تمر اليوم ذكرى قيام يوليوس قيصر وجيشه بعبور نهر روبيكون فى بداية الحرب الأهلية فى روما، قاد یولیوس قيصر الجيوش الرومانية فى حروب الغال الأهلية وأصبح بعد ذلك حاکمًا لروما من سنة 49 قبل الميلاد حتى اغتياله فى 15 مارس سنة 44 قبل الميلاد.
كانت حرب قيصر الأهلية (49 - 45 ق م) واحدةً من آخر الصراعات السياسية التى شهدتها الجمهورية الرومانية قبل زوالها وقيام الإمبراطورية الرومانية مكانَها. بدأت الحرب كنتيجةٍ لسلسلة من الصراعات السياسية والعسكرية فى روما، التى كانت قائمةً بالدرجة الأولى بين يوليوس قيصر بفيالقه - التى كان قائداً رسمياً لها - وأنصاره (الذين أصبحوا يُسمُّون على نطاقٍ واسع الببيولاريس) من جهة ومن جهة أخرى مجلس الشيوخ الرومانى بأنصاره من الأوبتيميتس وحليفه بومبيوس الكبير.
فى عام 49 قبل الميلاد، بعد عودته من حملاته فى بلاد الغال، عبر قيصر نهر روبيكونى إلى إيطاليا مع جنوده المتمرسين، مما أعتبر خيانة للجمهورية الرومانية، وقام بالزحف إلى روما نفسها. وبقيادة بومبيوس، فر النواب الأوبتيماتيس من روما إلى كابوا، وبعد ذلك برينديزى والتى أبحروا منها إلى اليونان. كان قيصر يتحكم آنذاك فى شبة الجزيرة الإيطالية.
كن باقى المناطق كانت لا تزال خاضعة للجمهورية. وخلال السنوات القليلة اللاحقة، سيقوم قيصر بعدة حملات ضد الأوبتيماتيس فى جميع أنحاء البحر المتوسط، مجبرا بومبى إلى الهروب واللجوء إلى مصر البطليمية. وفى محاولة منه لنيل دعم قيصر فى صراعه على العرش المصرى مع أخته، كليوباترا السابعة، قام الملك الشاب بطليوموس الثامن بقتل بومبي. وكان ذلك خطأ فادحا يرتكبه بطليموس الثامن، حيث أن قيصر وبومبى كانا صديقين وحليفين فى السابق ولم تكن لدى قيصر نية فى قتل بومبى فى حال ألقى عليه القبض. مقابل ذلك، ساند قيصر كليوباترا السابعة كملكة لمصر وكان ابنه الوحيد منها.
وانتهى ذلك الصراع عندما انهزم تحالف كل من أنتونى وكليوباترا فى المعركة البحرية فى أكتيوم فى العام 32 قبل الميلاد، فقام أوكتافيان بشق طريقه من آسيا نحو مصر. وعندما وصل أوكتافيان إلى الإسكندرية، كان كل من ماركوس أنطونيوس وكليوباترا قد انتحرا. ومع هزيمة كليوباترا وأنتوني، أصبح أوكتافيان، والذى غير اسمه إلى أغسطس، إمبراطورا على روما، كما أن مصر ألحقت بالإمبراطورية الرومانية الجديدة. وهكذا انتهت الجمهورية الرومانية، وبدءا من هذا لتاريخ، أصبحت روما وكل المناطق الخاضعة لها تحكم من طرف إمبراطور.
