المصرى.
ويتم إنشاء المشروع علي 3 مراحل، المرحلة الأولى مصنع لإنتاج ملح لكبريتات الصوديوم بطاقة إنتاجية سنوية 250 أ لف طن ومصنع إنتاج ملح كلوريد الصوديوم بطاقة إنتاجية سنوية 500 ألف طن ومصنع إنتاج كبريتات الماغنسيوم بطاقة إنتاج سنوية 50 الف طن.
أما المرحلة الثانية من المشروع فتشمل إنشاء 3 مصانع بطاقة إنتاجية 171 ألف طن من الأملاح سنويا، كما تشمل المرحلة الرابعة إنشاء مصنعين بطاقة إنتاجية 300 ألف طن من الأملاح سنويا.
ومن ناحيته، قال الدكتور أحمد الأنصاري محافظ إنه تابع آخر إجراءات المجمع الصناعي الجديد للشركة المصرية للأملاح والمعادن "إميسال" المزمع تنفيذه على مساحة 4 آلاف فدان، بواقع 3 آلاف فدان لأحواض التركيز، وألف فدان للوحدات الإنتاجية، ويعمل المشروع على تنمية المنطقة الشمالية لبحيرة قارون، ويوفر أكثر من 5 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء محافظة الفيوم، كما تم مناقشة التداخلات بين المجمع الصناعي وجهاز شئون البيئة واشتراطات المحميات الطبيعية.
وأشار محافظ الفيوم إلى أن المجمع الصناعي الجديد لاستخراج الأملاح والمعادن بالساحل الشمالي لبحيرة قارون يعد مشروعاً قومياً تنموياً، له مردود إيجابي على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، فضلاً عن المستوى البيئي، لافتاً إلى اهتمام القيادة السياسية بتطوير البحيرات على مستوى الجمهورية، ومنها بحيرة قارون والعمل على إعادة التوازن البيئي لها، بالتنسيق بين العديد من الجهات المعنية.
وشدد المحافظ على التنسيق بين مختلف الجهات المشاركة بالاجتماع وغيرها من الجهات ذات الصلة، للتحرك الإيجابي نحو تنفيذ المشروع على أرض الواقع من أجل الصالح العام للمواطنين، موجهاً بالإسراع بمراجعة الدراسات البيئية الخاصة بتنفيذ المجمع الصناعي الجديد للشركة المصرية لاستخراج الأملاح والمعادن "إميسال" خلال أسبوعين، وتحديد الملاحظات بشأن استخدامات التكنولوجيا الحديثة وأثرها البيئي، من قبل الجهات المعنية بالمشروع بشكل دقيق لوضع الحلول لها على أسس علمية فيما بينهم.
ولفت محافظ الفيوم إلى أهمية عقد لقاءات نقاشية وجلسات حوارية بين مسئولى شركة " إميسال" ومسئولى جهاز شئون البيئة والمحميات، لمراعاة كافة الاشتراطات والعمل على استيفائها للبدء الفعلى فى تنفيذ المشروع على منهجية علمية في إطار من القانون.
ومن جهته، أكد الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة، أهمية الاستثمار السياحي بمناطق المحميات الطبيعية في إطار من القانون، بما يجعل الفيوم منطقة جذب سياحي، والعمل على الاستغلال الأمثل لمختلف الميزات النسبية لها، مضيفاً أنه سيتابع بنفسه هذا الملف، ووضع الرؤى الإيجابية لجذب المستثمرين.
وكان الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم عقد عددا من الاجتماعات لمناقشة خطوات تنفيذ المشروع وتسيير الإجراءات اللازمة لذلك ووجه بسرعة مواجهة الدراسات البيئية الخاصة بإنشاء المشروع للبدء الفعلى فى عملية التنفيذ، كما تسعي المحافظة الي وضع رؤية واضحة على أسس علمية، للإستثمار الأمثل بالمحميات الطبيعية على أرض محافظة الفيوم وفقاً للقوانين المنظمة وتماشياً مع الشروط البيئية، بالإضافة إلى مشروع الارتقاء ببحيرة قارون، وإعادة التوازن البيئى لها، ودورها الاقتصادي في خدمة مواطني الفيوم، العاملين بمجالات الصيد والسياحة والاستثمار.
وأشار الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، إلى أهمية إعادة هيكلة آليات التعامل بالمحميات الطبيعية، ووضع رؤية مستقبلية من خلال الدراسة العلمية للاستثمار الأمثل بها، إضافة للتعامل مع هذا الملف الحيوي بآليات جديدة وأفكار إبداعية للأنشطة المتاح الاستثمار بها بالمحميات، فى ظل توجه الدولة للتحول الرقمي، لافتاً إلى أهمية تنفيذ مشروعات تتناسب وشروط المحميات الطبيعية وتحفظاتها على التراث البيئي، وإعداد الدراسات الاقتصادية المتكاملة لتنفيذ تلك المشروعات الاستثمارية بها.
وأكد المحافظ، أهمية وضع خطة واضحة للاستثمار من قبل مسئولي جهاز شئون البيئة، والعمل على الترويج باحترافية للأنشطة الاستثمارية بالمحميات الطبيعية على أرض الفيوم، لتوفير فرص العمل وتنشيط الحركة السياحية، وما يتبع ذلك من مردود اقتصادي بشكل إيجابي على مواطني الفيوم.
وكانت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة قد أكدت خلال المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء أهمية مشروع إعادة التوزان لبحيرة قارون، والذى يعد نموذجًا للتوافُق بين البيئة والاستثمار، كما أشارت إلى أن حماية البيئة لا تتعارض مع الفرص الاستثمارية، بل إنها أساسٌ لتعظيم الفوائد على المستوى القومي، مُشيرة إلى ضرورة متابعة أعمال تلك المشروعات، ومدى توافقها مع الخطط الزمنية المُتفق عليها، بما يُسهم فى تحقيق التنمية والتطوير على كافّة المحاور للارتقاء بمحافظة الفيوم.
كما أضافت الوزيرة أنه تم الانتهاء من تنفيذ 11 خطة "إصحاح بيئي"، تتضمن وقف مياه الصرف الصناعي من خلال إعادة استخدامها كاملةً مرة أخري في العملية الإنتاجية، خاصةً في مصانع الورق والكرتون، مُضيفة أنه تم تأهيل محطة معالجة مياه الصرف الصناعي والصحى بـ "كوم أوشيم"، بعد دراسة معايير المياه المُتدفقة إليها، وتحديد تكنولوجيا المعالجة، والتصميمات الإنشائية، بطاقة تصميمية 19 ألف متر مكعب. فضلًا عن تقنين أوضاع المصانع بالمنطقة الصناعية؛ للتخلُّص الآمن من الصرف الصناعي، وكذا العمل على إنهاء التصميمات المطلوبة للبدء فى تنفيذ محطات الصرف الصحي، والتي تشمل إعادة بناء عدد 5 محطات معالجة، إضافةً إلى توسعة 4 محطات معالجة.
من جانبه، استعرض الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، عددًا من الإجراءات التي شهدتها بحيرة قارون، موضحًا أنه قد تم الانتهاء من أعمال تكريك وتوسعة "بحر يوسف" بطول 288 كيلو مترًا؛ لزيادة منسوب المياه العذبة المُتدفقة إلى البحيرة، فضلًا عن تطهير ترع ومصارف بطول 800 كيلو متر، وكذا الانتهاء من تبطين وتأهيل ترع بطول 103,32 كيلو متر, وإزاله المزارع السمكية المُخالفة والتى كانت قائمة على البحيرة، لافتًا إلى أن البحيرة شهدت أيضًا تنفيذ عدد 10 محطات من خلال "الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي" ضمن مبادرة "حياة كريمة"؛ لتُسهم بشكلٍ كبير في إعادة التوازن البيئي للبحيرة.
البحيرة
بحيرة الفيوم
مكان المجمع