قال الدكتور محمد يحيى ناصف، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، إن الاحتفال باليوم العربى لمحو الأمية هدفه رفع الوعى لدى الدارسين الكبار والمجتمع بقضايا المناخ والمحافظة على البيئة والنظم الصحية البيئية خاصة في ظل المخاطر المتنامية جراء الثورات الصناعية المتعاقبة والتي أسفرت عن تزايد درجة حرارة الأرض، وارتفاع معدلات الانبعاثات الكربونية الضارة، وغياب مفهوم العدالة المناخية بهدف صنع مستقبل أفضل لأجيال قادمة لم تكن يوما ما سببًا من أسباب هذا التلوث.
وتابع الدكتور محمد ناصف: تدارس الاستراتيجيات الحديثة في مجال القضاء على الأمية والتي تؤكد على تبني استراتيجية التواصل بين الأجيال، ومحو الأمية الأسرية ومحو الأمية الوظيفية، والاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر لإكساب الدراسين الكبار المهارات الحياتية، فمحو الأمية الهجائية لا يكفي لتحقيق التنمية الشخصية بأبعادها المعرفية والمهارية والوجدانية، بعد التحويلات والتوسعات الحديثة التي طرأت على مفهوم تعلم الكبار ليسع الكثير من أنماط التعلم.
وأوضح أنه يتم التعرف على البرامج الجديدة، التي تحرص على الارتقاء بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لحياة المواطن المصري والعربي وتبني المبادرات الفعالة والتطوعية التي أكدت عليها القيادة السياسية والتي من شأنها التشبيك والشراكة بين كافة قطاعات المجتمع في الوطن العربي، بهدف التخلص من هذا الكابوس فالمستقبل يبدأ بالقضاء على الأمية الهجائية.
وأشار إلي الأضرار الاجتماعية للأمية والتي تتمثل فى زيادة معدلات الفقر وغياب مساحات الإبداع والتجديد في المجتمع، فالأمية تُجبر صاحبها على تبني طرائق غير متوقعة وخيارات غير غير مدروسة أو محسوبة في معالجة التحديات اليومية التي تواجهه وارتفاع معدلات البطالة في المجتمع، في عالم أصبح لا يعترف إلا بالجدارات والكفاءات، و أصبح يقوم على التنافسية واقتصاد المعرفة، وضعف قدرات الأفراد في المجتمع على فهم مجريات الأمور والأحداث الاجتماعية من حولهم، أو شعورهم بما يسمى بالاضطراب الاجتماعي وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض وانخفاض جودة الحياة.
وذكر أنه ضمن الأضرار الاجتماعية للأمية ضعف قدرات الشخص الأمي على القيام بالمشاركة السياسية النشطة والفعالة والواعية، لذا فهي قضية أمن قومي تتعلق بناء الشخصية العربية المعاصرة.
وتحدث رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار عن الأضرار الاقتصادية للأمية، منها انخفاض معدلات النمو الاقتصادي للدول، وغياب الرؤية المستقبلية للشخص الأمي، وضعف قدراته على تطبيق مفهوم ريادة الأعمال، إلى جانب ضعف قدراته الانتاجية إذا تم مقارنتها بالشخص المتعلم وضعف قدرات الشخص الأمي على وضع ميزانية للأسرة وتبني.
وأكد ناصف، أن القضاء على الأمية أو الحد منها يكون بمثابة جواز السفر الوحيد للتحرر من الجهل والفقر والمرض والبطالة وتحقيق التمكين الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي من خلال إحداث المتغيرات الاجتماعية واقتصادية والبيئة الإيجابية في كل أنماط الحياة، وهذا ما نسعى إليه كهيئة هو التعاون والتضافر والتشبيك مع جميع الجهات الشريكة.
واستعرض الدكتور محمد ناصف انجازات الهيئة، موضحا أن الأمية في تراجع ملحوظ حيث انخفضت لتصل إلى 24.2% لتصبح على مشارف الانتهاء منها كما حددتها خطة الدولة باعتبارها قضية أمن قومى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة