أيام قليلة تفصلنا عن انتخابات نقابة المهن الموسيقية على مقعد النقيب الذي اعتدنا أن تشهد منافسة قوية، منذ أن وضعت اللبنة الأولى للنقابة في منتصف الأبعينيات من القرن الماضي، بداية من كوكب الشرق أم كلثوم والمنافسة مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وصولا إلى المنافسة التي سنشهدها خلال الفترة المقبلة.
"اليوم السابع "يلقى نظرة سريعة على أبرز محطات التنافس بين نجوم الفن على مقعد النقيب، إذ أنه قبل تأسيس النقابة بشكلها الحالي، تم تأسيس نقابة عمالية تتبع وزارة الشئون الاجتماعية برئاسة محمد الكحلاوي ثم خلفه سيد الجندول في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لكن لم يكتب لها الاستمرار طويلا، وكانت قضايا وشئون الموسيقيين يتم بحثها في مقاهي شارع محمد علي وباب الشعرية ونادى معهد الموسيقى العربية .
ثم تحمست أم كلثوم لعمل نقابة تدافع عن حقوق الموسيقيين خصوصا أن مفهوم تكوين النقابات كان تبلور بشدة في فترة الأربعينيات، لتؤسس كوكب الشرق نقابة للموسيقيين تحت إدارتها، لكن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كان يرى أنه الأجدر بالمنصب ويجب إقامة انتخابات عادلة لاختيار رئيسا للنقابة، ودخل في منافسة مع كوكب الشرق، انتهت بفوز الأخيرة.
وكانت نقابة الموسيقيين تتبع وقتئذ وزارة الشئون الاجتماعية، قبل أن يصدر قانون النقابات المهنية، لتتحول إلى نقابة مهنيه بالقانون، وتم اجراء انتخابات جديدة تنافس فيها على مقعد الرئاسة محمد عبد الوهاب الذي لم يتخل عن حلمه، ونافسه فريد الأطرش، ليحقق موسيقار الأجيال حلمه ويصبح أول رئيس للنقابة في شكلها الجديد عام 1955.
لكن لم يستمر عبد الوهاب كثيرا على مقعد نقيب الموسيقيين إذ تم عزله بقرار من الجمعية العمومية بعد مرور 4 سنوات، ليتم اختيار عبد الحميد عبد الرحمن نقيبا عام 1958، لكن الأخير لم يهنأ كثيرا بالمنصب إذ تم حل جميع النقابات المهنية في العام نفسه.
ظلت الأزمة قائمة في الفترة من 1958 وحتى 1978 عندما صدر القانون رقم 35 لسنة 1978 بشأن إنشاء نقابات واتحاد نقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية، لتعود نقابة المهن الموسيقية من جديد وجلس على كرسي النقيب الموسيقار أحمد فؤاد حسن، ثم أعيد انتخابه مرة أخرى عام 1984، ثم تولى بعد الموسيقار حلمي أمين واحتفظ بالمنصب على مدار 3 دورات متتالية.
ويعد حسن أبو السعود أبرز من جلس على كرسي نقيب المهن الموسيقية، إذ تم انتخابه عام 2002 وواجه العديد من العقبات نجح في التغلب عليها، وشهدت النقابة في عهده استقرارا كبيرا ومحاولات لإصلاح حال الموسيقيين، وتوفي حسن أبو السعود عام 2007 أثناء فترة توليه رئاسة النقابة.
وتولى بعد ذلك رئاسة نقابة الموسيقيين، الموسيقار منير الوسيمي، الذي تم حل مجلسه عقب يناير 2011، ليتم بعد ذلك انتخاب إيمان البحر درويش نقيبا للموسيقيين في يوليو 2011 بعد منافسه مع المطرب محمد الحلو، لكن كانت هناك منافسة شديدة شهدتها أروقة النقابة هذه الفترة، ليتم سحب الثقة من النقيب وإعطاء الكرسي لـ مصطفى كامل، الذي واجه بعد توليه المنصب دعوى قضائية من النقيب السابق يتهمه فيها بأن فوزه غير قانوني لأنه يفتقد إلى شرط أساسي في الترشح للمنصب يتمثل في ضرورة أن يمر على عضويته 10 سنوات.
ظل مصطفى كامل نقيبا للموسيقيين حتى تم عقد انتخابات للنقابة عام 2015، تنافس فيها هاني شاكر ومصطفى كامل، ليفوز أمير الغناء العربي بالمنصب، وكان واجه أيضا اعتراضات من المنافس بأنه لا يصح أن يترشح على كرسي النقيب لأنه يمتلك شركة انتاج موسيقي خاصة وذلك يتنافى مع قواعد النقابة.
وعاد هاني شاكر مرة أخرى ليتولى مرة أخرى منصب نقيب الموسيقيين في انتخابات أجريت عام 2019، ليشهد في العام الحالي 2022 أزمات كثيرة تنتهي بخروجه غاضبا من مؤتمر صحفي للنقابة بخصوص اعتذار حسن شاكوش وعودته للغناء، ويعلن بعد ذلك هاني شاكر اعتذاره عن المنصب الذي أعلن مصطفى كامل ترشحه له وينتظر فتح باب الترشح يوم 11 سبتمبر الجاري والذي يستمر لمدة 4 أيام، فيما سيتم إعلان الأسماء النهائية المرشحة بعد تلقي الطعون والتنازلات يوم 28 سبتمبر.