في قلب تلال أسوان المرتفعة والرمال الذهبية لجبال غرب أسوان، يبرز مبنى مرتفع فريد من نوعه في العمارة يلفت نظر من يحرصون على القيام بجولة نيلية خلال زيارتهم لبلاد الدهب، ويعرف هذا المبنى بضريح "أغا خان" الذي يرقد فيه جثمان أغا خان الثالث واسمه الحقيقي السلطان محمد شاة الحسيني.
وتقول رحاب حسن منظمة برامج سياحية في أسوان لـ"لتليفزيون اليوم السابع" أن "أغاخان" هو هندي المولد كان زعيمًا للطائفة الإسماعيلية، وبجواره ترقد زوجته الرابعة والأخيرة المعروفة باسم "البيجوم أم حبيبة"، بائعة الورد وهي فرنسية الجنسية التي ارتبطت بقصة حب قوية مع أغا خان تكللت هذه القصة الزواج بينهما.
وأوضحت أن قصة أغاخان في أسوان تعود إلى عام 1954، حين كان يعاني من الروماتيزم وآلام العظام، وبعد فشل كل محاولات الأطباء في إيجاد علاج لحالته، نصحه أحد أصدقاءه بزيارة أسوان، فجاء بصحبة زوجته وحاشيته ومجموعة من أطباءه على مقعد متحرك، وأحضروا له شيخ نوبي خبير في الطب، والذي نصحه بدفن نصف جسمه السفلي في رمال أسوان لمدة ثلاث ساعات يوميًا في الأسبوع.
وأشارت إلى أنه بعد ثلاثة أسابيع من اتباع هذا العلاج الطبيعي، عاد أغاخان إلى الفندق الذي كان يقيم فيه مشيًا على قدميه وسط فرحة عارمة من زوجته ومؤيديه، ومنذ ذلك الحين، قرّر أن يزور أسوان كل شتاء، حيث عشق أغاخان وزوجته نيل أسوان وأقاما في فيلا تطل على نهر النيل.
وطلب أغا خان بدفنه في المكان الذي تم علاجه فيه وحرص على شراءه وبناء ضريح كي يدفن فيه بعد وفاته إلا أن جسده نقل إلى الضريح بعد عامين من وفاته.
كانت زوجته "أم حبيبة" ملكة جمال فرنسا والزوجة الرابعة والأخيرة تذهب يوميا من خلال الصعود على درجات السلم، وحرصت على تكليف الحارس أو البستاني بوضع وردة على ضريح زوجها حال مرضها أو سفرها خارج البلاد، بحسب رحاب حسن.
ولفتت إلى أن قصة الوردة تعود إلى حبه الشديد للقراءة وحرصه على استنشاق الورود خلال القراءة، ما دفع زوجته لوضع وردة حمراء يوميا على ضريحه بعد وفاته، وتقول رحاب حسن "بعد وفاة أرملة أغا خان السيدة أم حبيبة حرص البستاني على وضع وردتين على الضريح من أجل أغا خان وزوجته."
ولد "أغاخان" في كراتشي حينما كانت جزءا من بلاد الهند في 12 نوفمبرعام 1877، يعد الضريح الخاص به أحد أحد المزارات الشهيرة في مصر وتم وضعها على الخريطة السياحية، وتضفى المراكب الشراعية رحلة الوصول للمقبرة رونقا خاصا.
كان أغاخان يعشق الورود وخاصة الحمراء فكان يملأ كل الغرف التي يجلس فيها بالورود، وكانت البيجوم تضع كل يوم في التاسعة صباحا وردة حمراء جديدة من نوع (رونرا بكران) داخل كأس فضية على قبر أغاخان، وكانت تأتي أُم حبيبة مرة كل عام لتغير الوردة بيدها وكانت تذهب للمقبرة بمركب ذي شراع أصفر حيث إن كل المراكب الشراعية ذات أشرعة بيضاء، ليعرف أهالي أسوان أن أُم حبيبة قد جاءت وأنها لم تنس زوجها الحبيب، حتى توفيت في يوليو عام 2000 ودفنت بجوار زوجها في الضريح نفسه.